اعتاد سكان مناطق عديدة بالوسط الغربي للقارة الإفريقية خاصة في جمهورية الكونجو على رؤية سحب من الدخان تنبعث من الغابات الكثيفة المجاورة في دلالة واضحة على أن العاملين في تجارة الفحم النباتي ما زالوا يواصلون تدميرهم لتلك المناطق المخضرة والحياة الفطرية فيها. واستفاد هؤلاء من عدم استقرار الأوضاع في هذه البؤرة الملتهبة من القارة الإفريقية من جراء الحروب الأهلية. وتضم محمية فيرونجا التي تبلغ مساحتها ثمانية آلاف كيلو متر نحو 200 غوريللا ما يمثل ربع العدد المتبقي من هذه الحيوانات العملاقة في العالم. ورغم أن هذا العدد نجح في تفادي آثار الحروب الدائرة في المنطقة، إلا أن تجارة الفحم أصبحت تمثل خطرا كبيرا على بقائها رغم الجهود التي يبذلها حراس الغابات لحمايتها. ولقي 150 فردا من هؤلاء الحراس مصرعهم في الأعوام الأخيرة على أيدي التجار الذين زرعوا الغابات بآلاف المواقع لحرق الأشجار والحصول على الفحم، حيث يوفر الموقع الواحد أكثر من 660 ألف جنيه استرليني نظرا لأن السكان والفصائل المتحاربة يبادرون إلى شراء الفحم بكثافة لأغراض مختلفة. وهناك محاولات لإيجاد مصادر طاقة بديلة حتى تحتفظ الحياة البرية برونقها ولا تتعرض للفناء.