ظهر الزعيم الليبي معمر القذافي على شاشة التلفزيون في الليلة الماضية للمرة الأولى بعد مقتل أحد أبنائه وثلاثة أحفاد في هجوم جوي شنَّته طائرات حلف شمال الأطلسي على طرابلس في ليلة 30 أبريل إلى 1 مايو. وبثّ التلفزيون الليبي مشاهد لاستقبال معمر القذافي لوفد شعبي ليبي، ضمّ أعيان القبائل في المنطقة الشرقية. وجرى الاستقبال في أحد فنادق العاصمة طرابلس. وظهر القذافي مرتدياً عباءة بنية وقلنسوة سوداء ونظارة شمسية، وهو جالس علي كرسي بذراعين قرب طاولة مستديرة صغيرة.
وقال الزعيم الليبي وهو يشير إلي الحاضرين: إن هؤلاء هم أعيان القبائل الليبية.
وقد تردَّدت أنباء عن احتمال أن يكون القذافي قد قُتِل في الغارة التي شنّها حلف شمال الأطلسي، وقُتِل فيها نجله محمد سيف العرب وثلاثة من أحفاده، واختفى القذافي من بعدها ولم يظهر.
كما تردَّدت أنباء عن وصول انتفاضة مسلّحة إلى العاصمة الليبية. وأكّد مصدر في حلف شمال الأطلسي لمراسل قناة "العربية" التلفزيونية يوم الأربعاء: "وجود انتفاضة في طرابلس بعد تدهور وضع قوات القذافي؛ جرّاء القصف المكثَّف الذي تعرَّضت له من مقاتلات الحلف".
وبحسب هذا المصدر، فإن قوات القذافي "تعيد انتشارها حول العاصمة طرابلس، لمحاصرة الانتفاضة داخل المدينة والحول دون التحامها بخطوط الثوار في المستقبل".
ورصدت وكالة الصحافة الفرنسية أربعة انفجارات وقعت في مجمع معمر القذافي بطرابلس إثر غارة طائرات حلف شمال الأطلسي يوم الخميس.
في هذه الأثناء، أكَّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن ما يحدث في ليبيا يخرج عن إطار أهداف العقوبات التي أقرّها مجلس الأمن الدولي. وشدّد على أن جعل القذافي وأقاربه هدفاً لقوات التحالف هو "تجاوز كبير".
وقال لافروف في حديث لصحيفة "موسكوفسكيه نوفوستي" يصدر في عدد الغد: "لقد أعلن التحالف الدولي صراحة أن مهمته هي تغيير النظام، وأن القذافي وأقاربه- بكل ما تحمله هذه العبارة من معنى- هم هدف مشروع .. هذا تجاوز كبير".
وأشار لافروف إلى أن حرباً أهلية حقيقية تجري حالاً في ليبيا، وإذ لم يجري وقفها فإنها ستفضي إلى نتائج كارثية، على حد تعبيره.
وأضاف: "التحالف ينزلق، إذا لم نقل: إنه قد انزلق فعلاً باتجاه دعم طرف في النزاع الليبي على حساب الآخر. الحل واحد.. وهو وقف إطلاق النار فوراً، وهو ما اقترحته روسيا عبر مجلس الأمن، ثم البحث عن مخرج على أساس جهود الوساطة الدولية للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في المقام الأول. لقد زار ليبيا خمسة رؤساء أفارقة وتحدّثوا مع طرابلس وبنغازي باسم الاتحاد الإفريقي، وأنا أعتقد أنه ينبغي لهذه المحادثات أن تكون أساساً في مباحثات الحلّ القادم".