مازال الجدل مستمر حول نظام ساهر المروري ما بين مؤيد له وما بين معترض عليه، فهو نظام آلي لضبط وإدارة حركة المرور آلياً باستخدام نظم إلكترونية تغطي المدن الرئيسية في المملكة، ويستخدم النظام تقنية شبكة الكاميرات الرقمية المتصلة بمركز المعلومات الوطني التابع لوزارة الداخلية. مميزاته الالتزام بتحقيق أفضل معايير السلامة المرورية على الطرق من خلال استخدام أحدث التقنيات المتقدمة ، وتمكين العاملين من أداء أعمالهم ، ورفع مستوى أدائهم في مجال العمل المروري من خلال أنظمة ساهر المتكاملة التي تقدم: • مراقبة حية للحركة المرورية • إدارة حركة المرور • سرعة معالجة الحالات المرورية • رصد حي للحالات والحوادث المرورية • ضبط المخالفات وإشعار المخالف بالمخالفات في أسرع وأقصر وقت ممكن ومن مكونات المشروع: أ) نُظم المشروع: - نظام تشغيل وإدارة الحركة المرورية آلياً - نظام تتبع مركبات جهاز المرور - نظام التعرف على لوحات المركبات - نظام اللوحات الإرشادية الإلكترونية على الطرق - نظام كاميرات مراقبة الحركة المرورية - نظام الضبط الالكتروني للمخالفات وسوف يتم ربط هذه النظم بمراكز القيادة والسيطرة المتواجدة في ثماني مدن موزعة في مختلف مناطق المملكة. ب) مراكز القيادة والسيطرة: يشتمل مشروع نظام ساهر على مراكز للقيادة والسيطرة يتم من خلالها ربط وتشغيل وإدارة كافة نظم المشروع. تفصيل النظام: 1- نظام تشغيل وإدارة الحركة المرورية آلياً 2- نظام تتبع مركبات جهاز المرور 3- نظام التعرف على لوحات المركبات 4- نظام اللوحات الإرشادية الإلكترونية على الطرق 5- نظام كاميرات مراقبة الحركة المرورية 6- نظام الضبط الالكتروني للمخالفات أهداف المشروع: • تحسين مستوى السلامة المرورية. • توظيف أحدث التقنيات المتقدمة في مجال النقل الذكي (ITS)لإيجاد بيئة مرورية آمنة. • رفع كفاءة شبكة الطرق المتوفرة حاليا. • تدعيم الأمن العام باستخدام أحدث أنظمة المراقبة. • العمل على تنفيذ أنظمة المرور بدقة واستمرارية. ويشتكي بعض سائقو المركبات من نظام "ساهر"، الذي تشهد المدن السعودية تطبيقه تباعاً، بسبب قيمة المخالفات "المرتفعة" التي يحررها النظام في حق المخالفين. إلا أنه وفقاً لتقارير رسمية، أسهم "ساهر" في خفض الحوادث المرورية في السعودية بنسبة 21 بالمائة والوفيات بنسبة 38 بالمائة منذ تطبيقه العام الماضي مقارنة بالفترة نفسها من العام الذي سبقه. وقد كان للكاميرات تأثير كبير في عملية ضبط السرعة خلال فترة التجربة وبالتالي انخفاض نسبة وقوع الحوادث، إضافة إلى أن لرفع قيمة الوعي لدى مرتادي الطرق، خاصة وأن سيارات ساهر لن تكون ثابتة في مكانها وإنما سيتم تحريكها إلى نقاط أخرى أكثر خطورة، وكانت إدارة مرور المنطقة الشرقية قد حددت أماكن نقاط ساهر بواقع 4 سيارات في مدينة الدمام و6 في مدينة الخبر وتوزيع باقي السيارات على الطرق السريعة وحددت السرعة القصوى على الطرق السريعة