مع انطلاقة نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا بدأت درجة حرارة التشجيع في المملكة ترتفع من خلال العديد من التقليعات المدعومة بارتداء قمصان وشعارات المنتخبات المشاركة في المونديال. ولعل محال بيع الملابس الرياضية خلال الفترة الحالية تشهد حركة واسعة النطاق بحثا عن أعلام وقمصان ال 32 منتخبا الموزعة على عشر مدن في جنوب إفريقيا تحتضن منافسات المونديال. «شمس» بدورها أجرت جولة ميدانية على هذه المحال والتقت بمختلف الشرائح المولعة بعشق كرة القدم المجنونة والمهتمة بصرعات المونديال. البداية كانت من أحد محال بيع الملابس الرياضية المعروفة الذي وجد فيه طفل أتى بحثا عن قميص الماتادور الإسباني؛ مبررا ذلك بأنه من عشاق برشلونة الذي يضم في صفوفه نجمه المفضل بيول، وأشار إلى أنه متابع قوي للدوري الإسباني الممتاز. ولم يلحظ صاحب المحل الذي وجد فيه الطفل أي تغييرات من ناحية الإقبال الجماهيري على شراء القمصان الخاصة بدول المونديال: « ليس هناك أي تغيير كبير في المبيعات رغم ارتفاعها بنسبة ضئيلة لا تكاد تذكر وهذا أمر طبيعي». الأرجنتيني ميسي وتصدر قميص منتخب الأرجنتين قائمة مبيعات المحل ومن بعده إسبانياوفرنسا، في الوقت الذي احتفظ فيه برشلونة بشعبيته من خلال استمرار الإقبال الكبير على مبيعاته: «لا أعلم ما إذا كان إقبال الشباب على قمصان برشلونة والأرجنتين من أجل ميسي أم لا؛ لأننا لا نرقم القمصان ولا نضع الأسماء عليها، على اعتبار أنها ماركة عالمية، ومحال بيع الملابس المقلدة هي التي تضع الاسم والرقم، كما أن المتسوقين خاصة من الجنسيات العربية يفضلون شراء الإكسسوارات مثل الميداليات وشعارات الدول ومجسمات الكأس ». وحصر البائع اهتمام الشباب السعودي في شراء الكابات والشالات التي تتصدرها كابات وشالات فرنساوإسبانيا والأرجنتين وألمانيا، في الوقت الذي تنحصر فيه طلبات منتخب البرازيل على القمصان فقط، كما يحدث مع المنتخب الإنجليزي. العنصر النسائي وصنف بائع آخر أعمار زبائنه المقبلين على شراء الملابس الرياضية من 20 إلى 30 عاما مؤكدا وجود نسبة كبيرة من الجنس اللطيف: « العنصر النسائي يزورنا لشراء شعارات المنتخبات وقمصانها، ولكن النسبة العظمى من الفتيات يحضرن لشراء قمصان الأندية المحلية، خاصة النصر، حيث يطلبن قمصان سعد الحارثي ومحمد السهلاوي، وبدورنا نخبرهن أن القمصان التي نبيعها لا يوجد عليها أسماء أو أرقام». واستبعد تأثير فترة الاختبارات على بيع الملابس، مشيرا إلى اتجاههم لزيادة كمية الملابس التي يبيعونها خلال الفترة الحالية، وعن اللاعبين المفضلين للزبائن أوضح: «قمصان ميسي وإبراهيموفتش، وكريستيانو رونالدو، وفرنك لامبار، وديفيد بيكام هي الأكثر طلبا». وقطع النقاش الزبون حمد السويحب الذي دخل المحل باحثا عن قميص جون تيري على اعتبار أنه مشجع للمنتخب الإنجليزي، ويتمنى فوزه بالكأس رغم تخوفه من مسألة الإخفاق، على اعتبار أن المنتخب الإنجليزي دائما يرشح وفي نهاية المطاف يصدم محبيه بخسارته، وهو منتخب غريب. الملابس المقلدة ونظرا إلى أن المحال التي تبيع الملابس المقلدة منتشرة بشكل واسع فقد شملتها الزيارة، حيث التقينا أحد الجماهير الكاميرونية يدعى عبدالرحمن وقد تذمر كثيرا من عدم وجود قمصان خاصة بمنتخب بلاده، وكان يتبادل أطراف الحديث مع صاحب المحل باللغة الفرنسية باحثا عن قميص صامويل إيتو، وأبدى الكاميروني غضبه لعدم وجود قميص إيتو إلا بشعار إنتر ميلان ومخصصة للأطفال الصغار. وعلى الرغم من غضب الكاميروني عبدالرحمن فإنه لم