أكد نائب رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لمعاهد البحوث الأمير الدكتور تركي بن سعود أن الطلب المتزايد على المياه نتيجة للزيادة السكانية والتطور المدني والصناعي الذي تشهده المملكة زاد من الضغوط على المصادر المائية المحدودة التي من الممكن الاستفادة منها مباشرة، لذا يعتبر توفير مياه نقية وآمنة للاستخدام أحد أهم التحديات التي تواجه خطط التنمية في المملكة. وأشار الأمير تركي بن سعود خلال تدشينه فعاليات المؤتمر السعودي الدولي لتقنية المياه 2011 الذي تنظمه المدينة في مقرها، وذلك بحضور وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين، إلى أن البحث والتطوير والاستثمار في تقنيات المياه يعد خيارا استراتيجيا للمملكة، وذلك لقلة الموارد المائية التقليدية وارتفاع تكلفة المحافظة عليها وارتفاع تكلفة تحلية المياه ومعالجتها. وقال «إنه من منطلق الزيادة السكانية والتطور في المملكة فقد أعطت الخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار التي تشرف عليها المدينة تقنيات المياه الأولوية الأولى من ضمن 15 مجالا علميا، حيث تم إعداد الأولويات الاستراتيجية لتقنية المياه في المملكة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ويجري الآن تنفيذها على مستوى المملكة». وتابع «تلك الأولويات تعنى بأبحاث وتقنيات تحلية المياه ومعالجة المياه العادمة وتنقية مياه الشرب ومصادر المياه ورعاية الأفكار الابتكارية في هذا القطاع الحيوي المهم الذي يشكل رافدا أساسيا نحو الارتقاء بقطاع العلوم والتقنية والابتكار في المملكة لتحويلها من دولة يعتمد اقتصادها على النفط إلى دولة يعتمد اقتصادها على العلم والمعرفة». وأضاف: «مبادرة الملك عبدالله لتحلية المياه بالطاقة الشمسية وهي إحدى ثمار السياسة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار تهدف إلى إيجاد الحلول التقنية لتحلية المياه بأقل التكاليف للمساهمة في دعم الاقتصاد الوطني، حيث تم تطوير تقنيات متقدمة من خلال المركز المشترك لأبحاث تقنية النانو بين مجال أنظمة الطاقة الشمسية والأغشية لتحلية المياه. وأوضح الأمير تركي بن سعود أن العمل حاليا على إنشاء أكبر محطة لتحلية المياه المالحة بالطاقة الشمسية في العالم في مدينة الخفجي بطاقة إنتاجية تبلغ 30 ألف متر مكعب في اليوم كمرحلة أولى من المبادرة والذي يتوقع الانتهاء منها خلال عام 1434ه. من جانبه، أوضح رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، المشرف على المركز الوطني لتقنية المياه في المدينة الدكتور عمر الحربي أن المؤتمر يهدف إلى استعراض ومناقشة آخر التطورات لمبادرة الملك عبدالله لتحلية المياه بالطاقة الشمسية «مشروع الخفجي» التي تعتبر مبادرة رائدة وفريدة على المستوى العالمي، وإلقاء الضوء على التجارب الدولية والمحلية وأحدث ما توصل إليه البحث والتطوير في مجال تحلية المياه ومعالجتها. وأفاد الدكتور عمر الحربي بأن الموضوعات الرئيسة للمؤتمر تشمل تطوير تقنيات تحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية، وتحلية المياه باستخدام الأغشية، وتحلية المياه بالطرق الحرارية، كما تشمل موضوعات المؤتمر تقنيات معالجة مياه الصرف الصحي من خلال المعالجة البيولوجية، وأغشية المفاعلات الحيوية، والمعالجة الكيموفيزيائية، والمعالجة المتقدمة. بعد ذلك بدأت فعاليات المؤتمر الدولي لتقنية المياه الذي تضمن 17 ورقة عمل يتم تقديمها خلال أربع جلسات علمية على مدى يومين، وتناقش آخر التطورات العلمية في البحث والتوطين في مجال تحلية المياه مع مجموعة الباحثين الدوليين والخبراء، بهدف نشر الوعي في المملكة حول مفهوم تحلية المياه بالطاقة الشمسية والأغشية والتجارب الدولية الناجحة في هذا المجال.