إحتفلت أوكرانيا اليوم الثلاثاء بأول فوز لها في كأس الأمم الأوروبية 2012 ولكن اللاعبين ووسائل الإعلام والجماهير إتفقوا جميعا على أن الفوز 2-1 على السويد ما هو إلا البداية فقط لمشوار طويل في البطولة ستكون محطته التالية أمام فرنسا. وقال النجم الأوكراني أندري شيفتشينكو الذي أحرز هدفي بلاده مساء أمس الاثنين خلال مؤتمر صحفي عقب المباراة: "سأشعر بأنني ثأرت ممن حط من قدرنا، فقط عندما تتأهل أوكرانيا إلى دور الثمانية". وأضاف: "إنه فوز تاريخي ولكننا تنتظرنا مباراتان شديدتا الصعوبة. لم يحن وقت الاحتفالات الهستيرية بعد". ولكن السعادة والاحتفالات عمت بالفعل شوارع كييف، وامتلأت المقاهي والحانات القريبة من الاستاد الأولمبي بالجماهير المحتفلة حتى الساعات الأولى من صباح اليوم وبعض الجماهير ظلوا يتجولون على أرصفة الشوارع يطلقون نفير أبواقهم وينشدون "أو-كرا-نيا!" حتى بعد شروق شمس يوم جديد على العاصمة الأوكرانية وبداية ساعة الذروة في المدينة. وأعرب أوليج بلوخين مدرب أوكرانيا، الذي تحدى العديد من التوقعات بدفع بتشكيل هجومي بقيادة المخضرم شيفتشينكو منذ اللحظة الأولى بالمباراة ، عن رضاه عن نتيجة أمس مشيرا إلى أن "أكثر ما أريده الآن هو العودة إلى معسكر المنتخب ونيل قسط من الراحة". وقال المهاجم السوفييتي الأسطورة تعليقا على مباراة أوكرانيا المقبلة أمام فرنسا: "مازال أمامنا الكثير من العمل. لم أتعرف على فريقي في آخر 20 دقيقة من المباراة، فقد كان اللاعبون يجرون بلا وجهة هنا وهناك ولم يكن أي منهم ينفذ تعليماتي". وجرت مباراة أمس أمام 65 ألف متفرج ومقصورة مبهرة لكبار الشخصيات ضمت رئيس اتحاد الكرة الأوروبي ميشيل بلاتيني والرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش.وبدت النزاعات السياسية الأوكرانية منسية في وقت ما خلال المباراة حيث جلس ثلاثة رؤساء سابقين للبلاد، ليونيد كرافتشوك وليونيد كوتشما وفيكتور يوشينكو، جنبا إلى جنب في المقصورة الرئيسية يشجعون منتخب بلادهم. وعندما أطلقت صفارة نهاية مباراة أمس، أصبح بعض المدونين الأوكرانيين على الإنترنت يهللون لبلادهم بطريقة لم تشهدها أوكرانيا منذ أواخرا التسعينيات عندما قاد اليافع آنذاك شيفتشينكو فريق دينامو كييف الأوكراني إلى الدور قبل النهائي ببطولة دوري أبطال أوروبا. وقال المدون سكوبين بمنتدى الأبطال على الإنترنت: "لقد هزمنا فعليا جميع خصومنا، وأهمهم نحن! لقد أظهرنا لجميع هؤلاء الأوروبيين الذين صرخوا بمقاطعة يورو 2012 أننا لا نستطيع بناء الاستادات في عامين اثنين وحسب وإنما أيضا أننا نعرف كيف نلعب كرة القدم!". ولكن بينما استيقظت أوكرانيا اليوم لتجد منتخبها الوطني متصدرا لترتيب المجموعة الرابعة بيورو 2012، فقد اتفقت وسائل الإعلام التابعة لكل من طرفي الانقسام السياسي بالبلاد وعلى نحو نادر بأنه رغم روعة التغلب على السويد فلا يمكن أن تنسى أوكرانيا أنها تنتظرها مواجهة صعبة أمام فرنسا ثم مواجهة أخرى لا تقل صعوبة أمام إنجلترا في المباراة النهائية للبلاد في دور المجموعات. وكتبت صحيفة "سيجونيا" الموالية للحكومة: "شيفا! شيفا! أوكرانيا ، تحتفل!" في عنوانها الرئيسي مضيفة: "ها هو الفوز الذي كنا نتمناه منذ وقت طويل، الذي بدا وأنه حلم، إنه حقيقة الآن. ولكننا نعلم أن الأمر سيزداد صعوبة". بينما كتبت مجلة "أوكرانسكا برافدا" الإلكترونية المعارضة: "إنه يوم تاريخي بالنسبة لأوكرانيا! .. ولكن مع كامل احترامنا لها، إنها السويد وحسب .. والآن ينتظرنا اختبار فرنسا. أهم شيء الآن هو أن ننزل على أرض الواقع". وقال إيفن سيداش أحد أشهر النقاد الرياضيين في أوكرانيا: "كانت مباراة مذهلة .. لقد تقدمنا خطوة مهمة إلى الأمام. ولكن معاركنا الحقيقية مازالت في انتظارنا". وبطبيعة الحال، ساد الحزن السويد بعد هزيمتها أمام أوكرانيا حيث تحدثت صحيفة "سفنسكا داجبلادت" عن "كابوس في كييف" عندما تفوق شيفتشنكو على نجم وقائد السويد زلاتان إبراهيموفيتش الذي أحرز هدف بلاده الوحيد. وقال إبراهيموفيتش: "إنه أمر قاس، ما كان يجب أن نخسر هذه المباراة". بينما أكد مدرب السويد إريك هامرين أن خمسة أو ستة لاعبين فقط بمنتخب بلاده كانوا في مستواهم العادي، أما الباقون فقد كانوا دون المستوى.