يغادر المحل إلا بعد شراء قميص تيري هنزي مع المنتخب الفرنسي. إيطاليا تتصدر ومن جانب آخر أوضح بائع المحل الذي كان يتحدث وهو يعد بضاعة جديدة وصلته للتو أن القمصان الأكثر طلبا بالترتيب هي: إيطاليا، و البرازيل، والأرجنتين، وإسبانيا، وألمانيا، وبالنسبة إلى اللاعبين أوضح أنهم: «الإيطالي بيرلو، والأرجنتيني ميسي، والإسباني ديفيد فيا، مع تصدر فريق برشلونة قمصان الأندية». موضحا أنهم وفروا كميات كبيرة استعدادا لبيعها رغم عدم وجود إقبال كبير عليها خلال هذه الأيام؛ لأن الوقت لا يزال مبكرا: « الإقبال على قمصان منتخب الجزائر قليل جدا جدا في الوقت الذي تفضل فيه الفتيات قمصان إيطاليا وبرشلونة وريال مدريد ومانشستر يونايتد، وبالنسبة إلى القمصان المحلية فالهلال يشكل الطلب النسائي الأكبر خاصة ياسر القحطاني وويلهامسون ونيفيز، وينافس الهلال في هذا الجانب فريق النصر، خاصة سعد الحارثي ومحمد السهلاوي ». ووصف الإقبال على الإكسسوارات مثل الهدايا التذكارية والشالات والكابات التي سيوفرونها. ووجد في المحل الزبون عبدالله العلي الذي رشح منتخب البرتغال لتحقيق الكأس؛ مبررا ذلك بامتلاكه لخط وسط قوي يقوده ديكو، إلى جانب المهاجم المميز كريستانو رونالدو: « لا أخفيكم علما أنني أعشق طريقة لعب ديكو، وأحب أن أقلده، كما أن فريقي الذي ألعب معه يرتدي شعار إيه سي ميلان، وبالنسبة إلى الفرق المحلية فأنا محب للاتحاد ». الأرجنتين مرشحة أما بدر البلي القادم من حفر الباطن فأكد أنه من عشاق الهلال، وكشف أنه يميل إلى منتخب الأرجنتين وفريق مانشستر يونايتد: «اشتريت قميص تيفيز، وأتمنى أن يفوز منتخب الأرجنتين بالكأس رغم أن معظم الجمهور يميل إلى البرازيل، ويتوقع أن يحقق اللقب عطفا على كمية النجوم الكبيرة التي يضمها في صفوفه، أما الأرجنتين فمارادونا لم نلحق على زمنه، وحاليا يوجد ميسي الذي أعتبره من وجهة نظري أقل بكثير من مارادونا ». طقم قمصان ويؤكد معلم الرياضيات هشام سعيد عابد الذي يميل لنادي النصر أنه حضر لشراء طقم ملابس خاص بالبرتغال: « طلبت من الطلاب الاجتهاد والتميز في الرياضيات، وهم يحبون كرة القدم ويشجعون أندية ومنتخبات أوروبية وشعاراتها، وحفزتهم للتفوق والتميز بالإعلان عن منح كل طالب متفوق قميص منتخب عالمي، وفي المرة السابقة اشتريت لهم طقم الأرجنتين، وبالنسبة إلى الأندية المحلية فهي موجودة لديهم أساسا ». وأشار إلى أنه يعتبر الطلاب مثل أبنائه، مؤكدا أنه يتخذ هذا الأسلوب لترغيب الطلاب في مادة الرياضيات وتحبيبهم فيها، ورغبة في دعائهم له وذكرهم له بالخير عندما يتذكرونه: « هذا الأمر أهم لدي من كنوز الدنيا، ولا تهمني قيمة الملابس بقدر ما يهمني تعليم طلابي وتميزهم». ساحات الجامعة وقبل أن يغادر فهيد الشمري إلى أمريكا لإكمال دراسة الماجستير هناك نفذ طلب زملائه هناك، الذين طلبوا منه شراء قمصان خاصة بالمنتخبات على اعتبار أنهم سيتابعون مباريات كأس العالم في ساحات الجامعة: «وفرت لنا شاشات كبيرة لمتابعة المونديال، واشتريت الملابس لنا، مع العلم أن جميعنا متفقون على حب البرازيل، لكن منا من يميل للأرجنتين، ومنا من يحب إيطاليا »، وبالنسبة إلى الأسعار أشار إلى أن سعر قميص واحد في أمريكا يساوي سعر جميع القمصان التي اشتراها من الرياض مجتمعة. وأبدى بنيان الدوسري حبه لبيرلو وفريق ميلان الإيطالي وأرسنال الإنجليزي والمنتخب الإيطالي: « أتيت لشراء حذاء رياضي؛ لأننا سنشارك في دورة رياضية، وأسعى إلى أن أحرز أهدافا من كرات ثابتة مثل بيرلو الذي أقلده في لعبه »