أعلنت الولاياتالمتحدة و14 دولة أوروبية، أمس الاثنين، طرد دبلوماسيين روس على خلفية قضية تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبال في بريطانيا، فيما يشبه حصارا دبلوماسيا دوليا واسعا لروسيا بعد أيام من إعادة انتخاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتلقيه تهاني من زعماء العالم بمن فيهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقالت وزارة الخارجية الألمانية انها طردت 4 دبلوماسيين روس، بينما طردت واشنطن 60 روسيًا وصفتهم بأنهم «جواسيس» في إطار قضية الجاسوس الروسي. وأمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإغلاق القنصلية الروسية في سياتل. وطردت فرنسا أربعة دبلوماسيين من الروس في أعقاب هجوم سالزبري، حيث تعرض سكريبال وابنته يوليا لهجوم بغاز أعصاب يستخدم في أغراض عسكرية يعود للحقبة السوفيتية يوم 4 مارس المنصرم. وانضمت أوكرانيا إلى حملة معاقبة روسيا، وطردت 13 دبلوماسيًا روسيًا، وأعلن وزير خارجية بولندا طرد دبلوماسيين روس. تأييد أوروبي ويؤيد الاتحاد الأوروبي بقوة الاتهام الذي توجهه بريطانيا إلى موسكو بأن روسيا ارتكبت هذا الشهر هجوما بسلاح كيميائي على جاسوس روسي سابق تحول فيما بعد إلى عميل مزدوج، في إنجلترا. ويتفق جميع قادة الاتحاد الأوروبي ال28 مع تقييم بريطانيا بأنه «من المرجح للغاية أن تكون روسيا الاتحادية مسؤولة عن الهجوم، وأنه لا يوجد تفسير بديل معقول»، وفقا لبيان مشترك صدر يوم الخميس الماضي. وتعهدت بعض دول الاتحاد الأوروبي -بما فيها فرنسا وألمانيا- بفرض عقوباتها الخاصة على روسيا. ولا تزال دول أخرى بالاتحاد الأوروبي تدرس إمكانية الانضمام إلى الحملة. والتطورات الأخيرة هي المسار الأكثر ضررًا في العلاقات بين روسيا والغرب منذ أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في أوكرانيا المجاورة قبل أربعة أعوام ردا على الإطاحة بالرئيس الأوكراني الموالي لروسيا بتأييد من الغرب. خطوات جديدة وإذا لم تتخذ روسيا خطوات جديدة لحل القضية الحالية، فإن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي «يمكن أن تنفذ تهديدها بأن تتخذ خطوات جديدة ضد روسيا، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من التوترات؛ لأن موسكو سترد بالتأكيد بالمثل»، حسبما قالت أماندا بول، المحللة البارزة بمركز السياسة الأوروبية في بروكسل. ويرقد الجاسوس السابق سيرجي سكريبال (66 عاما) وابنته يوليا (33 عاما) منذ أوائل الشهر الجاري بالمستشفى في حالة حرجة بعد العثور عليهما فاقدين للوعي أمام مركز للتسوق في مدينة سالزبري الإنجليزية . وأدين سكريبال ببيع أسرار الدولة الروسية إلى بريطانيا في عام 2006، وتم جلبه إلى بريطانيا خلال عملية تبادل جواسيس كبيرة بعد عدة سنوات. وقالت بريطانيا: إن سكريبال وابنته تعرضا لهجوم باستخدام غاز أعصاب طورته روسيا وتم تعريفه باسم «نوفيتشوك». وقررت بريطانيا الأسبوع الماضي طرد 23 دبلوماسيًا روسيًا ردًا على الهجوم، وردت روسيا بطرد نفس العدد من الدبلوماسيين البريطانيين. وصرح فلاديسلاف بيلوف، الخبير في العلاقات الدولية بأكاديمية العلوم الروسية أنه لا توجد أدلة قاطعة تثبت تورط الدولة الروسية في حادث سكريبال.