أطلقت هيئة الهلال الأحمر ظهر أمس مشروع "لم شمل أسر المعتقلين السعوديين في الخارج بذويهم المعتقلين" عن طريق الاتصال الهاتفي المرئي بالتعاون والتنسيق مع مندوبي اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومقرها الإقليمي في الكويت. وقال المشرف العام على إدارة الشؤون الدولية بهيئة الهلال الأحمر السعودي الدكتور موفق البيوك إن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالله رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي كان يرغب بان يكون على رأس الزوار للمعتقلين السعوديين في غوانتانامو, وكانت هذه الرغبة دافعا أساسيا لفتح الاتصال مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر, وتم الاتفاق بعد ذلك للتواصل بين المعتقلين وذويهم, حيث إن بعض المعتقلين مبتعد عن أسرته منذ عشر سنوات, وقدم التواصل عن طريق الرسائل ثم الاتصال الهاتفي حتى تطور الأمر إلى الاتصال المرئي. وكشف د. البيوك أنه تم الحصول على موافقة من الجهات المسؤولة في العراق وأفغانستان من اجل عمل زيارة للسجون العراقية والسماح لأهالي المعتقلين بلقاء ذويهم ولكن تغير عدد من المسؤولين بالعراق تسبب في تعطل هذا المشروع, مشيرا إلى أن وزيرة الشؤون الإنسانية بالعراق على علم بهذا الأمر. وبين أن كثيرا من الأهالي شاهدوا أبناءهم في السجون بالخارج, وقال إن الهلال الأحمر يتابع باهتمام شؤون المعتقلين خارج المملكة ويجدد قوائم المعتقلين السعوديين كل شهرين. د. البيوك: العراق وأفغانستان وافقتا على زيارة أهالي المعتقلين لأبنائهم وأكد أن العقبة التي تواجه اللجنة الدولية للصليب الأحمر رفض عدد من الحكومات زيارة السجون التي يتواجد بها معتقلون سواء من الداخل أو الخارج. وبين أن حكومات الدول تقوم بالتنسيق مع اللجنة الدولية عن طريق إدارة الحماية لتفقد أحوال المعتقلين. ونوه د. البيوك بالجهود الكبيرة للجنة الدولية للصليب الأحمر والتي قامت بها لإقناع الولاياتالمتحدةالأمريكية بان معتقل غوانتانامو خاضع للقانون الدولي الإنساني ويسمح للصليب الأحمر بتفقد أحوال السجناء. من جانبه قال المدير الإقليمي للإعلام والنشر للجنة الدولية للصليب الأحمر في الكويت فؤاد بوابة إن عملية رفض زيارة المعتقلين ليست دائما من سلطات البلد الذي يتواجد فيه المعتقل, وإنما قد تكون من المحتجز نفسه, مشيرا إلى أن اللجنة تعمل دائما على تحقيق التواصل بين المعتقل وذويه سواء بالرسائل أو الاتصال الهاتفي أو المرئي. القاعة التي يتم فيها استقبال المكالمات وأوضح بوبة أن أهداف التواصل مع المعتقلين لا تقاس بأرقام وإحصائيات وإنما هي تحقيقا لمشاعر وعواطف بين الطرفين, والتحدي الكبير الذي تقوم به اللجنة في مناطق النزاع الدولية التي تغيرت ولم تأخذ الطابع الدولي, هي ان الصراع يوجد في أماكن تسود فيها الفوضى ولا تستطيع المنظمة الدولية الوصول إلى الأماكن التي يتواجد بها المحتجزون. بوبة: اللجنة الدولية تجدد قوائم المحتجزين لحمايتهم من الاختفاء القسري وأوضح أن ابرز العقبات التي تواجه مندوبي الصليب الأحمر في مناطق الصراع هي عسكرة العمل الإنساني وهذا يشكل معضلة كبيرة لمنظمات العمل الإنساني. واكد ان قوانين الدولية الإنسانية تسمح للجنة وفق اتفاقية مع السلطة الحاجزة على زيارة أماكن الاحتجاز والمحتجزين وتكرار الزيارة, وتحتجز مع كل معتقل على انفراد, وقال إن هذا الأمر لا يأتي إلا بتضافر الجهود بين كافة المجتمعات وبدعم من السلطات للمواد الأربعة المتفق عليها ضمن اتفاقية جنيف الدولية. وأوضح ان اللجنة الدولية للصليب الاحمر تزور ألفي معتقل في ثمانين دولة بالعالم, يصل عددهم الى اكثر من نصف مليون معتقل, وتسأل عن المعتقل خلال كل زيارة لحمايته من الاختفاء القسري. فؤاد بوبة يتحدث ل»الرياض» جديرٌ بالذكر أن هيئة الهلال الأحمر السعودي، وهي الذراع الإنساني في مملكة الإنسانية قد تبنت هذا المشروع النبيل منذ شهر أبريل 2008 بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر- المكتب الإقليمي في الكويت، حيث تم تنفيذ عدد 66 اتصالاً هاتفياً كذلك إطلاق برنامج الاتصالات المرئية عبر تقنية الفيديو اعتباراً من شهر سبتمبر 2010 وإتمام إجراء 12 اتصالاً مرئياً عبر تقنية الفيديو، كما تم إجراء أول اتصالٍ هاتفي مع المعتقلين في منطقة باقرام- أفغانستان وأقاربهم المقيمين في المملكة خلال شهر يونيو 2010. علماً بأن برنامج الاتصالات الهاتفية تم تدشينه مع السلطات في معتقل غوانتانامو اعتباراً من شهر أبريل 2008، في حين أجيزت الاتصالات عبر الفيديو المرئي منذ سبتمبر 2009 كما أن الهيئة بالتنسيق مع اللجنة الدولية تتولى متابعة تنفيذ الزيارات العائلية للسعوديين المحتجزين في العراق. من جانبٍ آخر؛ فإن هيئة الهلال الأحمر السعودي تتولى هذه المسؤوليات بتوجيهاتٍ من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيس الهيئة الذي لا يألو جهداً في تنفيذ التوجيهات السامية بهذا الشأن، سعياً من حكومة خادم الحرمين الشريفين في التعامل برقي وحكمة مع قضايا أبنائها المحتجزين في الخارج ومناطق التوتر والاهتمام بها وبمتابعة شؤونهم وعائلاتهم، الأمر الذي وجد احتفاءً غير مسبوق من قبل العديد من العائلات السعودية التي استجابت لهذه الدعوة الإنسانية الرائدة. واعرب ذوو المعتقلين عن شكرهم لهيئة الهلال الاحمر السعودي على دعمها لمشروع "لم شمل أسر المعتقلين السعوديين في الخارج بذويهم المعتقلين" عن طريق الاتصال الهاتفي المرئي.