لم ينجح لوبيز ومن قبله ريكارد، واليوم كوزمين وفصل جديد من فصول الفشل .. هذا هو صوت صحافتنا الرياضية، والذي دأب على الوصول متأخراً للتعليق فقط على حدث هنا أو هناك. ما خانة الصحافة إذا لم تكن شريك أساسي في صناعة الحدث !! صحافتنا الرياضية للأسف لا تصنع الحدث ولا تسهم في صناعته بل على العكس فالحدث هو من يحركها ويدفع بأقلامنا فيما بعد إلى الرقص على صفحات الإنجاز إذا ما تحقق أو اللطم وتوزيع التُّهم في حال الفشل، وكأنها بهذا النهج تقدم تنازلاً صريحاً عن شراكتها الجوهرية في صناعة القرارات والأحداث الرياضية الهامة في سبيل أن تنأى بنفسها عن المسئولية في زمن توالت فيه الإخفاقات، موضوعاتنا محصورة ما بين الإشادة في أحيان والتقريع في أحيان أخرى وفقاً للنتائج، ومن دون أن ننتبه نجد أن اقلامنا تتوارث هذا النهج السقيم الذي افقدنا القيمة الحقيقية للصحافة ودورها الأساسي في صناعة النجاح من خلال الحرص على تناول موضوعات تتزامن مع المرحلة، تنتقد، توجه، تنصح وتشير إلى الخطأ قبل حدوثه ما يعزز من إمكانية الوصول للهدف وتحقيق الإنجاز. في صحافتنا الرياضية نعاني ندرة في الناقد الحقيقي الذي يرصد المشكلة قبل حدوثها ولو في خضم أحداث ووقائع معقدة وشائكة، مستغلاً ما لديه من خبرة وأدوات في نحت الكلمة التي تصيب كبد الحقيقة وينجح في وصف الداء والدواء دون مجاملة أو محاباة. بالطبع كان لابد لواقع صحافتنا الرياضية المحبط من انعاكسات لا حصر لها، ولعل أكبر الضحايا هو منتخبنا الوطني، ذاك العملاق الجريح الذي يبحث عن كبريائه المفقود منذ سنوات بين ركام الإخفاقات المتوالية، على مرأى ومسمع من صحافتنا التي اكتفت بالفرجة، ترقُب وتتحين لحظة السقوط لتتربص وتلوم، وهذا للأسف ما دفع بإدارة المنتخب نحو كارثة العمل الفردي واجتهادات بعض مسئوليه، لنستمر في دوامة لا طائل منها سوى المزيد من الفشل. منيف الخشيبان Twitter@munif_kh Sent from my iPad