(شرق) -الرياض- أصدر العاهل السعودي الملك عبد الله بن العزيز الجمعة 27-3-2009 أمرًا ملكيًّا بتعيين وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز نائبًا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء. ويشغل الأمير نايف بن عبد العزيز المولود في الطائف عام 1934م منصب وزير الداخلية في المملكة منذ نحو 35 عامًا، وذلك بعد عدة مناصب أخرى تولاها من بينها إمارة منطقة الرياض. وخاضت وزارة الداخلية في عهده مواجهاتٍ حاسمةً مع التيارات المتطرفة التي نفذت موجةً من العمليات الإرهابية في السعودية في الفترة التي أعقبت هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001م حتى انكسرت حدة تلك الموجة، كما أعلن العديد من الإرهابيين الذين يعرفون رسميًا في المملكة ب"أصحاب الفكر الضال" بإعلان توبتهم من خلال برنامج للمناصحة نفذته وزارة الداخلية مع المعتقلين في السجون وعبر شبكة الإنترنت. ويتولى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز رئاسة مجلس الوزراء، فيما يشغل ولي عهده الأمير سلطان بن عبد العزيز منصب نائب رئيس مجلس الوزراء. السديري: قرار حكيم واختيار موفق وتعقيبًا على الأمر الملكي، قال رئيس تحرير صحيفة الرياض تركي السديري إن تعيين الأمير نايف كنائبٍ ثانٍ هو "اختيار موفق دون شك"، مؤكدًا أن إيجاد نائبٍ ثانٍ في ظل الظروف الحالية "هو قرار حكيم، ويلتف على أي احتمالات غير إيجابية، ويوصد الباب أمام أي احتمالات غير مطلوبة". وأوضح السديري أن وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز يمثل بالنسبة للمسئولين الرجل صاحب الخبرة في العمل الحكومي والأمني، "لقد قطع سنوات طويلة اكتسب فيها الكثير من المعرفة والكثير من الشمول لإدراك المتطلبات ومواقع الخطر في النواحي الأمنية، وأيضًا تكوَّن لديه فهمٌ واسعٌ عن طبيعة المجتمع السعودي، أي تكونت لديه بجدارة شخصية الرجل الواسع الاطلاع على شؤون البلاد، بحيث لا تتوقف هذه الخبرة على الجانب الأمني فقط". مبينًا أن هذا الشمول في إدراك حقائق الأوضاع مهم جدًّا لمن سيشغل هذا المركز، واستطرد السديري "خصوصًا إذا أخذنا الخيارات بالأشخاص الذين هم من الممكن أن يتم ترشيحهم لهذا الموقع فسنجد أن الأمير نايف الذي عاش حياته العملية قريبًا من كل الأوضاع والقرارات التي اتخذت في مختلف الظروف، وهو أيضًا قريبٌ من أصحاب القرار على مختلف المراحل التي مرت منذ عهد الملك فيصل حتى الآن، وخصوصًا أن عهد الملك فيصل مثَّل المرحلة التي واجهت تحديات سياسية وأمنية كبيرة، ومن بعدها تواصلت الفترات الحكومية لحفظ وحدة المجتمع السعودي، والتخلص من التدخلات الأجنبية". ووصف السديري مرحلة حكم الملك عبد الله بن عبد العزيز بأنها "مرحلة إقرار للأوضاع السليمة وإحلال لكثيرٍ من إيجابيات النمو"، مستطردًا "نستطع أن نقول إنها لم تكن مجرد قرارات بل كانت ترسيخًا وتأسيسًا لسياسيات التغيير في كثيرٍ من الأوضاع الاقتصادية والعلمية الداخلية، بحيث خطا المجتمع السعودي خطوات غير عادية انتقلت به من مرحلة المجتمع الذي كان يساير الوضع العام إلى مجتمع يبني وليس فقط يساير، في نقلات اقتصادية وصناعية وتعليمية جميعها إذا ما تمت المحافظة عليها وصيانتها مثل ما وجه به من قبل الملك عبد الله على يد من سيعملون معه وفي مقدمتهم الأمير نايف، فهذه بالتأكيد في خلال سنوات قد لا تتجاوز العشرين سترفع المجتمع السعودي من أوضاع الشرق الأوسط الكثيرة المخاطر والكثيرة في مواقع تخلفها إلى مجتمعٍ قادرٍ أن يعايش المجتمعات الأوروبية بندية أكبر وكفاءة اقرب وبأوضاع مغرية على تبادل المنافع عكس ما هو حاصل في بلدان الشرق الأوسط حاليًا". وحول ما أثير من قبل تحليلات غربية من أن إقرار "هيئة البيعة" جاء لاستبعاد وضع نائبٍ ثان، قال السديري: "لا أعتقد ذلك، فما زالت أيضًا هيئة البيعة بحاجة إلى شيء من تطوير وتعديل، ولكن على أي حال هي الآن في مرحلتها الأولى". من هو الأمير نايف؟ ولد الأمير نايف بن عبد العزيز في مدينة الطائف عام 1353ه الموافق 1934م وتلقى تعليمه في مدرسة الأمراء، ثم درس على أيدي كبار العلماء والمشايخ وواصل اطلاعه في الشئون السياسية والدبلوماسية والأمنية. أما أهم المناصب التي تولاها فهي: - وكيلاً لإمارة منطقة الرياض بموجب الأمر الملكي رقم 1264 وتاريخ 17/6/1371ه. - أميرًا لمنطقة الرياض بموجب المرسوم الملكي المؤرخ في 3/4/1372ه وحتى 25/8/1374ه. - نائبًا لوزير الداخلية بموجب الأمر الملكي رقم أ/45 وتاريخ 29/3/1390ه الموافق 3/6/1970م. - نائبًا لوزير الداخلية بمرتبة وزير اعتبارًا من تاريخ 16/9/1394ه بموجب الأمر الملكي رقم أ/165 وتاريخ 17/9/1394ه. - صدر الأمر الملكي رقم أ/45 وتاريخ 17/3/1395ه بتعيين الأمير نايف بمنصب وزير دولة للشئون الداخلية. - صدر الأمر الملكي الكريم رقم أ/236 وتاريخ 8/10/1395ه بتعيينه وزيرًا للداخلية اعتبارًا من تاريخه ولا يزال. المهام الأخرى التي يتولاها: • رئيس الهيئة العليا للأمن الصناعي. • رئيس لجنة الحج العليا. • رئيس المجلس الأعلى للدفاع المدني. • رئيس مجلس إدارة أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية. • الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب. • رئيس مجلس القوى العاملة. • رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية البشرية. • ترأس اللجنة التي وضعت النظام الأساسي للحكم ونظام مجلس الشورى ونظام المناطق. • نائب رئيس الهيئة الوطنية لحماية البيئة وإنمائها. • عضو في المجلس الأعلى للشئون الإسلامية. الأوسمة والجوائز الحاصل عليها : حصل على عددٍ من الأوسمة والنياشين ومظاهر التكريم كان من أبرزها: • يحمل وشاح الملك عبد العزيز الطبقة الأولى، والذي يعتبر أعلى وسام في المملكة العربية السعودية. • الدكتوراه الفخرية في القانون من جامعة شنغ تشن في الصين الوطنية في 17/8/1399ه. • درجة الدكتوراه الفخرية في القانون من كوريا الجنوبية. • درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة أم القرى في السياسة الشرعية. •درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية من الجامعة اللبنانية. • وشاح من درجة السحاب من جمهورية الصين عام 1397ه الموافق 1977م. • وسام جوقة الشرف من جمهورية فرنسا عام 1397ه. • وسام الكوكب من المملكة الأردنية الهاشمية عام 1397ه. • وسام المحرر الأكبر من جمهورية فنزويلا عام 1397ه. • وسام الأمن القومي من جمهورية كوريا الجنوبية عام 1400ه. • وسام الأرز من الجمهورية اللبنانية. جهود الأمير نايف على الصعيد العربي والدولي: يشغل منصب الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب، وبفضل جهوده عُرف مجلس وزراء الداخلية العرب أنه من أنجح المجالس الوزارية العربية، كما تم إقرار مشروع الاستراتيجية العربية لمكافحة الاستعمال غير المشروع للمخدرات والمؤثرات العقلية وتم إقرار الاستراتيجية الأمنية العربية في الدورة الثانية لمجلس وزراء الداخلية العرب المنعقدة في بغداد في ربيع الأول 1404ه وكذا إقرار خطة عربية أمنية وقائية في الدورة الثالثة للمجلس المنعقد في تونس خلال الفترة من 9 11 ربيع الأول 1405ه، كما تم في الدورة الرابعة للمجلس إقرار الخطة الأمنية العربية، وتتواصل جهوده في الاجتماعات الدورية لمجلس وزراء الداخلية العرب، وفي الدورة العاشرة التي عُقدت في شهر رجب 1413ه اتخذ المجلس عدة قرارات هامة، منها: إقرار التقرير الخاص بتنفيذ الخطة المرحلية للاستراتيجية العربية لمكافحة المخدرات وإعداد خطة مرحلية ثانية للسنوات الخمس التالية لعرضها على المجلس في الدورة التالية، وتتوالى الجهود: • ففي الدورة الحادية عشرة أكد على أهمية تحقيق مستوى أفضل للتعاون العربي في مجال الأمن يساهم في خلق مناخٍ يساعد الحكومات والشعوب العربية على بلوغ طموحاتها في التطور الذي أصبح شرطًا حتميًا في عالمٍ يتسم بالصراعات والتكتلات، وهذا مكَّنه من اللقاء بجميع القادة العرب خلال هذه المدة وإنشاء علاقات خاصة معهم. • عمل على إنجاز الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب الموقعة من قبل وزراء الداخلية والعدل العرب. • بذل الجهود ليجعل وزراء الداخلية أكثر التصاقًا بالمواطن وتحسس مشاكله والعمل على حلها. • واصل تطوير رفع أداء رجال الأمن من خلال التدريب والتعليم المستمر. • قام ولا يزال بالعمل الدؤوب على استئصال الجريمة ووقاية المجتمع من كل ما يهدد أمنه وسلامته، حيث أصبحت المملكة نموذجًا يُحتذى به على مستوى العالم بفضل تطبيق الشريعة الإسلامية السمحاء. • يبذل جهدًا كبيرًا ومتواصلاً في مكافحة مهربي وتجار المخدرات. • يحرص دائمًا على تأكيد الموضوعية في المعالجة الإعلامية ويشجع تبادل الآراء وطرح المقترحات والبعد عن المهاترات والانفعال في إطار القيم الإسلامية والتقاليد العربية الأصلية. • يعمل على تطوير أداء الخدمات المقدمة لحجاج بيت الله، وكانت جهود سموه موضع إشادةٍ من قبل الدول العربية والإسلامية والصديقة وحجاج بيت الله الحرام.