قال عالم الجيولوجيا المصري والمسؤول بوكالة الفضاء والطيران الأمريكية "ناسا" فاروق الباز، إن رائد الفضاء الأمريكي نيل أرمسترونغ لم يسمع الأذان فوق القمر، كما أشيع، لكن "فاتحة الكتاب" منحته الطمأنينة، وأنه لا صحة لما نسب إلى دونالد رامسفيلد، من أن أرمسترونغ لم يصعد إلى سطح القمر، وأن الأمر كله كان خدعة أمريكية. وفي مقابلة معه نشرتها صحيفة "الشروق" الجزائرية السبت، قال الباز إن رواد أول رحلة إلى الفضاء كانت لهم علاقة باللغة العربية والإسلام؛ ففي رحلة "أبولو 15" كانت المجموعة العلمية مرحة وظريفة جداً، وكنت أستاذاً لهم لمدة 18 شهراً تقريباً، وكانت تربطني بهم علاقات متينة، حيث كان بيتي محل إقامة لهم خلال فترات عملهم بواشنطن، ما صادف مشاهدتهم للصور ومصاحف القرآن وبعض ما يتعلق بالإسلام، وكان من بينهم رائد فضاء قمت بتعليمه اللغة العربية، وتكلم معنا من الفضاء بالعربية، حيث قال جملة "أهلاً بكم أهل الأرض من (ان دابر) إليكم سلام"، (ان دابر) هو اسم السفينة". ونفى أن يكون أرمسترونغ قد سمع الأذان فوق القمر، وأوضح قائلاً "كانت سفينة "أبولو15" هي أول سفينة أدخلت عليها تعديلات كبيرة جداً، وكان يتملكنا خوف شديد من أن يصيب الإضافات أي خلل، وتكلمت مع أحد الرواد بأني سأعطيه سورة الفاتحة قبل السفر إلى الفضاء كحماية لهم، وبالفعل أخذوا فاتحة الكتاب برفقتهم، حيث عند عودتهم سئلوا من طرف الإعلام الأمريكي إن كان قد تملكهم الخوف من التغييرات التي أضيفت، فأسروا لنا بخوفهم الشديد من ذلك، لكن فاتحة الكتاب زادت في طمأنينتهم، وهو ما تداولته صحيفة "الشيكاغو" على صفحاتها وتم تداول القصة بكثرة من الشرق إلى غاية وصولها للهند"، وأضاف مازحاً ومن الهند رجعت إلى العالم العربي بأن أرمسترونغ سمع الأذان وهو على سطح القمر وأسلم وغيرها من الأقاويل، علماً بأن أرمسترونغ لم يزر ولو لمرة واحدة في حياته بلداً إسلامياً، وكيف له أن يسمع الأذان وهو على سطح القمر!؟". وعن شائعات راجت سنة 2004 في حديث نسب إلى رامسفيلد، مفادها أن أرمسترونغ لم يصعد إلى سطح القمر، وكانت خدعة أمريكية على شاكلة الخدع السينمائية، قال الباز "هذا كلام خاطئ، وبعيد تماماً عن الصواب، وكتوضيح لكلامك، فإن رواد الفضاء جلبوا معهم من تلك الرحلة عينات من الصخور، ليس لها مثيل على الأرض من ناحية المكونات الكيميائية، وأقولها ب"الفم المليان" إنها أمور عارية تماماً من الصحة، وأرمسترونغ نزل على سطح القمر"، كما فنّد اتهام أرمسترونغ بالجنون، وإزاحته من وكالة "ناسا" فقال "هذه أيضاً من الإشاعات.. أرمسترونغ اتخذ قراراً بالمكوث ببيته، بعد أن ملّ السفر عبر الفضاء، وهو الآن مدرّس بالجامعة ويرفض الظهور أو الإدلاء بتصريحات لأي وسيلة إعلامية". ورفض الباز أن يقال عنه إنه هرب من مصر وقال "أنا لم أهرب من مصر يا عزيزي.. الوزارة أبلغتني أنه من المفروض أن أدرس الكيمياء بالمعهد العالي في السويس وأنا حامل دكتوراه جيولوجيا، فبربك كيف سأدرس الكيمياء؟"، وأضاف "طلبت مقابلة الوزير لإقناعه بقرار توجيهي لتدريس الكيمياء وكنت أتردد على مكتبه يومياً من الساعة التاسعة صباحاً إلى الثانية بعد الظهر، وبقيت على تلك الحال 3 أشهر، وكانت زوجتي على موعد مع وضع الحمل وتكاليف المستشفى آنذاك 35 جنيهاً، ولم يكن لدي المبلغ المطلوب، بل لم يكن عندي جنيه واحد "فكتّر خير صحابي" كانوا يعطونني جنيهاً وسيجارة، لقد عشت سنة كاملة "أونطة" بدون مدخول.. مما دفعني إلى اتخاذ قرار بالعودة إلى أمريكا وهذا "غصباً عني".