في خِضمّ كل هذا التوتر والتداعيات الصاخبة التي رافقت قرار توثيق بطولات الأندية .. الإعلام الازرق يبدو وكأنه في أجواء مفعمة بالطرب وهو يستمع إلى صراخ هذا وبكاء ذاك ، بل وكأنه يقوم بدور المايسترو الذي يرفع عصاه في الهواء أمام الفرقة الموسيقية بأشكالها وألوانها المختلفة ، ثم تبدأ هي ب العزف/الصراخ لحن التعاسة والبؤس .. كم تمنيت لو أني استطيع أن أزيح الهَوَس عن تلك العقول والتي لم تفهم بعد حكاية البداية ، وأن الأندية كل الأندية وُلدت فقيرة ولكن منها من أدرك بأن الفقر ليس أمراً ثابتاً ولا قدراً محتوماً فسعى واجتهد وبنى وشيّد وجمع وعدد ، فالهلال "على سبيل المثال لا على سبيل الحصر والنصر" نادي بدأ كما بدأت كل الأندية لكنه وعلى الرغم من أنه الأحدث تأسيساً من بين الكبار إلاّ أنه اليوم أعظم أندية آسيا تاريخاً وشأناً ومكانة ، وهذه بالطبع ليست أوهام ولا كلام بل حقائق وأرقام ، فمن احتضن النعيمة والثنيان وسامي والدعيع والتمياط وغيرهم من الأسماء الكبيرة واللامعة لابدّ وأن يحتضن المجد وأن يتربع على عرش الزعامة محلياً وقارياً ، لهذا السبب يفرح الهلاليون بكل احصائية ترصد الإنجازات الفعلية والحقيقية للأندية ، لأن الزعماء يؤمنون سلفاً بأن ناديهم صَنَع كل ما يوازي آمالهم ويشبع طموحاتهم ، فهم وباختصار متصالحون مع التاريخ ويفخرون به ، على عكس الذين يملؤون اليوم سماء الساحة الرياضية بالصراخ والعويل معبرين لنا سلفاً عن ما يخفونه من احباط وخيبة تجاه النتائج "المؤجلة" للجنة توثيق البطولات والتي تَقَرر إعلانها بعد عيد الأضحى المبارك .. وهذا بالطبع يعود إلى إيمانهم التام بأن تاريخ أنديتهم الحقيقي والموثق صادم ومخجل جداً مقارنة بتاريخ الأزرق الكبير .. على أي حال حتى وإن حاولوا التآمر أو التحايل على لجنة التوثيق فإنهم لن يكتبوا التاريخ ولن يتزعموا نصف الأرض ولن يبلغوا الهلال طولا. دمتم بود ،،، منيف الخشيبان Twitter@munif_kh Sent from my iPhone