[ بسم الله الرحمن الرحيم ] هل هذا تحريض على الإرهاب العاطفي العاصف والعنف الأسري..؟! من طبيعتي أنني متبسط مع الشباب وأحب أن أتألفهم على الخير من غير إغفال للنصح والتوجيه في موضعه مع الرفق والبشاشة فأرجو أن أكون مصيباً في ذلك وعلى دليل وأثر، وقد فجعني أحد الشباب بأنه استمع لأغنية ذهل مما تضمنته تلك من كلمات نشاز غاية في التحريض على الجريمة والقتل، والعجيب في الأمر أن ذلك مندرج وبكل غرابة تحت مسمى الحب ومبررات العشق وكأنه يجوز في شريعة وقانون الحب ما لا يجوز في غيره .. وهذا يثبت أن هذا الجانب من حياة الناس بحاجة إلى نظر فبجانب الضرر الذي يورثه الغناء في قلوب الشباب والشابات وغيرهم من مستمعيه فإن هذه الأغاني بهذه الكلمات لا تقل خطورة ولا ضرراً عليهم، وإذا كان التحسس من كلمات بعض الأناشيد والقصائد الحماسية وبعض الخطب والكلمات والمحاضرات يجعل البعض يضع أمامها العديد من علامات الاستفهام باللون الأحمر.! فماذا تراه سيضع أمام مثل هذه الكلمات..؟؟! مو على كيفك حبيبي تبتعد وتخون وعدك والله لو حبيت غيري لأقتلك وأموت بعدك كلمات تحرك في قلوب الشباب والشابات نبضات الإجرام والانتقام والقتل ثم الانتحار..!؟ كلمات تحرك المشاعر و الأحاسيس وتخطف من أمام عيون الشباب والشابات النور وتتركهم في بحور الإجرام يغرقون وفي سجون وأقفاص الرغبة في الانتحار يقبعون.. هذه الكلمات في نظري لها خطورة في الحث على الجريمة بل لا أبالغ إن قلت إنها لا تقل خطراً عن الموقوتة..!؟ هذه الكلمات رائعة في الحث على الإرهاب العاطفي العاصف والعنف الأسري فمشاعرها مؤَجِجَة ومعانيها مملؤة بالحب العنيف والإحساس الانتقامي وغير اللطيف الذي يخرج من قلب أناني وعنفواني يؤدي إلى المسلك الإجرامي البعيد عن الإنسانية الرقيقة مثل ما هي الحبيبة في دنيا المحبين أهل العفة والشرف والإيمان بما قسم الله لعباده ولَطَفَ .. هذه الكلمات وصورت لنا الحب بأعنف معانية.. والعشق بأبشع صوره والأنانية بأدنى دركاتها . ما أعيش بدنيا دونك دنيا ما بيها عيونك دامي ميت ميت أصلاً يا بعد عمري في بعدك قلي من يأخذك مني أو يداوي بك جروحه ألي يأخذ روحي مني والله لأخذ منه روحه قلبي حبك يا حبيبي ومستحيل يحب ثاني أنت ملكي أنا وحدي وقلبي في حبك أناني بل تكاد تجزم أنه لم يسمع في شعر الشعراء مثل التحريض الصريح على القتل والانتحار والعنف الأسري وبهذا الشكل الفاضح فالحبيب يغار على حبيبته ويخاف عليها من نسمات الهواء ولفحات الشمس وقرصات البرد وليس لمثل هذه الصورة البشعة وجود فيما يبدو في دنيا المحبين بشرف وعفاف ..!!؟ اللهم إلا ما كان من بعض الحالات النشاز التي هي واقعة في دائرة حادثة العين التي لا عموم لها. لكن لو قدر أن شاباً أغواه الشيطان وأغرته نفسه الأمارة بالسوء بحب فتاة وغرق في هواها وهي كذلك على ذلك ثم قلبهم الشيطان من الود إلى الحقد ومن المحبة إلى الشقاق والبغضاء فهجرته إلى غيره وجاهرته بذلك ومعلوم رقة قلوب الشباب والشابات وسرعة ميلهم ثم استمع هذا الشاب إلى مثل هذه الكلمات ووقعت الفاجعة وقتلها وانتحر