في أكبر رد فعل دولي على قضية تسميم الجاسوس الروسي "سيرجي سكريبال" في لندن، في وقت سابق من هذا الشهر، قررت الولاياتالمتحدة طرد 60 دبلوماسياً روسياً، وإغلاق قنصلية موسكو في سياتل، وتبعتها 14 دولة أوروبية في هذا الشأن، اليوم الاثنين. وقال مسؤولون كبار من الإدارة الأمريكية إن الرئيس "دونالد ترامب" أمر بطرد 60 دبلوماسياً روسياً من أمريكا، وإغلاق القنصلية الروسية في سياتل. وقال المسؤولون إن أمر الطرد يشمل 12 ضابطَ مخابرات روسياً من بعثة الأممالمتحدة في نيويورك ويعكس مخاوف من أن أنشطة روسيا المخابراتية تزداد عدوانية. ومنحت واشنطن للدبلوماسيين المطرودين سبعة أيام للمغادرة. ولحقت الخطوة الأمريكية قرار عدد من الدول بطرد دبلوماسيين روس، أبرزها لاتفيا وبولندا وأوكرانيا والدنمارك وفنلندا وكرواتيا، إضافة إلى دول أخرى ليصل عددها إلى 14 دولة أوروبية. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عن مصادر بوزارة الخارجية تأكيدها أن برلين ستطرد أربعة دبلوماسيين روساً. وفي فرنسا، قال مصدر دبلوماسي إن باريس قررت طرد أربعة دبلوماسيين روس أيضاً، وأنهم سيكونون مطالبين بمغادرة البلاد خلال أسبوع. وكانت المستشارة الألمانية «أنغيلا ميركل» والرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» أعلنا عزمهما التنسيق سوياً بشأن اتخاذ المزيد من الإجراءات كرد فعل على هجوم ساليزبوري. أوكرانيا على الخط والاثنين أيضاً، أعلن الرئيس الأوكراني "بيترو بوروشينكو" طرد 13 دبلوماسياً روسياً من بلاده. ونشر الرئيس الأوكراني على حسابه في موقع "فيسبوك": "رداً على الهجوم الكيميائي في سالزبوري، وبروح التضامن مع شركائنا البريطانيين وحلفائنا من خلف الأطلسي، وبالتنسيق مع دول الاتحاد الأوروبي، اتخذت أوكرانيا قراراً بطرد 13 دبلوماسياً من تلك القلة المتبقية على أراضيها. وكما هو معروف، فإن علاقاتنا الدبلوماسية مع روسيا مجمدة عملياً". وكانت الرئاسة الروسية، أكدت، سابقاً، أن موسكو غير مرتاحة بسبب "عدم القدرة على التنبؤ والعدوانية التي تعبر عنها دول الاتحاد الأوروبي" فيما يتعلق بقضية "سكريبال". وقبل ساعات من القرار الأمريكي والأوروبي، تعهد الكرملين بالانتقام، في حال أقدمت تلك الدول على تنفيذ خطوة طرد الدبلوماسيين الروس. ويرقد الجاسوس الروسي السابق "سيرجي سكريبال" (66 عاماً) وابنته "يوليا" (33 عاماً) في المستشفى في حالة حرجة بعد العثور عليهما غائبين عن الوعي على مقعد في حديقة بمدينة سالزبري البريطانية. وكان "سكريبال" الأب قد اتهم ببيع أسرار خاصة بالدولة الروسية إلى بريطانيا في 2006. وفي عملية تبادل جواسيس بارزة توجه لبريطانيا بعد أربع سنوات من بيع الأسرار. وقالت السلطات البريطانية: إن «سكريبال» وابنته سمما بغاز أعصاب طورته روسيا يعرف باسم "نوفيشوك".