ينهض بصعوبة، ويتألم عندما يريد التعبير عن حاجته، يرى الحزن في عينيه عندما يريد الإمساك بالأشياء، لا يتكلم كثيراً، فقط يهز رأسه، ويرفع يديه أعلى مناجياً ربه بصمت. وزنه الزائد وسمنته المفرطة يمنعانه من المشي أو السير بشكل طبيعي، إضافة إلى إصابته بمرض «داء الفيل». حمود البالغ من العمر 48 عاماً حرم التمتع بشبابه، فهو لا يغادر منزله نتيجة العجز عن الحركة. يقول: «أنا طريح الفراش منذ ثلاثة أعوام متواصلة بسبب السمنة المفرطة، إذ تجاوز وزني 300 كيلوغرام، ليس لديّ أولاد أو زوجة، أعيش وحيداً في منزلي المستأجر في شرق الرياض بإيجار سنوي تجاوز 20 ألف ريال، وراتبي التقاعدي لا يتجاوز 1700 ريال شهرياً، إضافة إلى القرض المصرفي الذي حصلت عليه لمواجهة أعباء الحياة وشراء الأدوية، ويخصم من راتب التقاعدي الذي لا يكفي متطلبات الحياة اليومية 500 ريال شهرياً. ويضيف: «تقدمت لوزارة الصحة بطلب العلاج، وتم إرسال فريق طبي من مدينة الملك عبدالعزيز الطبية، وقام الفريق الطبي بزيارتي، إلا أنهم أكدوا لي أن وفاتي ستكون قريباً، بسبب إصابتي بمرض داء الفيل، وقالوا لي الأفضل إقامتك في منزلك لحين وفاتك!». ويتابع: «طالبت وزارة الشؤون الاجتماعية بتقديم المساعدة لي بتأمين عامل يقوم بخدمتي عند الحاجة، والحصول على عربة أتحرك بها، إلا أنهم تجاهلوا طلبي ولم يعيروني أي اهتمام أو اعتبار»، مشيراً إلى أن جيرانه يقومون بمساعدته يومياً ويؤمّنون له عاملاً يقوم بخدمته طلباً للأجر والثواب. ولم يتوقف الأمر على وزن حمود الذي تجاوز 300 كيلوغرام، بل إن صحته باتت مهددة، بعد إصابته بمرض السكري الذي سبب له انتكاسة، خصوصاً أنه محتجز في المنزل لا يستطيع الحركة أو قضاء مستلزماته. لافتاً إلى أن بعض فاعلي الخير قاموا بمخاطبة بعض المستشفيات في الخارج لإمكان إيجاد علاج له من السمنة المفرطة، وأكدت تلك المستشفيات وجود العلاج اللازم له بعد إرسالهم تقريراً طبياً عن حاله الصحية. وناشد حمود المسؤولين في وزارة الصحة بعلاجه سواء داخل المملكة أم خارجها، كما ناشد المسؤولين في وزارة الشؤون الاجتماعية بتأمين عربة له وعامل يشرف على مساعدته عند الحاجة وكذلك سيارة تساعده في التنقل. من جهته، قال الطبيب في مستشفى مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في الحرس الوطني نبيل حمدي، إن حمود لديه مرض السكري وارتفاع في ضغط الدم وخلل في نسبة الدهون، ونقص إفراز هرمون الغدة الدرقية، مشيراً إلى أن المريض يعاني من بدانة مفرطة ويحتاج إلى إجراء جراحي عاجل.