وقع علي صالح السناني، 50 عاما، وشقيقه محمد الذي يصغره بعشر سنوات، أسيرين للسمنة المفرطة، التي حبستهما في غرفة ضيقة داخل منزلهما شرق جدة، وتتفاقم معاناتهما مع الوزن الزائد يوما بعد آخر، حتى باتا يخشيان أن يواجها مصير شقيقهما الصغير الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى قبل خمس سنوات نتيجة السمنة المفرطة. ويتمنى علي ومحمد السناني اللذان يقضيان جل وقتهما في قراءة القرآن الكريم، من الجهات المختصة التدخل لعلاجهما من الأمراض التي لحقت بهما نتجية الوزن الزائد. وقال علي «نحمد الله على كل حال ونحن راضيان بما قسم الله لنا، لكن معاناتي تتضاعف يوما بعد آخر بعد تجاوز وزني 350 كيلو جراما، واصبحت طريح الفراش منذ عامين»، مشيرا إلى أنه تزوج قبل عامين ولم ينجب، وتعمل زوجته ،28 عاما، على خدمته والآن تعاني من مرض في الصدر، وباتت بحاجة للمساعدة. وذكر أن التعب أنهكه واصبح لا يستطيع الحركة لمعاناته من ترهلات كثيفة في البطن وزيادة في الفخذين وتقرحات في أنحاء جسده، موضحا أنه أجرى عملية تدبيس معدة عام 1417 واجريت بعد ذلك عملية إزالة ترهلات في البطن والفخذين ولكن دون فائدة. وروى علي معاناته مع المستشفيات، موضحا أنه قضى في إحداها 18 يوما ومن ثم جرى تحويله لمستشفى آخر في رمضان 1428ه، لإجراء عملية استئصال كتلة زائدة في الفخذ الايمن، بيد أنه فوجئ بإخراجه دون أسباب مقنعة. وأشار إلى أنه يتقاضى من الضمان الاجتماعي إعانة لا تزيد على 1266 ريالا، ويقوم على خدمته أيمن، 15 عاما، ابن شقيقه محمد، مبينا أن من المواقف الغريبة التي عاشها في أحد المستشفيات حين طلب منه طبيب عربي في قسم الطوارئ النوم على الأرض حتى لا يكسر السرير، موضحا أن الهيئة الطبية خاطبت مستشفيات عدة في جدة، لكن تعذر علاجه. أما محمد السناني فذكر أنه متزوج ولديه ثمانية أولاد وبنات، ويعاني وضعا ماديا صعبا، فضلا عن السمنة المفرطة التي حدت من حركته، مشيرا إلى أنه موظف حكومي ويجد صعوبة بالغة في الذهاب إلى مقر عمله نتيجة وزنه الذي يزيد على 250 كيلو جراما. وبين أنه راجع أحد المستشفيات الحكومية وأشار عليه الاطباء فيه بإجراء عملية تحويل تدبيس معدة، بيد أنه رفض إجراءها لفشلها حين أجراها شقيقه علي، ملمحا إلى أنه قضى في المستشفى اسبوعا وتحسنت حالته بالعلاج الطبيعي والبرنامج الغذائي، إلا أنني انتكست فور خروجي. والمح إلى أن والدته قبل وفاتها في عام 1430ه، أوصته بشقيقه علي، ما ضاعف من مسؤوليته، وبات مهموما بسببه. وتمنى الشقيقان نقلهما للعلاج إلى أي مركز متخصص، مشيرين إلى أنهما عاشا حالا من الحزن لوفاة ماجد الدوسري مريض السمنة لأنهما يشعران بمعاناته.