أكد رجل الأعمال المعروف وصاحب "إثنينية خوجة" الشيخ عبدالمقصود خوجة تبنيه مشروعاً يستهدف جمع وإحياء التراث الأدبي للشاعر الكبير الراحل طاهر زمخشري "الماسة السمراء". وأعلن "خوجة" عن مبادرة منتدى "الإثنينية" بجمع وإعادة طباعة دواوين "الزمخشري"، الشعرية وجمع كل أعماله الأخرى، ونشرها ضمن مجموعة مطبوعات كاملة وتوزيعها، وذلك ضمن إطار عمل "الإثنينية" الثقافي في جمع إرث المفكرين والأدباء الذين أثروا الساحة الأدبية السعودية المعاصرة، منوهاً بأن الشاعر الأديب الراحل، الذي يحلو لنا تلقيبه "بابا طاهر"، يعتبر كنزاً أدبياً من حق أدبه وفكره وشعره أن يكون ضمن أعمال المملكة العربية السعودية الخالدة، ولا بد من إبرازها وإعطائها ما تستحقه.
وجاءت مبادرة "خوجة" إثر لقاء جمعه مؤخراً مع "محمد توفيق بلو" حفيد طاهر زمخشري، وأمين عام جمعية إبصار الخيرية، أشار فيه "خوجة" إلى أن الأديب الراحل ربطته معه علاقة صداقة قوية، حيث كان صديقاً مقرباً لوالده الشيخ "محمد سعيد خوجة"، الذي عمل معه في أول مطبعة بالمملكة، "المطبعة الأميرية" بمكةالمكرمة، وتعاون في مجال الأدب والثقافة والصحافة بدءاً بالعمل بمطبعة أم القرى، وما أصدرته من صحف ومطبوعات.
من جهته ثمن "بلو" هذه المبادرة الكريمة، معتبرها بارقة أمل لما كان يطمح إليه ويحلم به، هو وباقي أفراد أسرة "الزمخشري"، وما يتمنونه من إطلاق مشروع لجمع تراث "بابا طاهر" تطلع والأسرة إليه ليكون مشروعاً رائداً يليق بما كان يريده رحمه الله، وأن توثق أعماله التي صدرت سابقاً وتتم طباعة الأشعار التي لم تنشر من قبل، والتي هي بحوزته، إضافة إلى إصدار مجموعات ديوانية صغيرة تضم أشعاره الدينية، الوطنية، الحماسية، والفنية، وكذلك جمع أحاديثه ولقاءاته التلفزيونية ونشرها في مواقع "اليوتيوب"، وإعادة توزيع أهم وأنجح الأغاني، ومجلة الروضة، مشيراً إلى أنه قد بدأ خطوة في عام 2005م لتوثيق أعمال "بابا طاهر"، وذلك بتأليف أول كتاب يتناول سيرته الذاتية بعنوان "الماسة السمراء.. بابا طاهر.. زمخشري القرن العشرين"، كجزء أول من مجموعة مكونة من سبعة أجزاء كان يعتزم إصدارها تتناول: "حياة وأنشطة الأديب الراحل بابا طاهر، أغاني بابا طاهر، رائد أدب الطفل، بابا طاهر بين الأثير والشاشة البيضاء، رحلاته بين بلاد الأرز وضفاف النيل والظلال الخضراء، أشعار بابا طاهر، دراسات نقدية لشعر بابا طاهر".
يذكر أن الشيخ عبدالمقصود خوجة كان أول من بادر بالعمل مع "بابا طاهر" في أواخر أيام حياته على إعادة طباعة دواوينه التي أصدرها ونشرها في مجموعات، الأولى سميت "المجموعة الخضراء"، وهي مجموعة دواوينه التي أصدرها في تونس الخضراء، والثانية "مجموعة النيل" وهي الدواوين التي أصدرها في مصر، والثالثة "مجموعة الأرز" وهي الدواوين التي أصدرها في لبنان، وتوفي "الزمخشري" قبل أن يتم الانتهاء منها، ولم تصدر حتى اليوم، وكانت هذه الخطوة مبادرة من الشيخ "خوجة"، تكريماً ل"بابا طاهر" في آخر حياته كلمسة وفاء وعربون للصداقة التي امتدت بينهما طيلة حياته.
وكان الأديب الراحل طاهر عبدالرحمن زمخشري من مواليد مكةالمكرمة، صنفه النقاد والباحثون بأنه أحد أهم الشعراء المكيين في العصر الحديث، وصنف كرائد للمدرسة الشعرية الحجازية التي أطلق عليها المدرسة الربيعية، عملت على إحياء شعر الشاعر العربي عمر بن أبي ربيعة، وله أعمال أدبية وفكرية وإعلامية مختلفة أثرت الأدب والفن في العالم العربي من المملكة العربية السعودية وحتى شمال إفريقيا، وغذى ضفاف النيل وساحات تونس الخضراء بأشعاره وأغانيه التي تغنى بها العديد من الفنانين العرب، من أشهرهم هناء الصافي، وهيام يونس، وابتسام لطفي، ومحمد عبده، وطارق عبدالحكيم، وطلال مداح، والفنانة التونسية عايدة بوخريص، وغيرهم ممن رحلوا رحمهم الله، عدا نشاطاته الأخرى في مجال الإعلام والصحافة، فقد بدأ بمساهمته في تأسيس الإذاعة السعودية، وما سبقها من صحف ومجلات مازال بعضها يصدر إلى يومنا هذا، مما جعله يستحق لقب "زمخشري القرن العشرين"، للتمييز بينه وبين أبي القاسم محمود الزمخشري فيلسوف وأديب مكة في عصره.