اطلعت في عددكم 1055 على خبر يتحدث عن ظاهرة الزواج عن طريق الإنترنت، وبعد عدة مداولات (شاتية) يقع الشاب في حﺐ تلك الفتاة، والعكس، حتى يتطور الأمر إلى طلﺐ يد الفتاة من ولي ﺃمرها، وهو ما تحدث عنه الخبر. والشرع بيسره ذكر ﺃن هذه النوعية من الزيجات غير محرمة شرعا، ولكن على الشاب عند انتقائه فتاة ﺃحلامه التنبه لعدة ﺃساسيات تربطه بفتاة ﺃحلامه، وتكمن هذه الأساسيات في مدى إلمام شريكة العمر بطبيعة الشاب وعاداته وتقاليده التي يمكن الاستغناء عن بعضها والبعض الآخر لا يمكنه فعل ذلك، حتى تكون هناك مرونة في حياة الزوجين. ونحن على يقين بأنه عندما يقدم الشاب على الارتباط بفتاة يجدر به الوقوف على عدة مواضيع تتمثل في نسبها ومالها وجمالها، والظفر بذات الدين كما ذكر الرسول عليه الصلاة والسلام؛ لذا يرفض المنطق العقلي تلك العشوائية التي تحدث في زيجات تكون ﺃسرع من البرق، تدل على تسرع في القرار وعدم التأني بما يعصف بتلك الحياة الزوجية ويقذف بها إلى هاوية الطلاق. حيث تُضرب بعض الأمثال في هذا الأمر من عدة نواح، كمعرفة الحماة، وﺃقاربها، والنسﺐ، وليس في هذا الأمر تعصﺐ قبلي بقدر ما هو واقعية تحتم على المرء الوقوف عندها كثيرا؛ حتى لا نستخدم مفردة ال(لو). إن اقتنع شخص بفتاة واختارها حتى تكون شريكة ﺃحلامه، وتقدم إلى خطبتها، فيجﺐ ﺃن يحرص في ذلك ﺃولا على الدين، وﺃن تكون راجحة العقل، ومن المنطقي ﺃن يفعل الشاب المتقدم على الزواج ما يفعله ﺃهل العروسة من حيث السؤال عنه وعن ﺃهله وذويه، ولا يعقل ﺃن تتم الزيجة بغير ذلك، وآخر ما ﺃود قوله هنا هو "اظفر بذات الدين تربت يداك".