من هناك ينظر.. خطوات متثاقلة.. وجدران صارخة.. وعبارات تهذي بأفكار مراهقة.. وثانوية تجتر الذكريات والآن هل تعلم ومع الطالب...؟! تعاميم تناثرت كأوراق الخريف، وسيل وعود كعام المعلم الذي انتصف عامه ولم يعلم أكان حلما أم سراب..؟؟ وسياسات التغيير تمني نفسها ومازال «التقويم المستمر» يتنفس في كل مكان..!! وشيء أظنه شعرا أو نثرا، وطالبا يتذكر بيت شعر جهله فراح عبثا يرقع كلمات كتلك التي يرقعها مقاول مماطل.. بقعة أسفلتية تهاوت للقاع عند أول اختبار فراح ضحيته طالبات علم وبقايا مذكرات تصرخ ودماء أبرياء..في لجة السبت الغثيث أكاد أجزم بأن السلبيات مبيتة مسبقا في أروقة المشرف التربوي كالصيغة المؤنثة في دفتر تحضير المعلم..؟! النظارة الشمسية تجلسك مستمعا لأغنية فقير يرقص بالجوع رغيف يابس وإيقاع موسيقى «راب» وأفواه المراهقين وجدران تبكي ذكرياتها.. جاسوسية ترسم وكر المافيا، وهناك يترنح يمنة ويسرة حتى يستل قلمه ويصفع به توقيعا مترخا يقضي بما نسب لهذا المعلم شرعا .. يدخل بحقيبته السوداء ويشرع في نزال معلم مستجد تلعثمت حروفه وتلاشت أقلامه وضاعت أفكاره وضاقت عليه الأرض بما رحبت، وحقيبة تنقل إدانتك وقد أضحيت مجرما لا محالة .. طوابير الطلاب وضحكات معلم التربية الرياضية تعلو المكان وورقة تعميم تطاردك أينما ذهبت تحتاج توقيعك، قدماك لا تستطع حملك فقد عثت بك تلك الغداة ماعثت حتى الطاولة التي تفصلك عن ذاك المشرف تجد أنها تقادم بها الطول فلم تعد تدري الساعة والوقت وما أن يعيد طرف شماغه الأحمر للوراء إلا ويعصف بأحلام معلم مستجد.. تنتهي الزيارة وتتلعثم الحكاية وتبقى ورقة تئن بأصناف الانتقادات الإشرافية .. تجتاح أفكارك وتوقعاتك .. ويهاجر بك خيالك حتى تفيق على توقيع فقط..!! وورشة عمل، ودورات .. ودرس نموذجي .. وتبادل زيارات .. وتشرق الشمس ويطلق سراحك وتعود للحرية. فايع آل مشيرة عسيري