✒ تكاد الأرض تخصص طريقاً محاطٌ بالحراس لمن تمشي على استحياء وتوشك أن تلتصق بالجدار كي لا تزاحم الرجال ولربما تمنى الورد أن يقطف نفسه من نفسه ليصنع لها تاج فيميزها عن غيرها وأزداد الكون طهر ونقاءاً من حياءها. فكل من تحلت وتزينت بالحياء* تعي تماماً ماذا يعني الحياء الذي جبلت عليه وفطرت عليه وتربت عليه فالحياء لايأتي إلا بخير ولا يهدي إلا للفضائل. ففي وقت يختبر فيه الحياء وتميز فيه النساء وتظهر فيه القابضة على الجمر ويظهر تجلدها وصبرها ووعياها وقوة حياءها وإيمانها* فمن أحسنت فازت ومن تهاوت هوت وهذا لحق هو نقطه الخسران ومنطلق الضياع. إن الحياء، عفة، وحشمة، وغض بصر، وخفض صوت ، وحفظ نفس، وصون بيت، واختصار كلام مع الرجال، وخوف من الله.* الحياء تحلى به الرجال منذ القدم** فمابالك بالنساء! فكان النبي صلى الله عليه وسلم أشد حياءاً من العذراء في خدرها وكذلك صحابته رضي الله عنهم واشتهر عثمان بن عفان رضي الله عنه بشدة حياءه فقال عنه النبي صلى الله عليه وسلم : ( أَلَا أَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ). الحياء خلق عظيم وسامي وفضيل من تحلى بالحياء جلب الخير لنفسه فهاهي الفتاة التي استسقى لها* موسى عليه السلام حين جاءت إليه بحياء وذلك في وصف الله مشيتها في القران بالحياء قال تعالى : ( فَجَآءَتْهُ إِحْدَىٰهُمَا تَمْشِى عَلَى 0سْتِحْيَآءٍۢ..) فمن شدة الحياء الذي بداخلها ظهر جلياً في طريقة مشيتها فأي حياء كانت عليه!! وحياءها جعل موسى عليه السلام يصبر ثماني حجج على العمل* عند أبيها ليتزوجها!!* الحياء طبع جميل يمنعك حتى من المعاصي ويحول بينك وبين الرذائل_ ولعل قلة الحياء من عقوبات المعاصي كما ذكر ذلك بعض من السلف الصالح رحمهم الله،_فما أسمى الحياء وما أطهره!! يعيش المرء ما استحيا بخير ويبقى العود ما بقي اللحاء لنستحي من الله ولنستحي من أنفسنا والناس لنرتدي ثوب الحياء لعل يرحمنا ويديم ستره ونعمه علينا. وصدق أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال: (من ذهب حياؤه قل ورعه ومن قل ورعه مات قلبه)