قدم عضو الإفتاء بالمنطقة الشرقية الشيخ الدكتور علي بن سعد الضويحي، استقالته من منصبه، الأربعاء الماضي. وقال في تصريح صحفي بعد تقديمه الاستقالة: "إن تعيين مفتين بمناطق المملكة انبثق من رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- بأن يكون في كل منطقة مُفت للتسهيل على الناس وتيسير أمورهم في الرد على استفتاءاتهم التي كانوا في السابق يعانون من السفر للاستفتاء عنها بالرئاسة العام للإفتاء بالرياض".
وقال الدكتور الضويحي عن سبب تقديمه استقالته بعد أقل من شهر من تعيينه في منصبه مفتياً للشرقية: فوجئت بتصريح الرئاسة قبل أسبوع من الآن بأن المفتين المعينين بالمناطق هم أعضاء إفتاء وليسوا مفتين للمناطق، وهذا فيه إضعاف وتهميش للفروع، وكأنهم يقيسون وضعنا بأعضاء الإفتاء بالرئاسة بالرياض، حيث إن كل مفت له مكتب وتلفون ويستقبل الاتصالات، ونسوا أو تناسوا أن المفتي هو مدير فرع الرئاسة بالمنطقة وما يتحمله من مسؤوليه، ومن الأقسام التي تحت إدارته بالفرع والموظفين الذين يعملون بتلك الأقسام بالإضافة إلى إدارة العلاقات التي يتولاها هو بنفسه مع الإدارات الحكومية".
وكشف الدكتور الضويحي أن "إجراءات التعيين اقتضت بعض الأمور التي تنتقص من شخص العلماء الذين يتولون إدارة فروع الرئاسة كمفتين، ومن أهمها الراتب الوظيفي الذي لا يتناسب وعمل المفتي، كونه يقوم بأعمال تتضمن الفتاوى وكذلك إدارة الفرع أمام الرئاسة والجهات الحكومية بالمنطقة".
وقال إنه "كان الأجدر بالرئاسة عندما أرادت مخالفة توجيهات خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- في تعيين مفتين بمناطق المملكة، تجهيز غرفة في مكتب الدعوة لكل واحد منهم بمناطق المملكة، أو ان يجهزوا لهم غرفاً بكليات الشريعة".
وتابع الدكتور الضويحي أنه ومفتي المناطق المعينين "لهم مكانتهم العلمية والأكاديمية وأنه بعد استقالته سيعود في مكانه كبروفيسور في الفقه بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية"، مبيناً في ذات السياق أنه لو كان له نية مسبقة للاستقالة لما تكلف باستئجار شقة وتأثيثها بأكثر من 100 الف ريال، أصبحت الآن مهجورة إلى حين نهاية العقد، كونه من سكان الأحساء.
وفي ختام تصريحه توجه بالشكر الجزيل والعرفان إلى أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف بن عبدالعزيز، ونائبه الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد، على حسن استقبالهما وكريم حفاوتهما، سائلاً الله العلي القدير أن يجعل ذلك في موازين حسناتهما.
من جهته أوضح مدير عام الشؤون المالية والإدارية بالرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء محمد بن فهد الفارس أن مدير فرع رئاسة الإفتاء بالشرقية الشيخ الدكتور علي الضويحي، المتقدم باستقالته للرئاسة كان اعتراضه على المسمى الوظيفي فقط، حيث إن الرئاسة عينت أعضاء إفتاء بالمناطق على أن يكون الرجوع في المسائل الكبيرة لسماحة المفتي العام للملكة.
وأكد في ذات السياق أن "مناقشة الأمور المالية لم ترد إطلاقاً ولم نحدد له أي مبلغ ولم يعترض على المسائل المالية، وكان اعتراضه فقط على المسمى الوظيفي".