يرفض الكاتب الصحفي فهد عامر الأحمدي، ادعاءات الإعجاز التي يطلقها البعض ويربطونها بالإسلام، نافياً أن تكون مكة المكرّمة في مركز الكون، أو أن إشعاع ليزر ينطلق من الكعبة نحو السماء، معتبراً أن العاجزين عن الإنجاز يطلقون هذه المزاعم التي تضر بسمعة الدين وترتد على المسلمين حين يتم نقضها لاحقاً!! وفي مقاله "حكاية آرمسترونغ مع الأذان" بصحيفة "الرياض" يروي الأحمدي القصة المزعومة حول إسلام آرمسترونغ، ويقول "نيل آرمسترونغ أول إنسان مشى فوق سطح القمر منذ بدء الخليقة.. وكان مجرد هبوطه (في يوليو1969) تتويجاً للعلم والمعرفة ونهاية لتنافس تقني انتصرت فيه أمريكا على روسيا التي بدأت التحدّي بإطلاق أول قمر اصطناعي عام 1957! .. وبدل أن يكون هذا الإنجاز عبرةً للعرب والمسلمين - ويتبنون المنهج العلمي والتجريبي في نهضتهم - اختلقوا أكذوبةً كبيرةً دارت حوله لم يصدقها غيرهم.. اختلقوا تقارير صحفية تفيد بأن آرمسترونغ حين هبط على سطح القمر سمع صوت الأذان يصعد من الأرض إلى السماء .. وفي العام التالي زار القاهرة فسمع أذان الأزهر لأول مرة، فسأل مرافقه: ما هذا الصوت؟ فقال له: هذه دعوة الصلاة لدى المسلمين، فقال: أشهد أنني سمعته فوق سطح القمر فأعلن إسلامه الأمر الذي لم يرق لزوجته فطلبت منه الطلاق!!". ويضيف الكاتب "ما ذكّرني اليوم بهذه القصة هو عثوري على مقال قديم للصحفي اللبناني المعروف "شوقي رافع" يقول فيه (بعد تكرار القصة السابقة): وهذه القصة نشرتها لأول مرة صحيفة ماليزية ثم نقلتها عنها صحف عربية كثيرة.. وذات يوم اتصل بي رئيس إحدى الصحف - وكنت حينها في واشنطن - وطلب مني إجراء حوار موسع مع آرمسترونغ بخصوص هذه الحادثة. وهكذا اتصلت بمدير مكتبه لتحديد موعد معه غير أنه اعتذر بسبب كثرة مشاغله. وعوضاً عن ذلك عرض عليّ بعث الأسئلة التي أريدها كي يجيب عنها مستر آرمسترونغ. وهكذا كتبت 32 سؤالاً لم أوفر فيها سؤاله حتى عن إسلامه وعلاقته بزوجته بعد أن غيّر دينه، وإن كان يفكر في الاستقرار بمصر كما ذكرت الصحف.. وعوضا عن تسلُّمي ملزمة ضخمة من الأجوبة الساخنة وصلتني رسالة قصيرة يقول فيها آرمسترونغ: التقارير التي تشير إلى إسلامي ظهرت كشائعات في أثناء زيارتي لماليزيا. فأنا لم أعتنق الإسلام ولم أسمع صوت الأذان على القمر، ولم أزر مصر في حياتي كلها، وأعتذر عن الإزعاج الذي سبّبته لكم صحافة تفتقر إلى المصداقية". ويعلق الأحمدي على حكاية آرمسترونغ، قائلاً "قد تكون الحكاية قديمة ولكنها دون شك مخضرمة وتكرّرت لاحقاً بأشكالٍ وصيغٍ مشابهة - بدءاً من وجود مكة في مركز الكون، وانتهاءً باكتشاف إشعاع ليزر ينطلق من الكعبة نحو السماء .. والمُضحك المُبكي أن مَن يفبرك هذه الادعاءات - تحت مسمى الإعجاز - يكون في الغالب جاهلا بأبسط قواعد العلوم والرياضيات.. فسماع الأذان على سطح القمر مستحيل فيزيائياً كون الصوت لا ينتقل في الفضاء (لعدم وجود هواء). أما التهرُّب من هذه الحقيقة العلمية بحجة أنها "معجزة" أو "كرامة" خاصّة فهذا (جهل مركب) كون المعجزات لا تحدث إلا للأنبياء، ومستر آرمسترونغ ليس أهلاً للكرامات!!". وينهي الأحمدي مؤكداً "أن ادعاءات الإعجاز أكاذيب يختلقها العاجزون عن الإنجاز وتضر بسمعة الدين وترتد على المسلمين حين يتم نقضها لاحقا!! .. لكن.. ماذا تقول فيمن يختلق الشائعات، ثم يصدقها هو نفسه حين تعود إليه لاحقاً عبر آلاف المصادر والشهادات؟!".