- مشاعل علي - فجعت مدينة سيهات ظهر أمس، بمقتل طفلين لم يتجاوزا العاشرة، دهساً تحت عجلات شاحنة، فيما كانا عائدين من مدرستهما إلى بيوتهما. وساهمت صورة جرى تداولها على نطاق واسع عبر شبكات التواصل الاجتماعي، في تأجيج مشاعر الأهالي. وتُظهر الصور دماغ أحد الطفلين منثوراً على قارعة الطريق بجوار جثته وزميله. ووقعت الحادثة، التي راح ضحيتها الطالبان مصطفى الخليفة، وجواد آل مساعد، على بعد أمتار من بوابة مدرسة الخندق الابتدائية، في حي الفلاح، وتحول حبر الكتب والدفاتر إلى دماء، في مشهد استثار المارين والمنتظرين أمام المدرسة، ليعلوا صراخهم بوجه السائق، الذي لم يلتفت إلى وجود الطفلين من الأساس، فاحتضنتهما العجلات عوضاً عن أحضان أمهاتهم. وقال مدير مرور محافظة القطيف العقيد إبراهيم الحرشان، في تصريح صحافي: «إن حادثة دهس وقعت في مدينة سيهات، في ال12 ظهر اليوم (أمس الأحد)، داخل حي الفلاح، بالقرب من مدرسة الخندق الابتدائية. وكان ضحية الحادثة كل من مصطفى الخليفة وجواد آل مساعد، الطالبين في المدرسة ذاتها». ولفت إلى أن المتسبب في الدهس «سائق رأس «تريله» (تيدر)، في العقد الرابع من العمر. وجرى تسليم جثمان الطفلين إلى ذويهما». بدوره، أوضح المتحدث باسم هيئة الهلال الأحمر في المنطقة الشرقية فهد الغامدي، أن «الطفلين توفيا قبل وصول الفرق الإسعافية، وتلقينا البلاغ من مواطن يفيد بوجود حالة دهس، لطفلين بجوار مدرسة الخندق في سيهات. وعلى الفور تم تحريك فرقتي إسعاف، وفرقة للإسعاف المتقدم. وتمركزت الفرق في الموقع لحين انتهاء الحدث». من جانبه، قال مدير إدارة الإعلام التربوي في «تربية الشرقية» خالد الحماد: «إنه بعد انصراف طلاب مدرسة الخندق الابتدائية في مدينة سيهات، في نهاية اليوم الدراسي، وقعت حادثة دهس أليمة لطالبين من طلابنا، من قبل شاحنة تسير بسرعة فائقة، ما أفقد قائدها السيطرة عليها، وأدى ذلك إلى ارتطامه بسيارة، ومن ثم بالطالبين الفقيدين، اللذين كانا يقفان في جانب الطريق». وأضاف الحماد في تصريح صحافي، «هرع إلى الموقع مدير المدرسة، وعدد من المعلمين، وباشرت فرق الهلال الأحمر الحادثة المؤلمة، إذ تبين وفاة الطفلين في مكان الحادثة، وأحدهما يأتي إلى المدرسة، ويعود منها سيراً على الأقدام، لقرب منزله منها». ولفت إلى أنه «فتح محضر بذلك، والرفع إلى جهة الاختصاص التي حضرت للتحقيق في ملابسات الحادثة». وقدم المدير العام ل «تربية الشرقية» الدكتور عبد الرحمن المديرس، التعازي والمواساة نيابة عن وزير التربية والتعليم ونوابه، ومنسوبي التعليم في المنطقة، لذوي الطالبين اللذين لقيا حتفهما. وعبر المديرس، في اتصال هاتفي مع والدي الفقيدين، عن «أسفه البالغ، وحزنه العميق لهذا المصاب الجلل».