استعاد عدد من محبي وأصدقاء رائد أدب الطفل في السعودية الأديب السعودي طاهر عبدالرحمن زمخشري (1906- 1987)، ذكراه أول من أمس مع اقتراب ذكرى رحيله ال25، واحتشدوا في حفل إفطار نظمه أحفاده بجدة، ضم وجوها من المثقفين ومحبي وأصدقاء وأسرة الزمخشري، الذي يعد من الجيل الأول الذين أسسوا حراكا إبداعيا في السعودية، سواء في المجال الأدبي أو الإعلامي. واسترجع الحضور إصداره في عام 1959 (الروضة) أول مجلة ملونة متخصصة للأطفال في المملكة العربية السعودية، وترؤسه تحرير جريدة البلاد السعودية. ورحب أمين عام جمعية إبصار للتأهيل وخدمة الإعاقة البصرية محمد توفيق بلو، حفيد الزمخشري، بالحضور، مشيرا إلى أن أحفاد زمخشري دأبوا منذ ثمانية أعوام على تنظيم إفطار خاص يدعى إليه عدد من أدباء وفناني الساحة السعودية الذين عاصروا الزمخشري منذ أن ساهم في تأسيس الإذاعة السعودية وعمل بها عام 1369 مذيعا ومعدا ومراقبا. "بلو" الابن الأكبر لكبرى بنات الزمخشري سلط الضوء على حياة الزمخشري، مبتدئا ببرنامجه ركن الأطفال (بابا طاهر) وبرنامج (روضة المساء)، لافتا إلى أن جده أسس أول فرقة موسيقية في المملكة العربية السعودية ساهمت في تقديم الموسيقى والأناشيد الوطنية بالإذاعة. يذكر أن الراحل أصدر 24 ديوانا، وعرف بأنه صاحب أول ديوان شعر يصدر في المملكة العربية السعودية بعنوان (أحلام الربيع) عام 1946، انتهاء بالمجموعة الخضراء ومجموعة النيل ومجموعة الأرز التي لم يعطه الأجل الوقت لإصدارها وتركها على عاتق الأوفياء له من أبنائه وأحفاده وأصدقائه الذين طالما عاشوا وتغنوا بأدبه وأشعاره. واقترح بلو على الأندية الأدبية والجمعية العربية السعودية للفنون بأن تسن سنةً حسنة بإحياء ذكرى الرواد في رمضان عبر موائد خيرية تزين بنكهة أدبية تبرز أعمالهم الجليلة في هذا الشهر الكريم، فعلى سبيل المثال كان ل"بابا طاهر" نشاط خاص فني وأدبي وإذاعي رمضاني بدأه ببرنامج "رمضان كريم" و"مائدة الإفطار"، أضف إلى ذلك العديد من القصائد التي تناولت الشهر الكريم ومظاهره الاجتماعية وكان يسمي الشهر ب"العم رمضان". وكتب زمخشري عددا من الأناشيد الدينية من أشهرها (إلى المروتين) و(رباه) التي أعاد غناءها في رمضان الماضي فنان العرب محمد عبده، الذي كان زمخشري من أوائل وأهم من دعمه وقدمه للساحة الفنية، وكتب لها عددا من أغانيه، ومن أميزها (خاصمت عيني)، ووصل عدد كلماته الغنائية لقرابة 200 أغنية. وحصل الزمخشري على عدد من الجوائز والأوسمة، منها جائزة الدولة التقديرية للأدب عام 1404، وسام الاستقلال من الدرجة الثالثة من الجمهورية التونسية عام 1966، ووسام الثقافة التونسية عام 1394، ووافته المنية يوم الجمعة الثاني من شوال 1407، ودفن بمسقط رأسه بمقابر المعلاة في مكةالمكرمة.