كشفت هيئة الهلال الأحمر السعودي أن «الاتصال المرئي» سيكون أحد البدائل في حال تعثر مشروع السماح للأسر السعودية بزيارة أبنائها المعتقلين في العراق، في الوقت الذي يستمر فيه التنسيق للحصول على إذن للسماح بذلك المشروع. مشيرة إلى أن مشروع الاتصال يحتاج أيضا إلى موافقة من تلك الدولة. وكان رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز أعلن في يناير 2010، تسيير قافلة الرحمة لذوي المعتقلين في العراق وأفغانستان، قبل أن يعلن مدير الشؤون الدولية السابق في الهيئة الدكتور موفق البيوك، في فبراير الماضي 2011، أن تغيير الحكومة العراقية أخر البدء في تنفيذ هذه الزيارات. وأوضح المتحدث الرسمي باسم الهلال الأحمر ومدير الإعلام والنشر الدكتور أحمد باريان ل «شمس» أن: «المشروع لم يوقف، واللجنة الدولية للصليب الأحمر تعمل على التنسيق لتمكين الأسر السعودية من زيارة أبنائها، ونحن بدورنا نعمل على إتمامه، لكننا في حالة عدم التمكن نهائيا منه، يمكننا وقتها البدء بتوفير خط مواز يتمثل في الاتصال المرئي، كما هو معمول مع معتقلي وأسرى جوانتنامو، والذي أنهى مرحلته الرابعة دون أي منع من السلطات الأمريكية لأي من المعتقلين، من إجراء المكالمات». وأشار إلى أن الإدارة العامة للشؤون الدولية في الهيئة أنجزت 22 مكالمة هاتفية مرئية ضمن المرحلة الرابعة من مشروع «لم شمل أسر المعتقلين السعوديين في الخارج بذويهم المعتقلين»، عن طريق الاسكاي بي بالتعاون والتنسيق مع مندوبي اللجنة الدولية للصليب الأحمر- المقر الإقليمي». وبين أن المكالمات شملت جميع أسر المعتقلين والأسرى في معتقل جوانتانامو، والموزعين في عدد من مناطق المملكة كالتالي: ثماني مكالمات وزيارة عائلتي اثنين من المعتقلين لأسر في منطقة مكةالمكرمة، ثلاث مكالمات وزيارة لعائلة معتقل لأسر في منطقة الرياض، ومكالمتان لأسر في كل من منطقتي نجران وتبوك، ومكالمة واحدة لأسر في كل من جازان وعسير والمدينة المنورة وحائل، مشيرا إلى أنه من بين المعتقلين والأسرى الذين مكنت أسرهم من الاتصال المرئي معهم، مقيمون تعيش أسرهم في المملكة. يذكر أن السلطات الأمريكية منعت ثلاثة معتقلين في جوانتنامو في المرحلة الثالثة للمشروع في فبراير الماضي من التواصل مع ذويهم عن طريق الاتصال الهاتفي المرئي، تسكن عائلة أحدهم في الرياض، واثنان في جدة. وزارت مندوبة قسم الحماية في الصليب الأحمر أسر هؤلاء المعتقلين الممنوعين. وتبنت هيئة الهلال الأحمر المشروع منذ إبريل 2008 بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر- المكتب الإقليمي في الكويت، حيث تم تنفيذ أكثر من 80 اتصالا هاتفيا على مدى كافة المراحل، وإطلاق برنامج الاتصالات المرئية عبر تقنية الفيديو اعتبارا من سبتمبر 2010، حيث تم إجراء أكثر من 47 اتصالا مرئيا عبر تقنية اسكاي بي، كما تم إجراء أول اتصالٍ هاتفي مع المعتقلين في منطقة باجرام- أفغانستان وأقاربهم المقيمين في المملكة خلال يونيو 2010. علما أن برنامج الاتصالات الهاتفية تم تدشينه مع السلطات في معتقل جوانتانامو في إبريل 2008، في حين أجيزت الاتصالات عبر الفيديو المرئي منذ سبتمبر 2009. من جانبٍ آخر أكد المشرف على الإدارة العامة للشؤون الدولية الأمير عبدالله بن فيصل آل سعود، حرص هيئة الهلال الأحمر على التعامل برقي وحكمة مع قضايا أبناء المملكة المعتقلين في الخارج ومناطق التوتر، وذلك وفق الخريطة الإنسانية التي يتعامل بها الهلال الأحمر مع كافة الجهات، وحرصا على طمأنة الأسر السعودية على أبنائها ومتابعة شؤونهم