كشف مدير عام إدارة الشؤون الدولية بهيئة الهلال الأحمر الدكتور موفق البيوك عن تعطل "مؤقت" لمشروع زيارة الأسر السعودية لذويها المعتقلين بالخارج. وقال البيوك في ردٍ على سؤال ل "الوطن" بهذا الخصوص، إن الهلال الأحمر لا يزال في طور إعداد وتنفيذ زيارة الأسر لذويهم بالخارج، وإن الهيئة تلقت موافقة لإمكانية الزيارة خصوصاً في معتقلات أفغانستان والعراق، إلا أن الأمر تعطل بسبب تغيير حكومة العراق وهو ما يتطلب أن يقوم بعض المسؤولين بالاطلاع على هذا الملف. وبيّن البيوك أن وزيرة الشؤون الإنسانية بالعراق الحالية على دراية وبينة على الطلب ونأمل أن نصل لتحقيق الهدف، وحول المدة المتوقعة لانطلاق المشروع قال "لم نستطع الاتفاق على موعد محدد لانطلاق الزيارات الأسرية ولكننا نأمل إتمامها هذا العام". المرحلة الثالثة وأوضح البيوك، في مؤتمر صحفي عقد أمس لتدشين المرحلة الثالثة من مشروع "لم شمل أسر المعتقلين السعوديين في الخارج بذويهم المعتقلين" عن طريق الاتصال الهاتفي المرئي، أن رئيس هيئة الهلال الأحمر الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز يرغب وبشدة في رئاسة وفد الأسر الزائرة لأبنائها في معتقل جوانتانامو وهو الأساس الذي بني من خلاله الخطوة وتم التواصل مع اللجنة من خلالها وهو دور مهم ورئيسي واجب علينا تحقيقه، وبعد التواصل مع اللجنة تم الاتفاق على أن يبدأ التواصل والاطمئنان لتشجيع العائلات على الترابط الأسري مع ذويهم كون بعضهم فقد التواصل لفترات طويلة تصل ل10 سنوات. المعتقلون بالخارج وفيما يتعلق بأعداد المعتقلين السعوديين بالخارج، أوضح البيوك أن هناك إشكالية لمعرفة الرقم الصحيح لأعدادهم، حيث إن المعلومة التي تستقى في المملكة مخالفة لما تستقيه اللجنة الدولية للصليب الأحمر، من خلال تقدم عدد من الأسر لإبلاغنا بوصول اتصال من زميل لابنهم يفيد بتواجده في المعتقل الفلاني ونحن ندقق في تلك المعلومات مع اللجنة، الإشكال في تأكيدها من عدمه يتوقف في أن بعض المناطق لا يتواجد بها تواصل مباشر مع السجناء وتبقى المعلومة من مصدر مفقود بحاجة للتأكد منها، فنحن كل 3 أشهر نتبادل مع اللجنة قوائم بأسماء سعوديين مشتبه في اعتقالهم بالخارج مما يحتم على اللجنة تأكيد الأمر من عدمه، مبيناً أن المعتقلين السعوديين في أفغانستان شخص واحد بينما في العراق أعدادهم "كبيرة". وذكر البيوك أن اللجنة تواجه عقبات تتمثل في عدم تمكينهم من زيارة السجناء السعوديين في الخارج قائلاً "نحن نحاول بأنفسنا على الاستعانة بالأهلة الحمراء وجمعيات الصليب الأحمر في الدول الأخرى المماثلة لنا للوصول إلى السجناء بطريقتنا الخاصة بالتنسيق مع الجهات الرسمية من داخل المملكة وفي تلك الدول التي وصل إلينا أنباء عن تواجد محتجزين سعوديين بها". مشروع لم الشمل وأبان البيوك أن المرحلة الثالثة من مشروع "لم شمل أسر المعتقلين السعوديين في الخارج بذويهم المعتقلين" عن طريق الاتصال الهاتفي المرئي بالتعاون والتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر ستشهد بعض المميزات الإضافية عن المراحل السابقة، منها إجراء الاتصالات في أكثر من منطقة بالمملكة إضافة إلى زيارة وفد اللجنة لبعض السجناء الذين لم يسمح لهم بإجراء اتصالات مرئية أو صوتية مع ذويهم من قبل السلطات الأميريكية، فهناك فرق قامت بزيارة هؤلاء السجناء في