لمن لايعرفنا فنحن المتحيزون لطرفٍ دون الآخر . بالأمس القريب كان المعلم بعبعاً لايمكن الإقتراب منه حتى في دكان الحارة او ملعب القرية ، ويزداد الرعب شدة ان اقترب منك بخطواته المتثاقلة حاملا عصاه داخل اطار المدرسة . وكان الأب يعطي تأشيرةً مفتوحة للمعلم ، يحصل بموجبها على تصريحٍ كامل بضرب الأبن وسلخه وكيه وتعليقه دون ادنى مساءلة او تدخل من الأب . بل كان التصريح يحمل توقيعا ثابتا مفرداته شهية كلفظ ولكنها وحشية كممارسة ... ذلك التوقيع هو ( لك اللحم ولنا العظم ) وبالرغم من تجرد الإنسانية من تلك الفعلة وقتل الرحمة بتلك الممارسات الا انها تبقى ارحم واخف مما يحدث اليوم . فاليوم اختلفت كل المفاهيم وفقد المعلم كل امتيازاته ، بل فقد الكثير منهم كرامته . لقد اصبح الطلاب يمثلون مصدرا للخوف والرعب اليومي للمعلم ، فإلم يضرب ، فإن سيارته تتحطم ، او في كل تقدير يجد مضايقة اثناء قيادته لسيارته . وعليه الا يستبعد احتمال ان يقتل ويقطع بالسواطير . فأصبح المعلم يؤدي رسالته ويكتب اسئلته وفي مخيلته الف فكرة تبلور ماسيحدث من ثورةٍ طلابية ان خالف المحتوى هواهم او جاوز الإختبار مبتغاهم . والوزارة المصون صامتة وان شئت سأقول هامدة . تكتفي بقوانين بالية كانت تصلح لذلك الزمن الذي كان فيه المعلم اسداً والطلاب حماماً . فماذا يجدي فصل اسبوع او حتى سنة وخصم بضع درجاتٍ من السلوك امام قتلٍ للكرامة واسقاطٍ لهيبة المعلم ووأدٍ لمبادئ العلم . ومضة ... المعلم كان جائراً في زمنٍ مضى وكأنه يدفع ثمن جوره . والطلاب اصبحوا جائرون اليوم وكأنهم ينتقمون لأنفسهم . لماذا لا نرسخ الوسطية كمبدأ ونفّعلها كقانون فلا تنحاز الوزارة لطرفٍ دون الآخر . فلكلٍ حق وعليه واجبات ويجب ان تحمي وزارتنا ذلك بقوانين صارمة قابلة للتنفيذ . ودمتم سعداء . حازم القرني hazem_algarni@