في السابق ، كانت العلاقات بين الشعبين .. السعودي و\" الجني \" تقوم على الاحترام المتبادل ، وطيب علاقات الجوار ، فكان أن حدث اعتداء من أحد \" صعاليك \" الجن ومردتهم على رجل سعودي أو امرأة سعودية يقوم أحد الشيوخ السعوديين ( المتخصصين ) في علاج مثل هذه الاعتداءات ( الفردية ) .. يقوم بعقد اجتماع طارئ بأحد شيوخ الجن لرد الاعتداء ومعاقبة الجني أو الجنية المعتدية ، وكانت الجهود المبذولة من قبل الشيوخ السعوديين ( المختصين ) في الوعظ والشرح المستفيض للشعب السعودي في كيفية التعامل والتعايش مع الجن باعتبارهم ليسوا غزاة ولا محتلين بل هم قوم بسطاء يسكنون في البيوت المهجورة والعشش والصنادق التي هجرها أصحابها بعد انتقال 99% من الشعب السعودي للسكن في الفلل الدوبلكس التي وفرها لهم صندوق التنمية العقارية وعلى أراضي تم توزيعها وفقا لمبادئ العدل والمساواة بكامل خدماتها الأساسية . وعلى اعتبار أن 99% من الشعب الجني مسلمون ! وبالتالي فأن نسبة اعتداءات الشعب الجني على الشعب السعودي هي بنسبة ال 1% من كفار الشعب الجني إلا في بعض الحالات الفردية . ولتجنب اعتداءات كفار الجن وبعض المسلمين منهم وفقا لهذه \" الحالات الفردية \" قام الشيوخ السعوديون ( المختصون ) بشرح أفضل الطرق للوقاية أو \" العلاج \" !. ومن ذلك التحذير من سكب الماء الحار على الأرض خوفا من أن يصيب أحد \" فروخ \" الجن بأذى ! وعدم تطيب المرأة السعودية بنوع من البخور الذي يعشقه الجن ! مع التأكيد على قراءة الأذكار صباح مساء ، وأن أفضل أنواع البخور و\" الطيب \" هي تلك المستوردة من كمبوديا والهند .. وزمبابوي ! ولذلك راجت تجارة البخور و\" العودة \" الكمبودية ! وأصبح لها تجار كبار ومحطات تسويق فضائية ! وفي إطار تلك الحملات \" التوعوية \" والوقائية الرامية لتحصين الشعب السعودي ضد اعتداءات الجن المحتملة شوهد رجل يدعي أنه شيخ ( متخصص ) في علم الجن يعض بأسنانه حمارا ! وعندما سأله أهل القرية : لماذا تعض الحمار يا شيخ ؟ قال : هذا الحمار في بطنه جنين جني وأخشى أن يلد لنا جحشا صغيرا ف( نبلش ) في جني حمار يعيث في القرية فسادا ! وبسبب تلك الجهود \" المبذولة \" لم نسمع على مدى العقدين الماضيين عن أي اعتداءات من طرف الشعب الجني إلا بعض الحالات مثل :- شوهد رجل يدعي علاج \" المس \" يضرب رجلا طاعنا في السن حتى فارق الحياة بدعوى إخراج الجنية (الماسة) له أو فيه – على فكره .. يقال أن الحرمة الجنية تمس الرجل الأنسي والذكر الجني لا يمس إلا الحرمة الأنسية !! – المهم .. أنه ما كان من أبناء ذلك الرجل المسكين إلا أن أخذوه ودفنوه باعتباره ضحية جنية لا ضحية مشعوذ \"أنسي\" ! ورجل آخر أصيبت زوجته بكدمة في رأسها تسببت لها في نوع من أنواع الصرع فلم يدع باب مقرئ إلا طرقه بحثا عن علاج لزوجته المصابة بمس جني – كما يعتقد – فما كان من أحد المعالجين إلا أن أقنعه بدفع المزيد من المال حتى يرضى شيخ قبيلة الجني المعتدي على زوجته فيحضره مكبل اليدين لمحاكمته! وآخر دفع المزيد من المال لإيجاد حلا آخر غير هدم منزله لاستخراج السحر المدفون تحت المنزل لسحر زوجته الثانية !! وهناك الكثير من القصص ...! وفي تطور ملحوظ لاعتداءات الشعب الجني على الشعب السعودي رغم تأكيد البعض على تزايد هجرة الجن من جزيرة العرب إلى موطنهم الأصلي مثلث برمودا - كما يقول أولئك البعض – إلا أن الصحف كتبت وتابعت حالات اختطاف قام بها جن لبعض المواطنين في ظروف غامضة !! لكن التطور الخطير والذي كشف عن المخطط السري للمشروع الجني الذي بات واضحا أنه يستهدف إشاعة الفساد في المال العام والبنى التحتية السعودية بدأت تنكشف معالمه من خلال تصريح بعض المقرئين بوجود تقارير تثبت ( إرغام ) الجن لبعض المسؤولين وبعض القضاة وبعض كتاب العدل على جمع مئات الملايين من الريالات واختطاف بعض المليارات وإيداعها في حساباتهم في البنوك \" المثلثبرمودية \" !! ونظرا \" للجهود المبذولة \" من قبل هؤلاء المقرئين الأفاضل لكشف مخطط المشروع الجني الغاشم !! فقد قرر الكثيرون ممن بحت أصواتهم في محاولاتهم البائسة لمحاربة الفساد المتجذر والمتنوع .. من الواسطة ، إلى معايير القبول ، إلى نهب المال العام ، إلى ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة ، إلى تزايد حالات الفقر ، إلى أزمة السكن ، إلى احتكار الأراضي السكنية ، إلى الاحتكار التجاري ، إلى ضعف البنية التحتية .. إلى \"بدون آخره\" .. قرر هؤلاء التقدم أصالة عن أنفسهم ونيابة عن المواطنين السعوديين بالاعتذار للفاسدين (الإنسيين) عن سوء الضن الذي أُحيط بالبعض على أساس أن وراء ظاهرة الفساد بعناصرها المتنوعة أشخاص ( منا وفينا ) ! ولم يدر بخلد أولئك المهتمون بالشأن العام أن ( المسألة فيها جن )!! بعد \" أو قبل \" النشر ! اعتقد أنه ليس من الغريب \" أن تستغرب \" أمرين مهمين هما : - في الوقت الذي كنا نطالب فيه العلماء والمثقفين الإسلاميين بالمساهمة في إعانة أصحاب القرار على كشف الفساد بدلا من الانشغال ب \" المشروع التغريبي \" فإذا بالسكوت عن ظاهرة ( تقارير المقرئين ) تسهم – بغير قصد ربما – في نسج غطاء آخر يستتر وراءه المفسدون الحقيقيون ويضفي طابعا شرعيا غريبا على بعض أنواع الفساد !! - نشر بعض وسائل الإعلام لخبر التقارير ( المقرئ فيها ) كما لو كانت أخبارا عادية ألم يكن عملا إعلاميا يسهم بشكل غير مباشر في الترويج لفكرة غبية لا تنطلي إلا على متلق ساذج ؟؟!! [email protected]