لم أفهم حتى اللحظة ما الدافع للمتاجرة بهموم الناس، ومشاكلهم؟ ولماذا تفرد جهات إعلامية مساحات ضخمة لذلك؟ هل للربح المادي دور؟ أم الهدف تعرية المجتمع السعودي وكشف سلبياته أمام الجميع؟ قبل يومين أدرت المذياع وسمعت العجب: يقول أبو أحمد: «زوجتي تريد الطلاق.. لدي طفلان سيضيعان، أرجوكم ساعدوني؛ فأنا لا أحسن التصرف!!».. وبعده بثوان تتداخل مروة لتروي قصة اغتصابها عندما كانت صغيرة وتطلب حلا عاجلا.. هل تضع خطيبها في الصورة أم تتكتم على الحادثة؟».. وآخر يشكو حال زوجة والده التي تعامله بقسوة، ويقول: «أخشى من الانحراف والضياع».. ويصرخ بأعلى صوت «إلحقوني!».. عشرات الشكاوى والقصص حكاها أصحابها لمذيع متعاطف لا يملك إلا تحفيز المستمعين على المشاركة، وهو الدور الذي يتقنه جيدا، أما تلك الهموم والقصص فإن المضحك المبكي هو أنها لا تجد آذانا صاغية ولا حلولا علمية على أيدي الخبراء، بل إن من تكفل بحلها هم أنفسهم أولئك الذين تحلقوا قبل ساعات حول المذياع لطلب أغنيات (الشرطي والتاكسي وبحبك يا حمار) وغيرها من الأغنيات الهابطة، وإهدائها إلى مذيعة فارغة ملأت الهواء صخبا وضجيجا. أخيرا.. أليست هذه تفاهة جديدة كلنا شركاء في صنعها.. بدعمنا وتواصلنا واستماعنا ومشاركتنا؟!