أكد معالي الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور محمد بن علي كومان أهمية مؤسسة جامعة الدول العربية والحاجة الكبيرة إليها والى تدعيمها وتطويرها في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه دول وشعوب الأمة العربية من جهة والتوجه العالمي الواضح نحو بناء التجمعات والتكتلات الإقليمية من جهة أخرى. وقال كومان في كلمة ألقاها خلال لقاء عقد في تونس اليوم بمناسبة الذكرى الثالثة والستين لتأسيس جامعة الدول العربية ان الحاجة إلى مزيد من التعاون والتنسيق العربي في المجال الأمني تبدو أكثر إلحاحا في ظل تفاقم الجريمة في مختلف أنحاء العالم وما يخلفه ذلك من تأثيرات على المنطقة العربية. وأوضح أن الإرهاب يطال بأعماله الإجرامية والرعب والخوف الذي يخلفه كل مكان من العالم المعاصر وان الإتجار غير المشروع بالمخدرات يزداد انتشارا وخطرا بالرغم من الجهود والإمكانيات المبذولة لمكافحته والحد منه بسبب الإمكانيات الكبيرة التي تمتلكها عصابات المخدرات والأرباح الخيالية التي تجنيها منها. وذكر بالأنواع المستجدة من الجريمة ذات الطابع المنظم وفي مقدمتها الاتجار بالبشر بمختلف أشكاله وغسل الأموال وتهريب المهاجرين والاعتداء على الملكية الفكرية وجرائم التقنيات الحديثة والجرائم الماسة بسلامة البيئة وغيرها موضحا ان هذه الجرائم تعرف تفاقما في مختلف دول العالم وتزداد معها الأخطار والمآسي الناجمة عنها. ومضى معاليه الى ان التصدي لتلك الجرائم يشكل محور اهتمام مجلس وزراء الداخلية العرب من أجل إبعاد مخاطرها وأضرارها عن الدول العربية وان غاية انشاء المجلس تتركز على تنمية وتوثيق التعاون وتنسيق الجهود بين الدول العربية في مجال الأمن الداخلي ومكافحة الجريمة معبراً عن ثقته واعتزازه بالخطوات التي قطعها المجلس الذي إحتفل بمرور ربع قرن على تأسيسه مطلع العام الحالي في تعزيز المسيرة الأمنية العربية المشتركة وتطويرها من خلال وضع العديد من الإستراتيجيات والخطط والبرامج التي تتناول كافة جوانب العمل الأمني وتضع الأسس اللازمة لمواجهة الجرائم بأنواعها المختلفة. وتطرق كومان الى الاستراتيجية الأمنية العربية التي إعتمدها المجلس في بداية نشاطه والتي تم تطويرها وتحديثها عام 2000م وتهدف الى تحقيق التكامل الأمني العربي والحفاظ على امن الوطن العربي ومؤسساته وهيئاته ومرافقه العامة موضحا ان مكافحة الإرهاب إحتلت حيزا كبيرا من اهتمامات المجلس الذي أدرك منذ البداية الأخطار الجسيمة الناجمة عن الجريمة البشعة متخذا عدة خطوات هامة على هذا الصعيد من بينها إقرار مدونة قواعد سلوك لمكافحة الإرهاب ووضع الإستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب التي تم التوصل اليها بالتعاون مع مجلس وزراء العدل العرب مشيرا الى ان الاتفاقية شكلت نموذجا تم الإقتداء به من قبل عدد من المنظمات الإقليمية الهامة. وتابع القول ان الأمانة العامة تنظم مؤتمرا سنويا للمسؤولين عن مكافحة الإرهاب في الدول العربية من أجل تعزيز علاقات التعاون ووضع أسس عمل مشتركة لمواجهة الأعمال والتنظيمات الإرهابية مضيفا ان الأمانة العامة تقيم علاقات تعاون وثيقة مع الهيئات الإقليمية والدولية المعنية للعمل على الوقاية من الإرهاب ومكافحته. وعلى صعيد مكافحة المخدرات ذكر معالي الدكتور كومان ان المجلس سجل عدة انجازات من بينها اعتماد الاتفاقية العربية لمكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات والمؤثرات العقلية وإقرار استراتيجية خاصة في هذا الشأن نتج عنها حتى الان خمسة خطط مرحلية تنفيذية وانه يتم في نطاق الأمانة العامة للمجلس عقد مؤتمر سنوي لرؤساء أجهزة مكافحة المخدرات في الدول العربية قصد تدعيم التعاون والتنسيق في مواجهة الآفة الخطيرة. //يتبع// 1911 ت م 1611 جمت NNNN 1914 ت م