_ هيا السعيد أكدت الكاتبة الأميركية المخضرمة، كرين إليوت هاوس، أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان جاد في إحداث تغييرات جذرية واضحة في المملكة خلال الفترة المقبلة، فقدوم مؤسسة تقنية بحجم غوغل إلى السوق السعودي، يعني أن أوان التشكيك في قدرات المملكة على التحول والتغير للأفضل قد مضى، لا سيما بعد إعلان المحادثات التي جمعت بين شريكة "غوغل" الشهيرة "ألفابيت" وعملاقة النفط السعودي أرامكو، لبناء مركز ضخم للتكنولوجيا في السعودية. وقالت الكاتبة الأميركية خلال مقالها في صحيفة وول ستريت جورنال، إنه "لم يعد هناك أي نزاع أو شكوك حول عزم محمد بن سلمان، ليس فقط لإصلاح بلاده، ولكن للسعي نحو مستقبل أفضل للشعب السعودي"، مشيرة إلى أن التغيير الجذري في المملكة ليس اختيارًا ولكنه بات الخيار الوحيد. وأوضحت أن الشعب السعودي مُطالب الآن بالوقوف بجوار إدارته التي تسعى من أجل التغيير والتطوير، لاسيما بعد أن بات تحمل المزايا الاقتصادية للمواطنين أمر مُرهق خاصة بعد أن هوت أسعار النفط إلى 26 دولار للبرميل في 2016، لافتة إلى أن رؤية ولي العهد تعتمد بشكل رئيسي على الابتعاد عن الحكومة، والبدء في الاعتماد على الذات، وهو ما استلزم القيام بتغييرات اجتماعية واسعة، للحد الذي لم يكن أحدًا يتصوره في المملكة. وعن التغييرات الاجتماعي، قالت هاوس: إن السعوديين في الوقت الحالي لديهم الحق في حضور الحفلات ودور السينما، كما أن السيدات لديهن الحق في قيادة السيارة والذهاب إلى الملاعب الرياضية، مؤكدة أن تلك التغييرات الاجتماعية تعد الأساس الذي ستُبنى عليه جهود الإصلاح بشكل رئيسي في السعودية. وأشارت إلى أن التكتيكات التي اتخذها محمد بن سلمان في محاربة الفساد ومكافحته، بعيدًا عن محاولة السعي نحو المواءمات التي أثبتت فشلها في تغيير مسار المملكة الاقتصادي بعيدًا عن النفط، أسهمت بشكل رئيسي في إنجاح خططه، لاسيما بعد أن أوقفت حملته ضد الفساد ما يزيد عن 200 شخص، ما بين رجل أعمال وأمير ومسؤول حكومي؛ لتتمكن الحكومة من استعادة 106 مليارات دولار، في صورة تسويات مالية مع الموقوفين . ولمست الكاتبة المخضرمة خلال زيارتها الأخيرة للمملكة في يناير الماضي، العديدَ من التغييرات الاجتماعية بالبلاد، على رأسها حالة السعادة التي رأتها بوضوح في نفوس السعوديين بشأن حملة توقيف بعض المتهمين بقضايا فساد، مؤكدة أن تلك الإجراءات بردت غضب السعوديين الأكبر سنًا، والذين كانوا يتطلعون إلى يوم يُعاقب فيه المُفسدون وناهبو ثروات بلادهم. وبيَنت أن تميز ولي العهد كان دومًا في استهدافه لرضا الشعب وليس أي طرف آخر، فهو يسعى لإرضاء السعوديين، والذين يظل 70% منهم أو أكثر دون سن ال30، وهو ما يعني أنهم فئات شابة تحتاج إلى تغير النسق السائد منذ عقود طويلة في البلاد، وهو الأمر الذي نجح ولي العهد في تقديمه بشكل رئيسي، ما دفعه إلى مصاف الأبطال في أعين شباب السعودية.