نائب أمير الشرقية يطلع على التقرير السنوي لفرع وزارة الصحة بالمنطقة    أمير منطقة حائل يدشّن "أسبوع البيئة 2025"    أمير القصيم يتسلّم تقرير جمعية النخب العلمية لعام 2024    "الورل الصحراوي".. يعزّز من التوازن البيئي في المناطق الصحرواية    الدانة بطلا للسوبر السعودي الإماراتي    من أعلام جازان.. الشيخ عيسى بن محمد شماخي    الرئيس التنفيذي لتجمع القصيم الصحي يشهد فعاليات مؤتمر القصيم الأول لطب الطوارئ    انطلاق فعاليات مؤتمر حائل للعلاجيّات    "يلو 30".. نيوم ينشد كتابة التاريخ    "هيئة الطرق": كود الطرق السعودي يعتمد معايير تحديد السرعات التصميمية للطرق    المملكة تحقق تقدمًا في مؤشر الملكية الفكرية الدولي 2025    إفتتاح أول معهد سعودي متخصص في تعليم فن التمثيل    جمعية الصم وضعاف السمع تعزز من ثقافة لغة الإشارة    عثر عليه باحث سعودي في أحد الجبال الصخرية… الأردن يعلن اكتشاف أول "نقش أثري فرعوني" يعود للملك رمسيس الثالث    السعودية تشارك في أعمال الدورة ال 51 لمؤتمر العمل العربي في القاهرة    مصرع 4 أشخاص في تحطم طائرة صغيرة بولاية إلينوي الأمريكية    آلاف الأميركيين يتظاهرون ضد ترامب    الداخلية: انتهاء تمديد فترة تخفيض سداد غرامات المخالفات المرورية    إحباط تهريب أكثر من 11 كيلوغرامًا من «الشبو»    مصابة بالشلل لوزارة الصحة: بدأت التحسن فلماذا توقف علاجي؟    تخريج الدفعة ال 22 من جامعة الملك سعود للعلوم الصحية    نشر فيديو قبل رحيله بساعات.. صدمة بسبب وفاة سليمان عيد    اللص الأتعس في العالم.. سرق7 دولارات فخسر 83 ألفاً    الأمن العام: اعتباراً من 25 شوال دخول مكة بالتصريح    "الداخلية": ضبط 20 ألف مخالف في أسبوع    372 مستفيدًا من خدمات مركز الأطراف الصناعية بعدن.. مركز الملك سلمان يغيث المحتاحين في السودان وسيراليون    "الحزب" يُصعد وواشنطن تستخف والدولة لا تتراجع.. لبنان يواصل تقدمه على طريق بسط سيادته الكاملة    موجز    وانتهى الحب !    انطلاق فعاليات مهرجان سماء العلا 2025    "موهبة" تدرّب 289 طالباً للمشاركة في المسابقات العلمية الدولية    وزير الدفاع يلتقي رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية    في نهائي كأس آسيا تحت 17 عاماً.. الأخضر يواجه أوزبكستان لخطف اللقب    اليوم.. وللمرة الخامسة على التوالي.. حلبة كورنيش جدة تشهد السباق الرئيس لجائزة السعودية الكبرى stc للفورمولا1    الأمير خالد بن سلطان ل"البلاد": فورومولا 1 أهم سباق تستضيفه السعودية    الخصوصية الثقافية    اختيار الحكام الأجانب    النخبة الآسيوية سعودية    بيئة الزلفي : ضبط 16,650 كجم من الدقيق يستخدم كعلف لتغذية المواشي    زيلينسكي: القتال مستمر في كورسك وبيلجورود الروسيتين رغم هدنة عيد القيامة    علمني أبي "سلطان"    حوار في ممرّ الجامعة    ضمير منفصل تقديره نحن    الأستاذ أحمد نهاري يحتفل بزواج ابنه المهندس "رائد" في ليلة بهيجة    أمير القصيم يكرم الفائزين بجائزة الملك سلمان لحفظ القرآن.. ويستقبل منتسبي التجمع الصحي    69% من المنشآت العائلية في 3 مناطق    روبوتات تنافس البشر في ماراثون بكين    المرأة والأوقاف.. تأثيرٌ في خدمة المجتمع    المجلس العام للبنوك يختتم اجتماعاته في المدينة المنورة    نماذج OpenAI بهلوسة غير مسبوقة    الهند ترسل رائد فضاء    فعالية مونجارو للوزن تمتد 3 سنوات    أطعمة سحرية تمنع نوبات القلب    هلال المدينة يكرم المتطوعين    صيد سمك الحريد بجزر فرسان .. موروث شعبي ومناسبة سعيدة يحتفي بها الأهالي منذ مئات السنين    محافظ الطائف يستقبل مدير عام الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف    خطباء المملكة الإسراف في الموائد منكر وكسر لقلوب الفقراء والمساكين    نائب أمير منطقة جازان يضع حجر أساسٍ ل 42 مشروعًا تنمويًا    