فمن المدين.؟! ومن المدان.؟! وهذه الكلمات تردد بهذا المعنى الصارخ: مو على كيفك حبيبي تبتعد وتخون وعدك والله لو حبيت غيري لأقتلك وأموت بعدك وكأني بأحدهم يردد قول الحق جل وعلا : وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ{224} أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ{225} وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ{226} فإذا إن كان الأمر كذلك فا ليقرأ ذلك الأحد من الناس وغيره ما قبلها من الآيات ليعلم أن وراء ذلك الشيطان وكفى بالشيطان على الشر معيناً { هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ{221} تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ{222} يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ{223} ] وقد تساءلت كثيراً عما جر إلى مثل هذه الأجواء المشحونة في كلمات بعض الشعراء.؟!! وهل تأثر بعض الشعراء وبعض المغنين تبع لهم بأدبيات الحروب وجماعات العنف..؟!! أم أن الجو السياسي المشحون والمحيط بنا في منطقتنا العربية عامة الخليجية خاصة له أثر في ذلك..؟!! سؤال أضعه أمام كل متخصص غيور بيده طرف من الأمر.!؟؟ وهذا يؤكد أنه ينبغي أن تكون رقابتنا وحربنا على هذا المسلك آخذة بكل الوسائل والأسباب وعلى كافة الأصعدة حماية لديننا ومجتمعاتنا وأمتنا عامة وشبابنا وشاباتنا على وجه أخص فهذا الشريحة ثبت استهدافها من الكل ولكلٍ مشربه وغايته والهدف الذي يريد أن يصل به إليهم.. زد على ذلك أن مجتمعاتنا تعاني مما يسمى بالعنف الأسري ولخطورته وقفت الدولة وكل الغيورين وقفة صدق ووفاء أمام هذه الظاهرة المؤلمة ثم تأتي مثل هذه الكلمات لتساهم في هدم ما مبناه أولئك باسم الطرب والغناء والتسلية وكأنهم ليس عليهم حرج فيما يقولون وما يعملون..!!؟ فما على أحدهم إلا أن يسن قلمه يكتب والآخر يشد وتره يلحن وذاك يشحذ وينغم صوته يغني والإذاعات ومحطات التلفزة ومؤسسات الفن وقنوات الغناء والقنوات الفضائية عليها البلاغ وعلى المستعين والمشاهدين بعد مليء جيوب أولئك بالأموال التجاوب والتفاعل وكل بحسبه من وجد وهز ورقص وتصفيق وصفير وربما قتل وانتحار من الوجد والغيرة على المحبوب كما تنادي هذه الكلمات .. فهل الأمر بهذه الصورة ..؟!! وهل أصبح الغناء مع ما فيه من أضرار يحرض الشباب والشابات ومستمعيه على الإرهاب العاطفي والعنف الأسري.؟؟!! بقي أن تعلم أن تلك الكلمات جاءت في أغنية لأحد المبتلين بالغناء والطرب بعد حذف المكرر منها.. ولا يقولن أحد أنك تبث دعاية للغناء فمثل هذه الأغاني تذاع في أقوى الإذاعات وأوسع المحطات والقنوات الفضائية آناء الليل والنهار وتوزع ألبوماتها أكبر المؤسسات الفنية وبهذا ليست بحاجة إلى دعاية من مثلي بل هي بحاجة إلى نصح ناصح مثلك.. هدى الله الجميع إلى الحق والخير وحفظ الله علينا وعلى المسلمين الأمن والإيمان والأعراض.. وتقبلوا مني أرق تحية وبسمة مشرقة وسلام بأمان.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... حرر في يوم الأربعاء 25/5/1430ه وكتبه محبكم / خالد بن رشيد الرشيد بريدة