بمدينة الدماموالخبر ما بين 110 و100 كيلو متر في الساعة". وفي أبريل الماضي، شهدت الرياض تشغيل المرحلة الأولى من النظام. والمدينةالمنورة في أغسطس الماضي، والمنطقة الشرقية في نوفمبر الماضي. كما شهدت الرياض تطبيق المرحلة الثانية من النظام في ديسمبر الماضي، كما تم تدشين "ساهر" في منطقة عسير. ومن جهته أكد دكتور فهد بن حمود العصيمي أستاذ كلية المعلمين في جامعة الملك سعود أنه بالرغم من كون فكرة نظام "ساهر" جميلة وليس لأحد اعتراض عليها حسب قوله لما تحققه من مصلحة عامة، إلا أن الخلاف حول جوانب مثل ارتفاع مبلغ الغرامة المطبقة على المخالفين بالإضافة إلى مضاعفتها عند عدم السداد، مطالباً بأن يتم خفضها فيما يخص السرعة من 300 إلى 100 ريال وقطع الإشارة من 500 إلى 300 ريال وتأخير مضاعفة الغرامة إلى بعد شهرين مراعاة لظروف غير القادرين على السداد بشكل سريع لأسباب مختلفة من النسيان أو الجهل بالقوانين وغير ذلك". وأضاف "تخفيف المرور للسرعة بشكل ملفت للنظر وإلزامها الناس للتقييد بها في مسارين طويلين وبعضها أحيانا في الشوارع الداخلية العامة بين 60-70-80 كيلو مترا فيه مضايقة واضحة للناس، خصوصا شرائح المضطرين مثل المرضى والمسافرين، لأن هذه المعوقات تخلق مشاكل وإزعاجات عديدة للناس". واعتبر أن هناك جوانب أخرى يجب النظر إليها ووصف بأنها قد تضر بالاقتصاد الوطني مثل تحديد سرعة الشاحنات على 70 كيلو مترا فقط على الطرق السريعة، مؤكدا أنه من الصعب على مالكي أساطيل الشحن التجارية وحتى سائقيها أن يقبلوا بذلك فيضطر بعضهم لزيادة السرعة مما يعرضه للمخالفات التي يقوم المستثمر في النهاية بدفعها، وربما تسببت في حوادث بسبب النعاس الذي قد يغلب السائقين من جراء الملل والبطء. وعن جوانب أخرى يرى "العصيمي" ضرورة إيجاد تنظيمات أكثر للشوارع من ناحية التخطيط واستكمال البنى التحتية والإرشادية والتوجيهية فيها، مطالباً بتوضيح نقاط مثل الالتفاف من جهة اليمين، وما إذا كانت آليات التصوير تلتقط صور السائق وعائلته أم يكتفي بتصوير اللوحات، وصولاً إلى طرح استفتاء شعبي دوري يمكن المرور من القياس الحقيقي لوضع النظام وتقبله. ومن الجدير بالذكر، أن السعودية ثاني دولة في العالم، تطبق البرنامج بعد ألمانيا. و يعول عليه في الحد من العدد الهائل للحوادث المرورية ونسب الوفيات العالية، وبالفعل فقد تمكن النظام وبحسب تصريح مدير إدارة مرور منطقة الرياض العقيد عبد الرحمن المقبل بخصوص نظام "ساهر" في وقت سابق أنه في الشهر الأول من تطبيق هذا النظام انخفض عدد الحوادث المرورية بشكل ملحوظ. وبحسب إحصائية فإن عدد الحوادث المرورية انخفض من 14094 حادثاً إلى 10385. كما سجلت الوفيات بحسب تصريحات العقيد المقبل تراجعاً كبيراً، وانخفضت من 37 حالة إلى 20 حالة، فيما انخفضت إصابات الحوادث المرورية من 249 إصابة إلى 110 إصابات. لا خفض للغرامات ومن جانبه، أكد مدير عام المرور