بادر 20 كادراً ينتمون إلى ست جهات رسمية صباح أمس، نقل آدم محمد عبدالحميد الجاسم (27 عاماً)، من منزله الصغير جداً في حي النعاثل الشرقية بمدينة الهفوف (محافظة الأحساء)، إلى مستشفى الملك فهد، حتى تتم مساعدته للتخلص من معاناته مع السمنة المفرطة التي لازمته منذ نحو عشرة أعوام، وتضخمت تدريجياً، حتى وصلت إلى 400 كيلوغرام تقيّده إلى منامه في منزله الشعبي الذي يفتقد إلى أبسط مقومات الحياة، وأبرزها الأبواب والسقف. وحضرت أمام المنزل فرق من الدوريات الأمنية، والمرور، والدفاع المدني، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والشرطة، وإدارة الطوارئ والأزمات في مديرية الشؤون الصحية، بقيادة مديرها نظمي خالد الشريدي. وواجهت الفرق صعوبة في الدخول إلى الحي، بسبب ضيق الممرات ووجود بعض المخلفات، التي طالب ساكنو الحي ب «إزالتها، تلافياً لأي طارئ». وبعد وصول جميع الجهات الرسمية تم الشروع في تنفيذ الخطة الموضوعة سلفاً لنقل آدم من منزله إلى المستشفى. إلا أن الجاسم وجد صعوبة في الزحف لأمتار عدة، خارج غرفته الصغيرة». وتمكن أخيراً من فعل ذلك بمساعدة الفرق. ليتم نقله إلى السيارة الإسعافية المجهزة، التي تولت نقله إلى مستشفى الملك فهد. وسيخضع آدم لعلاج طبي مكثف. وسيتم عرضه على عدد من الأطباء الاستشاريين، مع إمكان نقله إلى مستشفى آخر متخصص في علاج حالات «السمنة المفرطة»، بعد وضع برنامج علاجي له خلال الفترة المقبلة. وشهد الحي وجود عدد من جيران آدم، الذين ودّعوه، متمنين أن يروه في القريب العاجل، وقد استجاب للعلاج، وتحسنت حالة الصحية. وقال الجاسم – وفقاً ل «الحياة»: «تركت مقاعد الدراسة بعد أن أتممت المرحلة الابتدائية، وبعدها تزايد وزني بشكل كبير جداً، وفي وقت قصير، ما جعلني طريح الفراش، كما تشاهد». بيد أنه لم يخفِ ابتسامته على رغم مرارة المرض وحال الفقر والبؤس التي يعيشها. فهو «متفائل بغدٍ جميل»، كما قال. وعلى رغم ظروف آدم الصحية، إلا أنه لم يتم تسجيله في مركز التأهيل الشامل، أو الضمان الاجتماعي، ما جعله يعيش فقراً شديداً، ومنزل أسرته خرب، وتجوبه الجرذان والحشرات، ويخلو من كل شيء، لافتاً إلى أنه أصبح يحلم بأن ينحف، ويستطيع المشي مثل أصدقائه، وأن يجد دخلاً يساعده في تخطي ظروفه المعيشية الصعبة. وقرر آدم وقف متابعة علاجه في مستشفى الملك عبدالعزيز للحرس الوطني في الأحساء، بسبب عدم المقدرة على نقله في كل مرة يريد الذهاب إلى المستشفى. ولكنه يناشد أهل الخير المسؤولين مساعدته في تخطي مرضه والمعيشة «السيئة».