الفنان أبو بكر سالم بلفقيه، أستاذ الدان الحضرمي والمقامات الصنعانية، ومن قدم طوال عقود الأغنية اليمنية الأصيلة وأصبح سفيرها الوحيد ولم ينجذب خلف المغريات في تقديم نهج مختلف وحمل لواءها في جميع المحافل التي مر بها، حقق نجاحا كبيرا في بداية مشواره، وما زال متواصلا مع جمهوره سنويا عبر الحفلات الغنائية في مهرجانات الأغنية العربية المتعددة، ابنه أصيل أبو بكر سار على ذات الطريق وحقق وما زال يحقق حضورا جيدا عبر عدد من الألبومات الناجحة. وآخر ألبومات أبوبكر سالم مشوار الأحبة. ولد أبوبكر سالم بلفقيه في مدينة تريم في حضرموت في 17 مارس 1937. وقد سمي «أبوبكر بن سالم» تيمنا بجده العلامة أبوبكر بن سالم، وتلقى تعليمه الأولي في تريم وقد أظهر منذ بدايته تفوقا في علوم العربية والشعر وظهرت مواهبه الفنية منذ صباه. غادر أبوبكر تريم في مقتبل شبابه ليستقر في عدن في عهد الستينات وهناك تعرف إلى الكثير من شعرائها وفنانيها وإعلاميين من أمثال الشاعر لطفي جعفر أمان والفنان أحمد بن أحمد قاسم ومحمد سعد عبدالله ومحمد مرشد ناجي والشاعر والإعلامي فضل النقيب وغيرهم، وقدم البلفقيه نفسه لجمهور الطرب والغناء من خلال الحفلات الموسيقية وإذاعة وتلفزيون عدن وكان من أوائل أغانيه «ياورد ماحلى جمالك» (والتي غناها بعد ذلك الفنان السعودي طلال مداح) وقدم البلفقيه (وهكذا كان يدعوه جمهوره في عدن) العديد من الألوان مثل الأغنية الحضرمية من شاعر حضرموت الكبير حسين أبوبكر المحضار كما قدم ألوانا من الأغنية العدنية من كلمات مرزوق ربيع البشري وآخرين، و في أواخر عام 1967 غادر البلفقيه عدن إلى جدة واستقر بها وشهدت تلك الفترة تألقه في الساحة الخليجية حيث ساهم فيما عرف بعد ذلك ب«الأغنية الخليجية» وذلك مع بقية الرواد مثل شادي الخليج وغريد الشاطئ وطارق عبدالحكيم وطلال مداح وآخرين. يمكن تقسيم المراحل الفنية للفنان أبوبكر سالم بلفقيه إلى «المرحلة الحضرمية» الأولى وهي مرحلة الإنشاد الديني وغناء التراث وغناء ألحان فنان حضرموت الشهير محمد جمعة خان. تلي ذلك «المرحلة العدنية» وفيها غنى لشعراء عدن وحضرموت ومن ألحانه وألحان أنور أحمد قاسم وسالم بامدهف وغيرهما، وقد أبدع في تلك المرحلة في ألحان كثيرة استطاع فيها محاكاة اللهجة العدنية حتى تحسبه من الناطقين الأصيلين بها (مع أن لهجته الأصلية هي اللهجة الحضرمية التي حافظ عليها إلى الآن). وبعد انتقاله إلى الحجاز غنى الكثير من الألحان التي كونت له شعبية كبيرة في منطقة الجزيرة والخليج، وبل في كافة أقطار العالم العربي وهو ما يمكن أن نسميه ب«المرحلة الخليجية». وغنى له الكثير من الفنانين العرب من أمثال نجاح سلام ونازك ووردة الجزائرية وفنانين آخرين. كما غنى أبوبكر سالم بلفقيه أيضا العديد من الأغاني والأناشيد الوطنية اليمنية والخليجية الرائجة في وسائل الإعلام المسموعة والمرئية. أحمد الشرعبي. جدة