الخصوصية المزعومة
نشر في المدينة يوم 26 - 06 - 2011

تجذر في الذهنية المُجتمعية إبان حقبة زمنية خلت - لنا كسعوديين – مُصطلح الخصوصية الذي تولد من الأنا المُتضخمة جراء اقتناعنا المبتور بأننا حوينا بين ظهرانينا أطراف المجد ، ولم نترك لغيرنا سوى الفتات يقتاتون عليه ؛ وتعاظمت هذه القناعة السطحية غير المُرتكزة على أية أحقية علمية أو مرجعية ذات عمق دلالي لهذا المُصطلح البوهيمي تُخوِّل له أن ينمو نمواً سليماً على أرضية خصبة ، بقدر ما كان مُؤسساً على تعاط اعتباطي فرضته سلطة النسق الاجتماعي ذات التوجه الأحادي في التفكير ، والتي مارست كل ألوان التضليل لكل ما من أجله إزالة الضبابية المتراكمة على العقول قبل العيون ، إلا أن الوضع كان يتأرجح بين ذات جموحة للتغيير فاقدة للإمكانات الداعمة لطرحها لإيمانها بأن السكوت عن الحق شيطانٌ أخرس ، وأخرى مكسورة لم تراوح الدندنة في إطار نفسها بصوت لا يتجاوز صداه ، متأسية بمدلول الحديث النبوي الشريف الذي نص على أن إنكار المنكر بالقلب أضعف درجات الإيمان ، مما ولد لدينا حالة من الخضوع غير المُبرر تجاه هذه الخصوصية التي تفردنا بها دون بقية المجتمعات المنتجة والمُستهلكة ، والمُخجل في الأمر هو التصديق غير الواعي لمثل هذا التعاطي السلبي ، بل الأدهى والأمَّر هو التغني المُستمر بهذه الخصوصية في كل المحافل ، وكأننا حققنا فاتحة لم يسبقنا إليها الأوائل ؛ حتى خُيِّل لنا ولغيرنا بأنها الهوية الرسمية التي نحملها دون سواها .
حتماً لشيوع تداول مُصطلح الخصوصية بهذا المفهوم الضيِّق منطلقات أوهمت معتنقيه بمدى صحته ؛ يأتي في مُقدمتها مقاومة التغيير ذي التوجه التغريبي – على حد تعبيرهم – الأمر الذي أعاق الكثير من الحراك الفاعل في كافة المجالات ؛ فالخصوصية قاومت كل ألوان الترفيه البريء ، وتصادمت مع فعل الحاضر الذي سيكون مُنتَجاً للمستقبل عما قريب ، وجعلت مجتمعنا بعيداً عن التأثير في الوقت الذي تملكنا التأثر بشكل مُذهل ، ناهيك عن تهميش الفعاليات الفكرية ذات المشارب المتعددة ، بينما كان تسويقها لربيبتها أحادية التوجه في أوجِّه .
إن خصوصية تقوم على إقصاء الآخر ، والتمادي في تهميش دوره الإنساني لهي جديرة بأن توأد في مهدها ؛ لكي لا تُمارس دور الوصاية المرتكزة على الذاتية ، وإهمال الموضوعية ، ومع هذا إلا أنه يجب – ومن باب الشفافية – تقرير حقيقة أننا في حال تسليمنا بوجود خصوصية لنا – أقول ذلك تجاوزاً – فالمنطق يفرض علينا بأن نؤكد أن لكل مجتمع خصوصيته التي ينطلق في تفاعله مع الآخرين من خلالها ؛ لتُشكل في مُجملها أنساقا مجتمعية منفتحة على بعضها ، بغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا معها ، أما إذا استمرأنا تفشيها فإننا نؤسس لمرحلة انقطاع أخرى ستُغيبنا عن كل ما يتصل بالأنسنة كمصطلح بديل للخصوصية يجب أن ننادي به .
حقيقة :
الخصوصية المتميزة تنبعث من الإنجاز الفعلي الذي يمنح الحضارة الإنسانية قيمة مُضافة ، وليس بالإدعاء الأجوف الذي يُرسِّخ أننا أمة صوتية – كما هو تعبير عبد الله القصيمي - لا أكثر .

Zaer21@gmail.com


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.