تلقت «الحياة» تعقيباً من وكيل وزارة الثقافة للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان، على ما نشر في عدد أمس في صفحة «آداب وفنون» بعنوان «محمد علوان: وصاية الحجيلان مرفوضة... وعلى «الثقافة» أن تحترم الأدباء»، هذا نصه: إشارة إلى ما نشر في الحياة يوم السبت 12 شوال 1432ه حول ملاحظة الأستاذ القاص محمد علوان حول وصف المثقفين بأن لديهم مشكلات نفسية وعقلية. أود التوضيح بأن هذا الكلام انتزع من سياق الحديث وأظهر الأمر بصورة مختلفة أرفضها رفضاً تاماً ولا يمكن لي أن أطلق وصفاً بهذا التعميم على أي شخص، فضلاً عن مثقفين لهم مكانتهم وتقديرهم، وهم محل تقدير واعتزاز. وقد نشر في هذه الصحيفة يوم الأربعاء 7 أيلول (سبتمبر) 2011 تفاصيل ما دار في الحديث الإذاعي على النحو الآتي: وأوضح الحجيلان أن مجلس الإدارة له من كلمة الإدارة نصيب، «فالإداري المحنك هو الذي يستطيع أن يستوعب الجميع، وأن يرى الواقع بمنظار واقعي ويبعد عنه التكهنات والظنون وفكرة المؤامرات أو الخطط التي لا تركن إلى أي مستند حقيقي وواقعي، ويبدأ فعلياً في قراءة الواقع ويسند الأعمال إلى أصحابها بدرجة من الوعي والدقة». وأشار إلى أنه ليس شرطاً أن يكون عضو مجلس الإدارة ملماً بكل فن من الفنون، «وإنما يكفي أن يكون لديه اطلاع ووعي وقدرة على التمييز والتشخيص، والتنبؤ بما يمكن أن يحصل مبني على معطيات حقيقية وقدرة فائقة على التعاون والإصغاء إلى جميع زملائه وتقبل الآراء المضادة. وقال وكيل الشؤون الثقافية، في حديثه لبرنامج «المنتدى الثقافي» الذي بثته إذاعة الرياض أخيراً، إن إدارة الثقافة «عملية صعبة جداً، ولذلك هناك استشارات وتبادل آراء مع التنسيق مع الجامعات لعقد دورات في الإدارة للرؤساء الجدد، فالمثقف الذي لديه إمكانات إدارية أفضل من المبدع الذي لا يملك المهارات الإدارية، التي تمكنه من التعامل مع الجميع وفهمهم واستيعاب آرائهم». كما نشر في هذه الصحيفة يوم الثلثاء 6 سبتمبر، نقلاً عن الحديث الشفهي الذي دار في البرنامج الإذاعي: «وقد قلت للفائزين بمجالس الإدارة الجديدة وربما معي الجمهور إنهم يطمحون إلى رؤية إداريين ناجحين لهم اهتمام بالأدب والثقافة ولهم معرفة به خير من أن يتوقعوا أن يفوز في هذه المجالس أدباء بارعون أو فنانون مميزون ولكنهم ضعفاء في الإدارة والتخطيط (أو لديهم مشكلات نفسية وعقلية) ربما تعوقهم عن الرؤية الأشمل للمنتج الثقافي» آمل النظر إلى الموقف بشكل شمولي، من دون أخذ بعض ما ينشر مجتزءاً من سياقه على أنه يمثل الحقيقة. فالتفضيل المشار إليه يتعلق بالعمل الإداري الذي يمارسه الإنسان. ولم ترد إشارة إلى مرض أو وصف سلبي مطلق، والمشكلة المذكورة جاءت مقيدة ومعناها هو ما أشارت إليه العبارة من «الوقوع فريسة للتكهنات والظنون»، فمن تكون لديه هذه المشكلة في التفكير فإنه يجد صعوبة في إدارة العمل بطريقة محترفة. وفي النهاية، لو حصل زلة عابرة في كلام شفهي مرتجل فإني أتراجع عنها في الحال وأصححها لأن الواقع هو أنني أجل المثقفين جميعهم وهم محط اهتمام الوزارة ومنهم نستمد الرأي والمشورة والاقتراح والنقد. وأرجو أن نعمل معاً لخدمة الثقافة وأهلها وإبرازها بالصورة الجميلة التي تستحقها.