اعتبر وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان أن إدارياً ناجحاً يتولى رئاسة الأندية الأدبية خير من أديب بارع , لكن لديه "مشكلات نفسية أو عقلية" , مشيراً إلى أن الإداري المحنك يبعد عنه التكهنات والظنون وفكرة المؤامرات أو الخطط. وشن الحجيلان هجوماً حاداً على بعض الصحفيين متهماً إياهم "بالافتقاد إلى المهنية والوعي إلى الإعلام الثقافي". وفي برنامج "المنتدى الثقافي" الذي أذاعه راديو الرياض أمس الأول الأحد، قال الحجيلان إنه تحدث للفائزين بمجالس الإدارة الجديدة، وقال لهم: "إنهم يطمحون إلى رؤية إداريين ناجحين لهم اهتمام بالأدب والثقافة ولهم معرفة به خير من أن يتوقعوا أن يفوز في هذه المجالس أدباء بارعون أو فنانون متميزون ولكنهم ضعفاء في الإدارة والتخطيط، أو لديهم مشكلات نفسية أو عقلية ربما تعوقهم عن الرؤية الأشمل للمنتج الثقافي"، مؤكداً أن المهارة تأتي بالتعامل مع الواقع وفق ما يملكه الشخص من أدوات ومعطيات. وأضاف أن الروائي ربما يكون أقرب إلى معرفة الرواية والشعر للشاعر، وليس شرطاً أن يكون عضو مجلس الإدارة ملماً بكل فن من كل هذه الفنون، وإنما يكفي أن يكون لديه اطلاع ووعي وقدرة على التمييز والتشخيص والتنبؤ بما يمكن أن يحصل، مبني على معطيات حقيقية وقدرة فائقة على التعاون والإصغاء إلى جميع زملائه وتقبل الآراء المضادة. ورأى أن "الإداري المحنك هو الشخص الذي يستطيع أن يستوعب الجميع وأن يرى الواقع بمنظار واقعي ويبعد عنه التكهنات والظنون وفكرة المؤامرات أو الخطط التي لا تركن إلى أي مستند حقيقي وواقعي ويبدأ فعلياً في قراءة الواقع ويسند الأعمال إلى أصحابها بدرجة من الوعي والدقة". وفي تصريحاته لبرنامج "المنتدى الثقافي" الذي استضاف عدداً من رؤساء الأندية الأدبية والمثقفين للحديث حول الانتخابات الأدبية، اعتبر الحجيلان أن تجربة الانتخابات في الأندية الستة "لقيت قبولاً عاماً حيث أبدى الأغلبية ارتياحهم لمثل هذه الانتخابات لأنها حققت على الأقل أن الذين ترشحوا لمجالس الإدارة كانوا راغبين في العمل، حيث تختلف الانتخابات عن التعيين لأن المعين كان قد يقبل حتى لو لم تكن لديه الرغبة في العمل ولكن ثقة المسؤول تجعله يستجيب، أما المرشح فإنه يحاول تحقيق رغبات من وثقوا به وصوتوا له، وهو أمام مسؤولية من وثق به للنهوض بالمشروع الثقافي". وأكد أن الوكالة تعطي لمجالس الإدارة الجديدة الدعم الكامل وتقدم لهم الدعم المطلوب وتساعدهم في الكثير من المساءل "ويُترك للأندية الأدبية حرية التصرف، ولكن بعضها تلقى بعض العقبات ويستعينون بالوكالة"، مؤكداً أن الوكالة لن تتأخر في محاولة الوصول إلى حلول مناسبة للمشاكل التي تواجههم. واعتبر أن الجميل في الانتخابات أنها "تجربة جديدة، ومن المتوقع أن يكون لها ردود فعل سواء متقبلة أو رافضة أو ممانعة على الأقل, ونلاحظ ما يعقب الانتخابات من طعون أو اعتراض ونأخذ مجموعة منها بجدية، خاصة ما هو مبني على الحقائق لأن بعضها ليس مبنياً على حقائق ولا يأخذ من الطعن سوى الاسم، ومن الطبيعي أن يعترض بعض من لم يفز، كما أن بعضهم يحكم على