اشتكت جمعية إبصار للتأهيل وخدمة الإعاقة البصرية "إبصار" من عدم تجاوب جهات حكومية معها من أجل توفير مصاحف بلغة "برايل" للراغبين من المعاقين والمعاقات بصرياً بالمملكة وخارجها، مشيرة إلى أن 75 % من المعاقين بصرياً لا يستطيعون قراءة القرآن. وانتقد أمين عام الجمعية محمد توفيق بلو عدم وجود آلية لتوزيع هذه المصاحف، مؤكداً أن الجمعية تحاول تلبية طلبات عديدة من مسلمون عرب في فرنسا وأمريكا وأسبانيا، إضافة إلى بعض الجمعيات الخيرية المعنية بالمكفوفين في السودان والعراق والأردن وفلسطين، عدا عدد كبير من مستفيدي الجمعية من الكفيفين والكفيفات في المملكة. وأضاف أن هذه الجهات تتواصل مع الجمعية لطلب كميات من "مصحف برايل" على اعتبار أن الجمعية هي الأولى سعودياً وعربياً التي تخصص اهتماماً بذوي الإعاقة البصرية ويرون فيها إمكانية توفيرها، إلا أن الواقع غير ذلك فعدم التجاوب مع تلك الجهات يجعل الجمعية في حرج خاصة إذا ما علمنا أن الجمعية تمتلك فقط ثلاثة مصاحف برايل. ونوه بلو إلى أهمية العناية بتوفير مصاحف لذوي الإعاقة بصفة العامة والمكفوفين وضعاف البصر بصفة خاصة، مشيراً إلى أن نحو 75 % من ذوي الإعاقة البصرية لا يجيدون قراءة القرآن بخط برايل وليس بإمكانهم قراءة المصاحف بالطريقة المطبوعة بها الآن نظراً لقصور وظائف الإبصار لديهم نتيجة ضعف البصر المصابين به. وأكد على الحاجة الماسة لعمل الجهات المختصة وهيئات مجالس العلماء المختصة بالإفتاء وطباعة المصحف الشريف بضرورة تطبيق النظم الحديثة في مساعدة ضعاف البصر وتمكينهم القراءة باستخدام التباين في الأوان مابين الخلفية والأحرف، كذلك أنواع الخطوط المستخدمة وتحديدها في النسخ أو العربي التقليدي حتى يتمكن ضعيف البصر من قراءتها. وأشار إلى أن الإعاقة البصرية بلغت حداً متعاظماً في العالم، حيث أكدت الإحصائيات الصادرة من منظمة الأممالمتحدة أن عدد المعاقين بصرياً بلغ 831 مليون شخص حول العالم منهم 45 مليون كفيف و269 مليون ضعيف بصر و517 مليون يعانون من عيوب انكسارية تؤدي إلى ضعف نظر شديد لأسباب مرتبطة بكبر السن، منهم 90 % في دول العالم النامي الذي يمثل المسلمين غالبيتهم. وأضاف بلو: نسمع دائماً عن توزيع مصاحف برايل، وللأسف ذلك هو المنشور على موقع الإدارة العامة للتربية الخاصة، المسؤولة عن مطابع خادم الحرمين الشريفين لطباعة القرآن الكريم بخط برايل، حيث يؤكد الموقع أن مطابع خادم الحرمين الشريفين لطباعة القرآن الكريم بطريقة برايل قد أنهت طباعة المرحلة الثالثة من المصحف الشريف برواية حفص حيث سيتم توزيعه (مجاناً) على الإخوة المكفوفين داخل المملكة وخارجها وعلى المكتبات والمؤسسات والمعاهد والمراكز التي تعنى بالمكفوفين المسلمين في العالم أجمع لكن لا يوجد استجابة لمطالبنا. وأكد بلو أن توفير نسخة للمصحف الشريف بطريقة برايل عمل إنساني وواجب ديني من الدرجة الأولى فقد استغرب عدم توفيره من خلال الجهات المختصة أو بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة لإمكانية حصول الكفيف من نسخه تمكنه من الاستمتاع بقراءة القرآن ومتابعة ورده اليومي كما يقوم المبصر. من جهته أوضح مستشار الجمعية للعلاقات العامة والإعلام أحمد سعيد أبو حسان أن الجمعية تلقت مؤخراً خطاباً من المجلس الأعلى لشئون الأشخاص المعوقين بالأردن يطلب توفير 150 نسخة للمعاقين بصرياً لجمعية المكفوفين العربية بالقدس في فلسطين، مضيفاً أنه تم التواصل مع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة والذي بدوره أحال التواصل إلى إدارة التربية الخاصة بإدارة التربية والتعليم بالرياض والذين لم يتجاوبوا مع أي اتصال هاتفي. وأضاف: تم إرسال إيميل يوضح رغبة الجمعية في التواصل ومع ذلك لم يتم استقباله، بعدها رجعنا إلى المجمع الذي أحالنا بدوره إلى وزارة الشئون الإسلامية والدعوة والأوقاف بالرياض ومن ثم تمت الإحالة إلى قسم المصاحف محيلاً تواصل الجمعية إلى إدارة التربية الخاصة بإدارة التربية والتعليم بالرياض مرة أخرى بدون فائدة تذكر رغم تكرار الاتصال بهم. وانتقد أبو حسان كذلك عدم وجود آلية واضحة في التواصل مع الجهات الراغبة في المصاحف خاصة عدم الرد على الأرقام الظاهرة بالموقع، مما يشير إلى قلة العناية وعدم توفر عدد كاف من المصاحف بلغة برايل وكذلك قلة المعلومات عن كيفية الحصول عليها وآلية تسليمها لمن يعانون فقدان البصر. وتابع أبو حسان قائلاً: حكومة خادم الحرمين الشريفين يحفظها الله لم تأل جهداً في توفير التجهيزات لطباعة مصاحف برايل التي وضحها الموقع الإلكتروني ومنها أجهزة إدخال المعلومات وأجهزة حاسوب لتحليل المعلومات وترجمتها من الخط العادي إلى خط برايل إضافة إلى الطابعات المخصصة والأجهزة الأخرى، مؤكداً أن الاهتمام بهذه الفئة على مستوى العالم يعكس الدور المنوط بالجهات المسؤولة عن طباعة هذه المصاحف والتي وضعت بها الحكومة الرشيدة كامل ثقتها في نشر القرآن الكريم للمبصرين وفاقدي نعمة البصر.