ظهرت من جديد على المشهد العام القضية التي استغرقت منا وقتاً طويلاً ونقاشات وكأنها قضية مصيرية تستحق كل هذا الأخذ والرد وهي قضية لو كانت غير هنا لتجاوزها النقاش والكتابة والجهد والتعطيل من سدنة المجتمع, ولما أخذت سنوات حتى تم تفعيل القرار بتأنيث محلات بيع الملابس النسائية والحمدلله وإن كان متأخراً!. ولو أن كل قضية في الشأن السعودي العام تستنزف منا كل هذا الجدل والسنوات, فمتى سنقضي على القضايا والعوائق الكبرى كالفساد والسكن؟ وكم سنوات نحتاج لحل القضايا والمشاكل التي تمس المواطن؟ ومن المستفيد بإشغال الرأي العام من جديد في قضية تم حسمها وكأن هناك مخطط إلهاء ممنهج. وكعادة « حليمة « تفشت الأساطير والأخبار والتهويل والتغريب والقبض على بائعات راودن شباباً ومن هذا القبيل وحدث بلا حرج عبر الشبكة العنكبوتية وبعض الصحف الإلكترونية. ولعل المستفيد الوحيد من هذه البلبلة والعج تجار الجشع والعار الذين لو عليهم يغمضون عيننً ويفتحونها ليتعطل المشروع أو تستبدل السعودية بجنسية أخرى أقل كلفة وأجراً, متجردين من دورهم المناط بهم تجاه الوطن وإنسانه. الجميع يعلم من هم الممانعون المحاربون المجاهدون لوأد المولود الذي احتاج الخروج للنور والتنفس عمليات قيصرية طال أمدها. وهم- حزب حليمة - ليس أصحاب مصلحة خاصة حسب وصف أحد المسؤولين, لا, هم الذين اعتدنا منهم التفنن في تأويل وتشويه ومحاربة أي جديد, المختصون ولا حسد في كشف ما تخفي الصدور, المرتعدون لأي مشروع يخص المرأة, أصحاب الظنون والتهم المعلبة الجاهزة لرمي المخالف, تغريبي ليبرالي علماني إلى آخر القائمة, سدنة المجتمع متبعو مذهب: هل ترضاها لأختك إلى آخر الحدوتة الغثيثة. تقول جدتي: ليس من المروءة أن تجاهد لوأد وتشويه مولود يعطي المرأة خصوصية أكثر « وتتبحبح « براحتها في أدق التفاصيل لمرأة لها نفس الخصوصية, يا قوم أنهكه الخصوصية؟ فاصلة, الخصوصية هي مصطلح ومنتج سعودي يخضع لقياسات واجتهادات فردية أو جماعية, ولا يصرف ويطلق ألا على السعوديين أصلاً ومنشأ, وبفضل هذا المصطلح استطعنا إسقاط كل مخططات التغريب الشيطانية التي يروجها ثلة من الكتاب ومتوهمي الثقافة وزوار السفارات, وبفضله – مصطلح الخصوصية – كانت الدرة مصونة. وهذا المنتج الذي تفردنا به عن سائر العالمين وبرغم ما يروجه البعض تلفيقاً وحسداً عن أنه تسبب في تعطيل القرارات ووأد اعمار الأرض, أثبتنا حرصنا على الخصوصية حتى من امرأة لامرأة أخرى سواء تبيع أو تشتري؟ في حفظ الله [email protected]