الخبرة الجديدة من خلال خبراتهم السابقة حتى لو لم تكن مشابهة. مؤكداً أن الوكالة تقرأ هذا الحدث الثقافي قراءة أشمل". وعن الحركة الإعلامية التي لاقتها الانتخابات قال الحجيلان: "أنظر لهذه التجربة الإعلامية من منظار إيجابي أنها لفتت انتباه الرأي العام إلى الأندية الأدبية فبدا الناس يتساءلون على المستوى الشخصي أو العام وبعضهم لم يكن يسمع بالنادي الأدبي من قبل" . وقال: إن تكرار حضور النادي الأدبي والانتخابات في وسائل الإعلام لفتت انتباه الرأي العام إلى هذه الجهة التي كانت في السابق تعيش في معزل. وأقر بأن هناك بعض الجوانب السلبية وهي عدم دقة المعلومة التي تنشر، حيث إن هناك حرصاً من الإعلاميين أن يثيروا كثيراً من القضايا "ونسبة كبيرة من تلك المعلومات لم تكن صحيحة أو غير دقيقة". وأضاف: "صححنا بعضها والبعض لم يتيسر تصحيحه، منها أن الوكالة حذرت من الإعلان عبر الفيس بوك. نعم نشرته إحدى الصحف وأرسلنا لهم تكذيباً ولكنهم لم ينشروه", مضيفاً أن الوكالة تعكف على إنشاء موقع خاص بها تظهر فيه الحقيقة. وقال الحجيلان: إن معلومات كثيرة نسبت للوكالة والوكالة تتبرأ منها، معتبراً أن ذلك "مشكلة بعض الصحفيين الذين يفتقدون المهنية والوعي بالإعلام الثقافي من حيث إيصال المعلومة الدقيقة، وعدم الركون إلى التكهنات أو الهواجس أو الظنون التي ربما تثير إشكالات عند القارئ الذي لا يمحص الموضوع أو لا يترقب المسألة من أكثر من جانب حتى يتوصل للحقيقة". واختتم وكيل الوزارة للشؤون الثقافية مداخلته بالقول: "أكدت للإخوة والأخوات في مجالس الإدارة الجديدة أن الأعضاء الذين رشحوهم لا يتوقعون أن تطبعوا إنتاجكم بقدر ما ينتظرون أن تستقطبوا الشباب والشابات وتطبعوا لهم لإنتاج ثقافة تصهر كل الشباب وتجعل العالم يراها واضحة وجلية تعبر عن ثقافة المنطقة وهويتها ولونها، وهذا ما نتوقعه في المستقبل". من جانبه، قال الروائي المعروف محمد العرفج إن المدة التي منحها أدبي الرياض لفترة الترشيح لعضوية مجلس إدارة النادي كانت كافية، متسائلاً عن الأسباب التي أدت إلى تمديد فترة الترشيح، رغم وجود الإعلان المكثّف من قبل إدارة النادي عبر رسائل ال SMS والصحف الورقية والندوات التي أقامتها، وكذلك المواقع الإلكترونية بالإضافة إلى موقعها الرسمي كانت جد كافية, قائلاً إنه سبق أن سجل اسمه مرشحاً لعضوية المجلس في آخر أسبوع لأن كل الأعضاء كانوا يعلمون بنهاية فترة التقديم. وعن أسباب انسحابه قال: إنه انسحب من الترشيح ضمن 37 مرشحاً بعد دخول بعض الأسماء في التمديد الذي حصل لمدة يومين، بجانب الإشكاليات التي حدثت بسبب الأجهزة الإلكترونية رغم مطالبة بعض المثقفين بتحويل الانتخابات إلى ورقية، ولكن تم رفض ذلك. وحول فكرة الانتخابات الأدبية كفكرة جديدة قال: فكرة الانتخابات جيدة إذا كانت خاصة للمثقفين لأن ليس لديهم أماكن إلا الأندية الأدبية. وتساءل العرفج: "لو كان شخص لا ينتمي للثقافة ويرشح نفسه ويفوز، ماذا سيقدم للثقافة؟". يُذكر أن برنامج "المنتدى الثقافي" من تقديم الدكتور صالح المحمود بمشاركة هاني الحجي وإخراج فهد الهاجري.