توزعت على قارات العالم، الدول التي اعترفت بالمجلس الانتقالي الليبي ممثلا شرعيا للشعب الليبي وقطعت علاقاتها مع نظام العقيد معمر القذافي، ويسعى ممثلو المجلس إلى الحصول على اعترافات جديدة من مختلف دول العالم، واعترفت الدول التالية حتى الآن بالمجلس: يزور الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو» أندرس راسموسين، اليوم، العاصمة الإسبانية مدريد حيث يجري محادثات مع رئيس الوزراء خوزيه ثاباتيرو ووزيرة الدفاع كرامين شاكون تتركز على سياسة الحلف في منطقة المتوسط. ويعمل راسموسين، الذي أجرى محادثات في لندن مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أمس، على حشد مزيد من الدعم للعملية العسكرية التي ينفذها الناتو في ليبيا وسط جدل بشأن درجة التزام عدد من الدول فيها. وفي واشنطن، حذر رئيس مجلس النواب الأمريكي جون بينر الرئيس باراك أوباما من أنه اقترب من انتهاك قانون سلطات الحرب نتيجة استمرار مشاركة القوات الأمريكية في عمليات بليبيا منذ نحو ثلاثة أشهر دون الحصول على موافقة الكونجرس بمجلسيه النواب والشيوخ. وهدد في رسالة بعث بها للرئيس الديمقراطي، أمس الأول، بتحويل قلق أعضاء مجلس النواب إزاء العملية الليبية إلى صدام بين الكونجرس والبيت الأبيض بشأن السلطات الدستورية. واتهم بينر الجمهوري الرئيس «برفض الاعتراف بدور الكونجرس في العمليات العسكرية واحترامه وعدم الوضوح» بشأن الأسباب التي تدعو أمريكا لمواصلة المشاركة في العملية الليبية. وطلب من أوباما شرح الأسس القانونية لاستمرار العمليات وطلب منه ردا قبل حلول الغد، مضيفا أن موقف الرئيس يمثل انتهاكا لقانون «سلطات الحرب» الصادر عام 1973 بحلول الأحد المقبل، ما لم يجد جديد. وينص الدستور الأمريكي على أن يتخذ الكونجرس قرار إعلان الحرب في حين أن الرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة. ويسعى قانون «سلطات الحرب» لحل الصدام بين الأدوار وأقره الكونجرس رغم رفض الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون. ولم يعترف أي رئيس أمريكي في الحكم بهذا القانون، الذي يحظر على القوات المسلحة الأمريكية الانخراط في عمليات عسكرية لمدة تزيد على 60 يوما دون موافقة الكونجرس، ويضاف 30 يوما للانسحاب. ويقول بينر إن فترة ال90 يوما تنتهي الأحد. وأبلغ أوباما الكونجرس في مارس أن أمريكا تشارك في عملية متعددة الأطراف لشن غارات جوية لحماية المدنيين الليبيين. ووعد البيت الأبيض بالرد على منتقدي التدخل العسكري في ليبيا خاصة المطالبين بتفسيرات مفصلة حول كلفة العمليات وهدفها النهائي. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي تومي فيتور في بيان «نحن في المراحل الأخيرة من إعداد توضيح مفصل موجه إلى مجلسي النواب والشيوخ يرد على الأسئلة العديدة المتعلقة بجهودنا المستمرة في ليبيا». وأضاف أن الرد على الانتقادات المتزايدة للتدخل في هذا النزاع المستمر منذ ثلاثة أشهر الذي لا يحظى بشعبية لدى الرأي العام الأمريكي سيشمل تحليلا قانونيا يظهر أن الإدارة تصرفت بشكل يتوافق مع القانون. وقالت مصادر في الكونجرس إن البيت الأبيض سيقدم ما أسماه أحدهم «تقريرا كبيرا يقع في 40 صفحة» يدافع عن طريقة تعاطي الرئيس أوباما مع النزاع والرد على الانتقادات الموجهة له. من جهة أخرى، اعترفت دولة بنما بالمجلس الوطني الانتقالي على أنه الممثل الشرعي للشعب الليبي، وأصبحت بذلك أول دولة في أمريكا اللاتينية والدولة ال16 التي تعترف بالمجلس الوطني وانضمت إلى كل من كندا وفرنسا وقطر وبريطانيا وإيطاليا وجامبيا ومالطا والأردن والسنغال وإسبانيا وأستراليا وأمريكا وألمانيا والإمارات اعترفت بالمجلس الوطني الانتقالي. ميدانيا، حققت المعارضة الليبية مكاسب جديدة على الجبهة الغربية لتدفع قوات الزعيم الليبي معمر القذافي للتقهقر في سلسلة اشتباكات قربتها من العاصمة طرابلس. واستأنف الحلف قصف العاصمة بضربات أصابت شرق المدينة حيث سمع أزيز الطائرات وأصوات ثلاثة انفجارات مدوية مع تصاعد أعمدة من الدخان في سماء طرابلس .