معتقل جوانتانامو ونقلوا رسائل ذويهم لهم والعكس لطمأنت أهل السجين على حالته هناك. وكشف البيوك عن تشدد الجانب الأميركي في السابق باعتبار المحتجزين في جوانتانامو بأنهم ليسوا خاضعين للقانون الدولي الإنساني مما جعل الهيئات الدولية تعمل على الوصول إلى اتفاق وتفاهم مع تلك الجهات إلى تسمية قانونية، وأن تلك المحاولات أثمرت عن نجاح اللجنة في إخضاع مسؤولي جوانتانامو للقانون الدولي الإنساني لكون المواد القانونية أشارت إلى حق المحاربين ومن في داخل الصراع المسلح إلى أن يكونوا ضمن الإطار القانوني الإنساني، وقال "هذا النجاح حول معتقل جوانتانامو من سجن غير قابل للزيارة والتفتيش والمتابعة من اللجنة إلى سجن يتبع لمنظومة القانون الدولي للإنسانية". التواصل الأسري من جانبه، رفض المدير الإقليمي للإعلام والنشر باللجنة الدولية للصليب الأحمر بدول مجلس التعاون الخليجي فؤاد بوابة في ردٍ على سؤال ل "الوطن"، تحميل السلطات الأجنبية وحدها مسؤولية رفض إجراء المكالمات المرئية والمسموعة بين بعض المعتقلين السعوديين وأسرهم بالمملكة قائلاً "إن الرفض الذي نتلقاه في بعض الأحيان لإجراء اتصالات مرئية وصوتية مع أسرهم بالمملكة قد لا يكون وحيدا من السلطات حيث إن بعض المعتقلين يرفضون إجراء الاتصالات بأنفسهم وقناعتهم" ، مشيراً إلى أن اللجنة تزور حالياً 500 ألف محتجز من كافة الجنسيات في 2000 معتقل مختلف في 80 دولة حول العالم. وأضاف بوابة أن اللجنة تطلب من السلطات الأجنبية معاملة جميع المعتقلين "سواسية" من خلال حق كافة المعتقلين إجراء الاتصالات وعدم منع أي "معتقل كان" بناء على مبدأ عدم التحيز، ولكن إذا رفضت السلطات لأمر ما فنحن لا نتدخل لمعرفة ماهية السبب لأنه ليس من شأننا، فالمهم لنا منح كافة المعتقلين حق التواصل الأسري لكافة المحتجزين، فبعضهم قد يمنعون من حق الاتصال المرئي ولكننا لا نريد منعه من إجراء الاتصال الصوتي وتبادل الرسائل، الأهم هو أن توجد آلية يستند إليها المحتجزون لإبقائهم على اتصال مع ذويهم. المعوقات وأكد بوابة في ردٍ على استفسار آخر ل"الوطن"، أن المعوقات التي تواجهها اللجنة تتمثل في تغير طبيعة النزاعات المسلحة حول العالم إذ لم تعد نزاعات مسلحة دولية وإنما أصبحت غير دولية وعشوائية، إضافة إلى سيادة حالة من الفوضى والانهيار للبنى التحتية والاستقرار الأمني والمنظومة الاجتماعية لتلك النزاعات مما يولد تعذر أي جهة أن تتمكن للوصول إلى كافة أماكن الاحتجاز، وعسكرة العمل الإنساني وتداخل العمل العسكري مع العمل الإنساني وهو ما يجعلها معضلة كبرى تواجه اللجنة ووصف التداخل ب"مضيع العمل الإنساني للأسف". وبيّن بوابة أن من ضمن الشروط الأساسية التي تطلبها اللجنة على كافة السلطات الحاجزة هي حق اللجنة في زيارة كافة أماكن المعتقلات وكافة المحتجزين وتكرار الزيارات والاجتماع مع المحتجزين على انفراد، وتابع: نسعى لحماية الكرامة الإنسانية للمحتجزين، إضافة إلى العمل على عدم حدوث اختفاء قصري لبعض المحتجزين من خلال السؤال عنهم والمطالبة برؤيتهم. يذكر أن الهلال الأحمر أجرى بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر 66 اتصالاً هاتفياً منذ انطلاق المشروع، وإجراء 12 اتصالاً مرئياً عبر تقنية الفيديو منذ إطلاق برنامج الاتصالات المرئية عبر تقنية الفيديو بدءاً من شهر سبتمبر 2010م.