بمنطقة الرياض ومدير برنامج "ساهر" المروري العميد عبد الرحمن المقبل أن نظام "ساهر" ماض في نجاحاته، مؤكداً أن النظام حقق نجاحات كبيرة وأن كل الإحصاءات تؤكد انحساراً كبيراً لكل الخسائر الناتجة عن الحوادث المرورية البشرية والمادية. ونفى المقبل أي توجه لتخفيض الغرامات على المخالفات المرورية، مؤكداً أن النظام المروري واضح والغرامات مكفولة من قبل مجيء "ساهر"، وموضحاً بقوله: "يمكن للمنتقدين البحث لدى بعض الدول في الجوار ليتأكدوا أن الغرامات في السعودية ربما هي الأقل، وبعض الدول تفرض غرامة قد تتجاوز 5000 ريال على قطع الإشارة وتصل فيها بعض غرامات السرعة إلى ثلاثة أضعاف المعمول به في السعودية". آثار نفسية واجتماعية وعن الآثار النفسية والاجتماعية لنظام "ساهر" المروري قال استشاريُ الطبِ النفسي الإكلينيكي الدكتور وليد الزهراني أن عدداً من المرضى النفسيين الذين يُشرف على علاجِهم تدهورت حالاتُهم بعد "نظامِ ساهر"، مشيرا إلى أن مرضى اكتئاب وقلق ووسواس قهري زادت لديهم الأعراضُ المرضية من خوفٍ وإحباط أو وسوسةٍ وتوهم تأثراً بالضغطِ النفسي الذي خلفه تراكمُ المخالفاتِ عليهم. ومن جهته، قال الدكتور فلاح محمد العتيبي في الوقت الذي دخل فيه نظام "ساهر" المروري مرحلة جديدة من مراحله الخمس إلا أنه مازال مثيراً للجدل والنقاش وسط الشارع السعودي الذي تباينت فيه الآراء ما بين مؤيد يرى فيه الحل لضبط التهور المروري الذي جعل السعودية الأولى عالمياً في الخسائر البشرية، بينما يعتقد رهط معارض أن هذا النظام يمثل (جابيا) قاسياً من خلال الكم الهائل من المخالفات التي رصدها وتبعتها بالتالي غرامات مالية كبيرة يتم احتسابها إلى الضعف في حال عدم تسديدها خلال فترة معينة. آراء المواطنين يقول خالد "موظف" بما أن الجميع بدأ يلتزم بالنظام, تظهر مشكلة عدم وجود timers عند الإشارات المرورية, وقد يتسبب عدم وجودها بحادث, حيث إن تدفق عبور السيارات غير محكوم بمؤقت زمني وقد يجعل هدا السائقين يتوقفون فجأة عند تحول الإشارة الحمراء خوفا من المخالفة. ومن جهته، يقول مهند الصالح "رجل أعمال" الحمد لله على هذا النظام ، فبودي أن أقول لمن أعجبوا بالنظام الصارم في الدول الغربية فنظام ساهر لعله جزء منها فلما تزعلون الآن... ومن جهتها قالت فدوة "ربة منزل" أنا أنثى ولا أعلم في هذه الأنظمة شيئاً ولكن هذا النظام يلاقي نقد من الجميع في كل حين، وأذكر عندما ذهبت مع زوجي إلى المدينة وجد عليه مخالف قدرها ألف ريال دون سبب يعرفه. فنرجو أن يعاد النظر في أمره والله العالم. ونستنتج مما سبق أنه كان من الأولى على إدارة المرور قبل أن تدشن نظام ساهر الإلكتروني أن يكون هناك حملة مطولة للإعلان عن هذا النظام بشتى خطواته بدء من الرصد للمخالفة حتى تسديد المخالفة ليعلم قائد المركبة كيفية وآلية عمل هذا النظام ليتماشى ويتفاعل مع المتغيرات الجديدة في نظام رصد المخالفات.[/COLOR]