حذر جون بينر رئيس مجلس النواب الأمريكي الرئيس باراك أوباما من انه اقترب من انتهاك قانون سلطات الحرب نتيجة استمرار مشاركة القوات الامريكية في عمليات بليبيا منذ نحو ثلاثة أشهر دون الحصول على موافقة الكونغرس. وهدد رئيس مجلس النواب الجمهوري في رسالة بعث بها للرئيس الديمقراطي الثلاثاء بتحويل قلق اعضاء مجلس النواب ازاء العملية الليبية إلى صدام بين الكونغرس والبيت الابيض بشأن السلطات الدستورية. واتهم بينر الرئيس "برفض الاعتراف بدور الكونغرس في العمليات العسكرية واحترامه" و"عدم الوضوح" بشأن الاسباب التي تدعو الولاياتالمتحدة لمواصلة المشاركة في العملية الليبية. وطلب من أوباما شرح الأسس القانونية لاستمرار العمليات في ليبيا وطلب منه ردا بحلول يوم الجمعة مضيفا ان موقف الرئيس سيمثل انتهاكا لقانون سلطات الحرب الصادر عام 1973 بحلول يوم الأحد المقبل ما لم يجد جديد. وينص الدستور الامريكي على ان يتخذ الكونغرس قرار اعلان الحرب في حين أن الرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة. وسعى قانون سلطات الحرب لحل الصدام بين الادوار وأقره الكونغرس رغم رفض الرئيس الاسبق ريتشارد نيكسون. ولم يعترف أي رئيس امريكي في الحكم بهذا القانون الذي يحظر على القوات المسلحة الامريكية الانخراط في عمليات عسكرية لمدة تزيد عن 60 يوما دون موافقة الكونغرس ويضاف 30 يوما للانسحاب. ويقول بينر ان فترة التسعين يوما تنتهي يوم الاحد. وأبلغ اوباما الكونغرس في مارس - آذار ان الولاياتالمتحدة تشارك في عملية متعددة الاطراف لشن غارات جوية لحماية المدنيين الليبيين من قوات العقيد معمر القذافي. ولا توجد قوات امريكية على الارض في ليبيا، حيث يقود حلف شمال الاطلسي العملية ويقتصر دور الولاياتالمتحدة على تقديم دعم من حيث الامداد والتموين ومعلومات مخابراتية. ويقول البيت الابيض انه يتشاور بانتظام مع اعضاء الكونغرس بشأن الحرب ويلمح مسؤولون إلى ان اشتراطات قانون سلطات الحرب قد لا تنطبق على الدور الامريكي المحدود. وقال تومي فيتور المتحدث باسم البيت الابيض ان مسؤولين بالادارة أدلوا بشهاداتهم في أكثر من عشر جلسات في كابيتول هيل تضمنت مناقشات موسعة بشأن ليبيا. وأضاف أن المسؤولين شاركوا أيضا في اكثر من 30 اجتماعا مع اعضاء الكونغرس ومساعديهم وسيظلون على اتصال بهم. أعمدة اللهب والدخان تتصاعد من أحد المباني في طرابلس بعد قصفه في غارات الاطلسي (رويترز) وتابع "نحن في المراحل النهائية من تقديم معلومات مفصلة لمجلسي النواب والشيوخ تتناول جميع القضايا المتعلقة بجهودنا الجارية في ليبيا بما فيها تلك القضايا التي يثيرها قانون مجلس النواب إضافة إلى تحليلنا القانوني الخاص بقانون سلطات الحرب." في روما طالب وزير الداخلية الايطالي روبرتو ماروني امس في أن تتوقف حكومة بلاده عن تمويل عمليات القصف في ليبيا، ضمن إطار مشاركتها في العميلات التي يقودها حلف شمال الأطلسي. ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية "أكي" عن ماروني، المنتمي لحزب رابطة الشمال المناهض للمهاجرين ، قوله "ينبغي على الحكومة الايطالية ألا تستمر في إنفاق الأموال لقصف ليبيا ". وأضاف " آمل انهاء الحرب والقصف على ليبيا عبر تشكيل حكومة ليبية، أياً كان نوعها كي تتمكن من السيطرة على ظاهرة الهجرة، وإلا سيستمر تدفق المهاجرين" نحو السواحل الإيطالية .وأشار إلى قرار مجلس النواب الأمريكي بعدم الموافقة على تمويل الحرب على ليبيا ، وقال "آمل أن تحذو الحكومة الايطالية والحكومات الأوروبية الأخرىحذوه "، وتابع"نحن الوحيدون الذين يعانون من التأثير السلبي للوضع الراهن في ليبيا" . وأضاف "اذا استمر القصف الجوي ينبغي اعتبار المهاجرين من ليبيا كلاجئين وعلينا تقديم المساعدة لهم وايطاليا تعمل على اندماجهم ومساعدتهم"، إلا أنه أضاف "لكن ايطاليا لا يمكنها ان تبقى لوحدها لأن هذا الامر ليس من واجبها فقط". وتطرق وزير الداخلية إلى موضوع اختفاء الزعيم الليبي العقيد معمرالقذافي ، وقال"كل مخابرات وشرطة العالم السرية فشلوا في معرفة مكانه، بينما يظهر (العقيد القذافي) على شاشات التلفزيونات وهو يلعب الشطرنج مع احد ابطال اللعبة الروس، الجميع فشل لكن البطل الروسي تمكن من هذا ، اعتقد ان هناك خطأ ما في اسلوب العمل". وكان ماروني قد أعرب الثلاثاء عن أمله في أن تنتهي الحرب على ليبيا قريباً وبدء المفاوضات. في الاطار ذاته نقلت صحيفة الغارديان امس عن مسؤولين في الحكومة البريطانية أن لندن وحليفاتها في منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) لا تعتقد بعد الآن أن الضربات الجوية وحدها يمكن أن تضع حداً للنزاع في ليبيا وتزيح العقيد معمر القذافي. وقالت إن بريطانيا وحليفاتها في الناتو تعلق الآمال الآن على انشقاق أقرب مساعدي القذافي أو قبول الأخير بمغادرة ليبيا، واكد مسؤول بارز في الحكومة البريطانية أن لا أحد يتخيل امكانية تحقيق نصر عسكري في ليبيا من خلال الغارات الجوية. واضافت أن الأزمة في ليبيا ساهمت أيضاً في توتير العلاقات بين واشنطن وحلفائها الأوروبيين على الرغم من أن دولاً قليلة في حلف الأطلسي تشارك في الغارات الجوية، وابدى الأوروبيون ومن بينهم البريطانيون استياءهم من رفض الولاياتالمتحدة نشر مروحيات قتالية وطائرات مضادة للدبابات في عمليات ليبيا. واشارت الصحيفة إلى أن بريطانيا نشرت أربع مروحيات هجومية من طراز (أباتشي) في عمليات ليبيا وفرنسا 12 مروحية أباتشي، وهناك 150 مروحية من هذا الطراز لدى حلف الناتو يمكن أن تعمل من السفن لكنها تعود لمشاة البحرية الاميركية. وقالت إن المعهد الدولي للدارسات الاستراتيجية حذّر من استمرار الصراع في ليبيا لفترة أطول من شأنه أن يؤدي إلى سقوط عدد أكبر من الضحايا المدنيين، ويزيد من خطر ارتكاب القوات الحكومية وقوات المعارضة جرائم حرب، وانتقال القتال إلى تونس المجاورة. واضافت الصحيفة أن مقاتلات حلف الأطلسي قامت ب 10 آلاف طلعة جوية في ليبيا منذ منتصف آذار - مارس الماضي نفّذت ثلثها طائرات قادرة على مهاجمة أهداف أرضية، وهو عدد يقل بكثير من الغارات الجوية في صربيا وكوسوفو عام 1999.