تواجه جمعية إبصار للتأهيل وخدمة الإعاقة البصرية منذ فترة طويلة، خصوصاً في المواسم الدينية عبء توفير مصاحف برايل للراغبين من المعوقين والمعوقات بصرياً، إذ أكدت «الجمعية» أن هذا الأمر يمثل تحدياً في ظل عدم تجاوب الجهات المعنية بطباعة مصحف برايل في السعودية، وعدم التجاوب مع المراسلات التي أرسلتها الجمعية منذ عامين. وانتقد أمين عام الجمعية محمد توفيق بلو غياب الآلية المتبعة في توزيع مصاحف برايل. وأشار إلى تصريحات سابقة عن بعض الجهات المعنية بذلك والذي لم تجد الجمعية أي تجاوب معها كتابياً أو هاتفياً. وقال: «إن الجمعية تحاول تلبية طلبات عديدة من مسلمين عرب في فرنسا وأميركا وإسبانيا إضافة إلى بعض الجمعيات الخيرية المعنية بالمكفوفين في السودان والعراق والأردن وفلسطين عدا عدد كبير من مستفيدي الجمعية من الكفيفين والكفيفات في المملكة إذ تتواصل مع الجمعية لطلب كميات من مصاحف برايل على اعتبار أن الجمعية هي الأولى سعودياً وعربياً التي تخصص اهتماماً بذوي الإعاقة البصرية ويرون فيها إمكان توفيرها، إلا أن الواقع غير ذلك». وأوضح أن عدم تجاوب الجهات المعنية بالأمر، يجعل الجمعية في حرج كبير، خصوصاً أن الجمعية تمتلك ثلاثة مصاحف برايل فقط حتى الآن ، لافتاً إلى أهمية العناية بتوفير مصاحف لقراءة القرآن الكريم لذوي الإعاقة بصفة عامة والمكفوفين وضعاف البصر بصفة خاصة. وقال: «إن نحو 75 في المئة من ذوي الإعاقة البصرية لايجيدون قراءة القرآن الكريم بخط برايل أو قراءة المصاحف بالطريقة المطبوعة بها الآن، نظراً لقصور وظائف الإبصار لديهم نتيجة ضعف البصر المصابين بها. وشدّد بلو على ضرورة الحاجة الماسة لعمل الجهات المختصة وهيئات مجالس العلماء المختصة بالإفتاء وطباعة المصحف الشريف بضرورة تطبيق النظم الحديثة في مساعدة ضعاف البصر وتمكينهم القراءة باستخدام التباين في الألوان مابين الخلفية والأحرف، كذلك أنواع الخطوط المستخدمة وتحديدها في النسخ أو العربي التقليدي حتى يتمكن ضعيف البصر من قراءتها. وزاد: «إن الإعاقة البصرية بلغت حداً متعاظماً في العالم إذ أكدت الإحصاءات الصادرة من منظمة الأممالمتحدة أن عدد المعاقين بصرياً بلغ 831 مليون شخص حول العالم منهم 45 مليون كفيف و 269 مليون ضعيف بصر و 517 مليون يعانون من عيوب انكسارية تؤدي إلى ضعف نظر شديد لأسباب مرتبطة بكبر السن، منهم 90 في المئة في دول العالم النامي الذي يمثل المسلمون غالبيتهم». وأضاف أن توفير نسخة للمصحف الشريف بطريقة «برايل» هو عمل إنساني وواجب ديني من الدرجة الأولى، متسائلاً في الوقت ذاته عن عدم توفيره من طريق الجهات المختصة أوبالتعاون مع الجهات ذات العلاقة لإمكان حصول الكفيف على نسخة تمكنه من الاستمتاع بقراءة القرآن ومتابعة ورده اليومي كما يقوم المبصر.