وقع مجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض صباح أمس اتفاقية تعاون مع الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الفصام للارتقاء بالخدمات والبرامج المقدمة لخدمة مرضى الفصام وأفراد أسرهم والذين يحتاجون إلى الرعاية والتأهيل. ومثلت الأميرة سميرة بنت عبدالله الفيصل الفرحان آل سعود، جمعية الفصام في التوقيع ومثل المجمع مدير الشؤون الصحية بمنطقة الرياض رئيس مجلس إدارة المجمع الدكتور عدنان العبدالكريم، وجرت مراسم التوقيع بحضور مدير عام الصحة النفسية والاجتماعية الدكتور عبدالحميد الحبيب والمدير التنفيذي للمجمع الدكتور محمد القحطاني ومستشار جمعية الفصام الدكتور عبدالمحسن العتيبي.
ونصت الاتفاقية على المساهمة في تفعيل فعاليات وبرامج جمعية الفصام التوعوية ذات الجوانب الصحية من خلال مشاركة منسوبي المجمع المؤهلين، وتخصيص ركن داخل المجمع خاص بالجمعية للتعريف بدورها وأنشطتها على أن يشغل من قبلها، وكذلك التعاون في استقبال الحالات المستفيدة من خدمات الجمعية المحولة إلى المجمع.
وجاء توقيع الاتفاقية مصاحباً لحفل افتتاح الندوة العلمية التي نظمها المجمع بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية تحت شعار "التعايش مع الفصام" برعاية مدير صحة الرياض الدكتور عدنان العبدالكريم وشارك فيها ما يقارب 400 مختص في مجال الصحة النفسية.
وذكر خلالها مدير صحة الرياض أن خدمات الصحة النفسية مقبلة على نهضة كبيرة في الأعوام القادمة نظراً لما توليه الدولة من اهتمام ورعاية في الجانب الصحي للمواطنين ومنها تقديم الخدمات الطبية للمرضى النفسيين من خلال مجمعات الأمل ومستشفيات الصحة النفسية والعيادات النفسية في المستشفيات العامة.
حيث تعمل وزارة الصحة على نشر مفهوم العلاج النفسي وشموليته عبر إنشاء مستشفيات نفسية جديدة وبرامج الرعاية الصحية الأولية. ومن المقرر أن يزداد عدد المستشفيات النفسية حسب الخطة المعتمدة بالوزارة ليصل إلى 35 مستشفى نفسياً ومجمع أمل لتصل الخدمة النفسية لجميع المحتاجين لها وتكون قريبة منهم.
وتطرق للخدمات التي تحتويها منطقة الرياض في مجال الصحة النفسية والتي يوجد بها مجمع يعد من أكبر المجمعات الطبية في مجال الصحة النفسية في المملكة وهو مجمع الأمل وكذلك مستشفى للصحة النفسية بالخرج والذي تتسابق الخطى لتشغيله، إضافة إلى مجمع الأمل الجديد الذي اُعتمد إنشاؤه وتم تحديد الأرض المخصصة له والذي سيكون داخل مدينة الرياض ويضم 500 سرير جزء منها لعلاج الأمراض النفسية، وكذلك مركز الإخاء الاجتماعي لناقهي الأمراض النفسية والذي يضم 80 سريراً وبرنامج الطب المنزلي.
كما أشاد مدير صحة الرياض باللجنة الوطنية لتعزيز الصحة النفسية التي تلعب دوراً استراتيجياً ومحورياً في رعاية المرضى النفسيين من خلال البرامج التي تقدمها ومن أهمها مركز "أجواد" للرعاية المجتمعية الذي يعد الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط ويقدم خدماته لرعاية المرضى النفسيين التائهين والمشردين والذين يعانون الرفض من أسرهم من خلال العديد من البرامج التي يقدمها، وكذلك إنشاء مجموعات الدعم في الصحة النفسية وغيرها من البرامج التي نفذتها وما زالت تنفذها على الرغم من عمرها القصير.
وتحدث عن تنفيذ (برنامج المسح الوطني للصحة النفسية) والذي انطلق قبل أكثر من عام ليعزز جهود الدولة للوقاية والعلاج والتأهيل ويسعى لقياس مدى انتشار الأمراض النفسية وتحديد العوامل المسببة لها، ونتائج علاجها. مقدماً في نهاية كلمته شكره لسمو الأميرة سميرة على جهودها في رعاية مرضى الفصام ولمدير الصحة النفسية على متابعته المستمرة لتقدم الخدمات الصحية النفسية في المملكة ولإدارة المجمع تنظيم هذه الفعالية والتي تأتي ضمن جهودهم لتطوير كل ما يتعلق بصحة المرضى النفسيين.
وفي كلمته التي ألقاها رحب المدير التنفيذي لمجمع الأمل بالرياض بحضور الحفل وفي مقدمتهم الأميرة سميرة والدكتور عبدالحميد ومقدماً شكره لرعاية مدير صحة الرياض لهذه المناسبة والتي اعتبرها غير مستغربة لدعمه الخدمات الصحية في المنطقة ومنها المجمع، مبيناً أن هذه المناسبة جاءت لإيجاد طرق وأساليب تُسهم في تحقيق شعار اليوم العالمي للصحة النفسية (التعايش مع الفصام)، وذلك من خلال تبادل الخبرات والمهارات، وبما يساعد مستشفيات الصحة النفسية في أداء دورها لخدمة مرضى الفصام (خصوصاً) والمرضى النفسيين عموماً.
وذكر الدكتور القحطاني بعض الإحصاءات المتعلقة بمرضى الفصام وجاء فيها أنه بحسب منظمة الصحة العالمية فإن نسبة مرضى الفصام تقدر ما بين (1إلى1,5 %)، مما يجعله أكثر الاضطرابات الذهانية شيوعاً بالمجتمع الواحد، وأن هنالك انخفاضاً في نسبة الانتكاسة لدى مرضى الفصام تتجاوز ال (50 %) عند انتظامهم في البرامج العلاجية المقدمة لهم.