بدأت اليوم بالقاهرة أعمال الندوة المصرية التونسية المشتركة التي تنظمها وزارة الأوقاف المصرية تحت عنوان /الخطاب الديني وتحديات الحداثة/. وتناقش الندوة على مدى يومين سبل تجديد الخطاب الدينى لمواكبة مستجدات العصر من خلال تجربتي مصر وتونس ومعوقات التجديد ودور الفتاوى الشرعية لمواجهة المقتضيات الراهنة. وأكد المشاركون بالندوة ضرورة تجديد الخطاب الدينى المعاصر ليلبى أحتياجات وهموم الناس وقضايا المجتمع ومشكلات العصر مع الاهتمام بمقاصد الشريعة التى تؤكد الحقوق الاساسية للانسان فى كل مكان والتركيز على القيم الاسلامية الدافعة إلى تقدم المجتمع ونهضة الحياة بالإهتمام بالعلم والعمل وقبول الآخر والحوار بين الأديان والحضارات. وحضر أعمال الندوة شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي ومفتي مصر علي جمعة ووزير الأوقاف المصري محمود حمدى زقزوق ووزير الشئون الدينية التونسى بوبكر الأخروزى0 وطالب شيخ الازهر بضرورة أن يواكب الخطاب الديني الأحداث ويعالجها من منطلق أن الشريعة الاسلامية لم تترك أي قضية في المجتمع إلا وتناولتها وبينت أحكامها وشرحت للمسلمين كيفية التعامل معها مشيرا إلى ضرورة إعتماد الخطاب الديني على الحقائق بعيدا عن الأوهام والخرافات التى تسيئ للإسلام. من جانبه شدد وزير الاوقاف المصري على أهمية تجديد الخطاب الدينى للمساهمة فى نهضة الامة الاسلامية واستعادة مكانتها مبينا أن ذلك التجديد ليس مستوردا أو قضية موسمية أو مؤقتة بل قضية مستمرة ومتواصلة وتتجدد بتجدد الزمان والمكان فلابد أن يكون الخطاب الدينى متماشيا مع العصر ويهتم بقضايا البيئة والمرأة والإدمان والصحة النفسية للأفراد والجماعات وإحياء الأمل فى النفوس وحمايتها من الإحباط واليأس وتمكين الإنسان من القيام بدوره فى مجتمعه ومواجهة متطلبات العولمة لتستعيد الامة الاسلامية مكانتها. بدوره أكد وزير الشئون الاسلامية التونسي حرص بلاده على التعاون والتنسيق مع مصر للإستفادة من تجربتها في تجديد الخطاب الديني مستعرضا تجربة بلاده لتجديد الخطاب الديني والتي تقوم على المواءمة بين الاصالة والمعاصرة والإهتمام باللغة العربية والتشجيع المستمر على حفظ القرآن وتدارسه وتفسيره ونشر الكتاتيب وتفعيل آلية الإجتهاد في التفكير الإسلامى للتفاعل مع مستجدات العصر وفتح جسور الحوار مع كافة الحضارات والاديان من أجل نشر قيم الوسطية والإعتدال الإسلامي. // انتهى // 1645 ت م