اعتبر وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان، أن إداريا ناجحا يتولى رئاسة الأندية الأدبية خير من أديب بارع لا يملك المهارات الإدارية التي تمكنه من التعامل مع الجميع وفهمهم واستيعاب آرائهم. وأضاف «الإدارة الثقافية عملية صعبة جدا؛ ولذلك هناك استشارات وتبادل آراء بالتنسيق مع الجامعات لعقد دورات في الإدارة لرؤساء الأندية الأدبية الجدد». وذكر الحجيلان أن بعض الصحفيين يفتقدون المهنية والوعي إلى الإعلام الثقافي «معلومات كثيرة نسبت للوكالة والوكالة تتبرأ منها، ومشكلة بعض الصحفيين الذين يفتقدون المهنية والوعي بالإعلام الثقافي من حيث إيصال المعلومة الدقيقة، وعدم الركون إلى التكهنات أو الهواجس أو الظنون التي ربما تثير إشكالات عند القارئ الذي لا يمحص الموضوع أو لا يترقب المسألة من أكثر من جانب حتى يتوصل للحقيقة». وأضاف «صححنا بعضها والبعض لم يتيسر تصحيحه، منها أن الوكالة حذرت من الإعلان عبر «الفيس بوك»، ونعم نشرته إحدى الصحف وأرسلنا لهم تكذيبا ولكنهم لم ينشروه»، مبينا أن الوكالة تعكف على إنشاء موقع خاص بها تظهر فيه الحقيقة. ونفى الحجيلان تدخل الوكالة في عمل الأندية الأدبية، مؤكدا أن قراراتها تصدر من مجالس إدارتها، وإذا استشيرت الوكالة أو قدمت اقتراحا فمن حق مجلس الإدارة القبول أو الرفض فالقرار جماعي بالتصويت، والوكالة ليس لديها سلطة لتفرض على أحد رأيا «كل تعاملنا مع مجالس الأندية مبني على الاحترام والتفاهم وفي الغالب تطلب منا الأندية خطابات، ليستأنسوا بها في بناء قراراتهم وليس في خطاباتنا نبرة استعلاء أو توجيه، والخطابات تكون باسمي تقديرا للزملاء والزميلات في مجالس الإدارة، وكل ما يحصل استشارات وتبادل آراء وكلمة توجيه لا يمكن أن نستخدمها». وأكد الحجيلان أن الانتخابات السابقة التي شهدتها ستة أندية أدبية لقيت قبولا عاما، حيث أبدى الأغلبية ارتياحهم لها؛ لأنها حققت على الأقل أن الذين ترشحوا لمجالس الإدارة كانوا راغبين في العمل، حيث تختلف الانتخابات عن التعيين؛ لأن المعين كان قد يقبل حتى لو لم تكن لديه الرغبة في العمل ولكن ثقة المسؤول تجعله يستجيب، أما المرشح فإنه يحاول تحقيق رغبات من وثقوا به وصوتوا له وهو أمام مسؤولية من وثق فيه للنهوض بالمشروع الثقافي. وقال إنه تحدث للفائزين بمجالس الإدارة الجديدة، وذكر لهم «إنهم يطمحون إلى رؤية إداريين ناجحين لهم اهتمام بالأدب والثقافة، ولهم معرفة به خير من أن يتوقعوا أن يفوز في هذه المجالس أدباء بارعون أو فنانون متميزون ولكنهم ضعفاء في الإدارة والتخطيط، أو لديهم مشكلات نفسية أو عقلية ربما تعوقهم عن الرؤية الأشمل للمنتج الثقافي»، مؤكدا أن المهارة تأتي بالتعامل مع الواقع وفق ما يملكه الشخص من أدوات ومعطيات. وأضاف «الروائي ربما يكون أقرب إلى معرفة الرواية والشعر للشاعر، وليس شرطا أن يكون عضو مجلس الإدارة ملما بكل فن من كل هذه الفنون، وإنما يكفي أن يكون لديه اطلاع ووعي وقدرة على التمييز والتشخيص والتنبؤ بما يمكن أن يحصل مبني على معطيات حقيقية وقدرة فائقة على التعاون والإصغاء إلى جميع زملائه وتقبل الآراء المضادة». وأشار الحجيلان إلى دعوة وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة للمثقفين والمثقفات بالتفاعل مع الانتخابات، معتبرا أن الجميل في الانتخابات أنها «تجربة جديدة»، ومن المتوقع أن يكون لها ردود فعل سواء متقبلة أو رافضة أو ممانعة على الأقل «نلاحظ ما يعقب الانتخابات من طعون أو اعتراض ونأخذ مجموعة منها بجدية، خاصة ما هو مبني على الحقائق؛ لأن بعضها ليس مبنيا على حقائق ولا يأخذ من الطعن سوى الاسم، ومن الطبيعي أن يعترض بعض من لم يفز، كما أن بعضهم يحكم على الخبرة الجديدة من خلال خبراتهم السابقة حتى لو لم تكن مشابهة»، مبينا أن الوكالة تقرأ هذا الحدث الثقافي قراءة أشمل. وعن الحركة الإعلامية التي لاقتها الانتخابات، قال «أنظر لهذه التجربة الإعلامية من منظار إيجابي أنها لفتت انتباه الرأي العام إلى الأندية الأدبية، فبدأ الناس يتساءلون على المستوى الشخصي أو العام وبعضهم لم يكن يسمع بالنادي الأدبي من قبل». وأوضح الحجيلان أن تكرار حضور النادي الأدبي والانتخابات في وسائل الإعلام لفتت انتباه الرأي العام إلى هذه الجهة التي كانت في السابق تعيش في معزل، مشيرا إلى وجود بعض الجوانب السلبية وهي عدم دقة المعلومة التي تنشر، حيث إن هناك حرصا من الإعلاميين أن يثيروا كثيرا من القضايا، ونسبة كبيرة من تلك المعلومات لم تكن صحيحة أو غير دقيقة .