لمن لايعرفنا فنحن من أسقط هيبة الدين ووقار العلم بدعوى حرية الرأي واسقلالية التفكير .. إن المتتبع بعين البصيرة لما تداوله الأعلام المقروء خلال الأسبوع المنصرم ليلاحظ تناغما غير مسبوق في التعامل مع قضية كقضية الشيخ عبد المحسن العبيكان , وكأن القضية تمخضت عن اتفاقٍ وتوحد لأباطرة اعلامنا الذين لم يكن اتفاقهم أمرا مدرجا على سلم التفكير فضلا عن تدوينه كاحتمال ... فكتابة اثني عشر مقالا في صحف متعددة وبلغة تكاد ان تكون موحدة حروفها القدح وقواعدها التهكم وعتادها عرضٌ لإجتهادات كانت ولاتزال قائمة ومعروضة للتفكير والنظر هو أمر لايكاد يتكرر الا في نوادر الصدف, وكأن الجميع كانوا ينادون في كتاباتهم ويصرحون في مقالاتهم بإبراز الكرت الأحمر واستبعاد الشيخ العبيكان من الساحة الفقهية التي كان احد اطرافها الثابتين خلال السنوات الأخيرة . وكأنهم بحديثهم يلغون كل مآثر الشيخ وأعماله الخيرة وسهره واستنباطه وتحليله للنصوص في سبيل استخراج احكامٍ تتناسب وحالاتهم الزمانية والمكانية . انهم وبكل بجاحة جهلوا او تجاهلوا جهوده في الدعوة ، وجهوده في الذب عن الدين . نسوا كذلك او تناسوا شرف العلم الذي يحمله الشيخ ولايحملوه . الغوا بتعمدٍ وتعنت كل الخطوط والدوائر التي تحفظ الإحترام للشيخ كأنسان فضلا عن كونه رجل دين ورجل علم ورجل دعوة . وبقدر مااظهرت هذه القضية من كانوا يتربصون بالشيخ فهي كذلك اظهرت مقدار التبعية التي تمارس في اعلامنا . فلا يرضي اباطرتنا ان يكون احدهم في بقعة الضوء القاتمة بمفرده فلا بد ان يتقاسموا السواد ويستهموا على العتمة . شكرا شيخنا ... فلقد كانوا ينتظرون سقوطك ولم تسقط ، حاولوا تجريدك . حاولوا تسفيهك . حاولوا وحاولوا .... فحسبت لهم خسائر المحاولات وحسبت لك غنائم المقاومة .... حازم القرني Hazem_algarni@