نفى الشيخ عبد الحميد الأطرش، الرئيس السابق للجنة الفتوى بالأزهر الشريف، ما نشرته وسائل إعلام الخميس 4-2-2010 بشأن تصريح له حرم فيه استخدام موقع "فيس بوك" الاجتماعي. وفيما أكدت لجنة الفتوى بدورها أنها لم تطلق أي فتوى تحرم "فيس بوك" أو تمنع التعامل معه اتفق علماء بمجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر على أن التحريم من عدمه يكون بحسب كيفية الاستعمال والغرض منه. وقال الشيخ عبد الحميد الأطرش في تصريح ل"إسلام أون لاين.نت": "لم أحرم الفيس بوك، وإنما كل الذي قلت به إن الإنترنت والتلفاز هما سلاح ذو حدين، شأنه شأن سكين المطبخ الذي يمكن استخدامه في منفعة أو استخدامه في إيذاء النفس والغير". واستطرد: "إن ما أفتيت به هو أنه إذا كان متاحا للمرء فرصة الدخول على مواقع الإنترنت فليدخل إن كان ينفع نفسه، ويستفيد من الإنترنت في عمله وحياته، أما إذا كان سيؤدي به ذلك إلى مفسدة كإقامة علاقات محرمة أو الدخول على مواقع إباحية فالتعامل هنا حرام". وأضاف: "أنا لا أعلم حتى كيفية عمل الفيس بوك كموقع على الإنترنت، ولا يمكن أن أحرم شيئا لا أعرف ماهيته أو كيفية التعامل معه". من جهته أكد الأمين العام الحالي للجنة الفتوى الشيخ سعيد عامر أن اللجنة لم تصدر أي فتاوى حول موقع "فيس بوك"، وزاد بالقول إن اللجنة لم يرد إليها أي استفسارات حول الموقع، "خاصة أن آلياته غير معلومة للجنة"، بحسب تصريح خاص له ل"إسلام أون لاين.نت". ونشرت صحيفة "القدس العربي" الخميس فتوى بتحريم التعامل مع "فيس بوك" نسبتها للشيخ الأطرش ولجنة الفتوى بالأزهر الشريف؛ "لكونه بابا من أبواب الخيانة الزوجية". ونشرت الصحيفة أن الفتوى جاءت بعد دارسة كان فريق من المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية المصري قد أعدها كشفت أن "حالة من كل خمس حالات طلاق تعود لاكتشاف شريك الحياة وجود علاقة مع طرف آخر عبر الإنترنت من خلال موقع فيس بوك". وبحسب الصحيفة، فقد أوضحت الدراسة "أن هذا الموقع سهل للعديد من الأشخاص خيانة الآخر، بحيث يمكن للزوج أو الزوجة اللذين يشعران بالملل والضيق وينتابهما شعور بالرتابة العثور بسهولة على طرف آخر لإقامة علاقة بعيدا عن المظلة الشرعية"، وأوصت الدراسة بعدم الدخول على الموقع، الذي يشكل أكبر شبكة تفاعلية اجتماعية على الشبكة العنكبوتية. "نفع للإنسان والدين" وفي سياق ذي صلة اتفق علماء بمجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف على أن تحريم التعامل مع مواقع الإنترنت، ومن بينها "فيس بوك"، من عدمه يعود إلى الغرض الذي يدخل الإنسان لأجله عليه. ورأى الشيخ فوزي الزفزاف بجواز التعامل مع "فيس بوك"، "لكن في إطار ما يؤدي إلى النفع"، وأوضح ل"إسلام أون لاين.نت": "الموقع به جزء يتيح للمشارك التعبير فيه عن الرأي، وهو ما يعني أنه لو طرحت قضايا مثلا تمس الإسلام بالباطل فإن مشاركة المسلم هنا تكون مفيدة لتبيين وتوضيح وجهة نظر الإسلام الصحيحة، وهذا به نفع عام، بدلا من تجنب ذلك وترك من لا يفهمون الإسلام على غير معرفة". وشدد قائلا: "بناء على ذلك فإنه من خلال التعارف عبر موقع فيس بوك تطرح فيه قضايا تجعل من مشاركة المسلم بها أمرا مهما، أما أن نعتزل الموقع كله لوجود سلبيات من بعض المشاركين فهو أمر غير عملي، ومن ثم يجوز أن نشارك في الفيس بوك بما به نفع للإنسان والدين". وأيده في ذلك الدكتور مصطفى الشكعة، عضو مجمع البحوث الإسلامية، وزاد بأن "فيس بوك" وتحديد الحكم الخاص به "ينبع من مدى الصواب والنفع ومدى الضرر والأذى الذي قد يحدث منه"، وقال ل"إسلام أون لاين.نت": "الموقع إذا كان به نفع فلا بأس به، وإذا كان به ضرر فيبنغي القضاء عليه". من جهته ذهب الشيخ محمود عاشور، وكيل الأزهر السابق وعضو مجمع البحوث الإسلامية، إلى أن تحديد الحكم في التعامل مع "فيس بوك" "لابد أن يترك لمجمع البحوث الإسلامية والمجامع الفقهية الكبرى؛ حيث إنه من الأمور العصرية التي بحاجة إلى إيضاح مفصل يبنى عليه بعد ذلك حكم مفصل". "اسلام اون لاين "