ساءني كثيرا موقف ورؤية الكاتب احمد العرفج عن المرأة السعودية ووصفه لها وتشبيهها (بالبقرة) مع فائق الاحترام للقراء العقلاء الأعزاء! وإني أجزم يقيناً أن في (بطن العرفج) شيء لا يعرفه سواه! وأتمنى أن يتقبل رأيي بصدر رحب. لا اختلاف أن البقرة هي مصدر من مصادر اللحم والجبن واللبن والجلود وما إلى ذلك.. لكن تشبيه المرأة بها ووضعها في خانة المثل والمقارنة أمر مُنفر وغير عقلاني ولا أدري كيف تناسى العرفج مكانة المرأة في الإسلام وقد عظم الله من شأنها وقدرها وقدمها على الرجل ثلاثاً وجعل الجنة تحت أقدام الأمهات وليس (البقرات)!!! فالشرع حلل للرجال 4 نساء وحلل للمرأة رجل واحد, واذا كان هذا الواحد لا يكرمها ولا يقدرها ولا يراعي شعورها ومشاعرها فتلك مصيبه (ياكامل العقل والدين)! تحضرني الآن جمله كثيراً ما كان يرددها العرفج قائلاً: "أنا المواطن احمد العرفج لا أملك في الدنيا إلا حب الاتحاد وأمي لأنهم مستضعفين". وهنا اتساءل أنا باستغراب شديد كيف يجتمع في رجل يحب أمه بهذا القدر ويحترمها أن يصنف المرأة السعودية بما تفضل؟! ومؤكد أنه لا يرضى أن تكون والدته ضمن المصنفات السعوديات مع احترامي الشديد لها على أساس أنه عمم نظرته على كل امرأة سعودية ولازال يفضل البقرة عليها! قد يكون هذا مفهومه وتلك هي رؤيته للمرأة وقاس عليها وهاجمها من خلال (تجارب شخصية) أو مواقف معينة حدثت معه أو مع من حوله، لكن هذا لا يعطيه الحق في تعميم تلك الرؤية (البهيمية) على كل امرأة سعودية كرمها الله بإنسانيتها وبحقوقها المشروعة. فكم من امرأة رأت في الرجل صفات (بهيمية) طاغية أكثر من صفاته (الآدمية) ولكنها لم تخرج للإعلام يوماً قائلة: إن الرجل السعودي (ثور) - أعزكم الله - رغم تصرفات البعض التي تتجاوز ما لا ينتمي إلى البشرية. عندما يداعب الرجل المرأة ويغازلها تشعر بأنوثتها وكرامتها واعتزازها بذاتها وشموخها لكني أتصور رد فعل امرأة يغازلها رجل يوماً قائلاً: (ما أجملك يا بقرة!!) أعترف أن بنا من العيوب ما قد يغطي البحار لكن أن يصل بنا الحال لقذف بعضنا البعض كنساء ورجال تجمعهم أرض واحدة ووطن واحد فهذا أمر معيب وهو بكل تأكيد يعكس صورة غير مشرفة على الاطلاق لمجتمعنا ونظرتنا لبعضنا, وكم كنت اتمنى ان يفكر العرفج مراراً وتكراراً قبل وصفه المعيب هذا! قال العرفج إن "المرأة لا تستحق اعتذاراً بل قصائد اعتذار"وأقول له ها نحن بانتظار قصيدة واحدة منك علها تمحو خطيئتك حتى ترضى عنك وتسامحك كل امرأة سعودية من بنات وطنك بدلاً من أن تصفك أحداهن في يوم من الأيام بما هو أسوأ وأخيراً.. أنا المواطنة ريهام زامكه أقول: بقصيدة اعتذار أو بدون ستظل (بقرة العرفج) قابعة في حظيرة أفكاره وهي لا ولن تمثل سوى رؤيته الشخصية دون سواه! rzamka@ [email protected]