قال القيادي البارز في الدعوة السلفية بمصر، الشيخ ياسر برهامي، إنه سيطالب الرئيس الحالي للبلاد محمد مرسي بالتنحي "إذا خرج ملايين الأشخاص إلى الشوارع" استجابة لدعوات التظاهر يوم الأحد المقبل التي أطلقتها المعارضة. وأوضح "برهامي" في مقابلة مع "إفي" أنه إذا تجاوز عدد المتظاهرين، عدد الأشخاص الذين صوتوا للرئيس الحالي (وهو 13 مليوناً)، فإن المخرج الدستوري الوحيد أمام "مرسي" هو التنحي.
وأضاف أن الدعوة السلفية لن تشارك في المظاهرات المقرر لها الخروج في الأيام الجارية ضد "مرسي"؛ لأن مصر تمر ب"مرحلة حساسة تشمل دعوات للعنف من قبل جميع الأطراف".
وأبرز أن الدعوة السلفية تقف موقفاً وسطاً بين جانبي الاستقطاب حالياً وهما جماعة الإخوان المسلمين وجبهة الإنقاذ الوطني، وأن الدعوة تبذل جهودها للتوصل إلى حل سياسي للأزمة.
وقال: "لا نريد الإطاحة بالرئيس، وفي الوقت ذاته نخشى من مستقبل الدولة في مصر إذا تم إسقاطه بشكل غير دستوري".
كما أعرب "برهامي" عن تخوفه من وقوع أعمال عنف خلال مظاهرات الأحد المقبل، خاصة مع انتشار السلاح بين أفراد الشعب بطريقة غير مقننة.
وأبرز الشيخ القيادي في الحركة السلفية، التي ابتعدت تدريجياً عن الإخوان المسلمين والرئيس "مرسي" خلال العام الأول من فترته الرئاسية، أن الحركة تسعى للمشاركة في إدارة البلاد وليس حكمها.
ويعتبر توقيع اتفاق تبادل سياح بين مصر وإيران وعودة الدفء النسبي إلى العلاقات بين القاهرة وإيران، أبرز نقاط الخلاف بين الإخوان والسلفيين.
وقال "برهامي": "المشروع الإيراني هو مشروع فارسي-شيعي، يمثل تهديداً على الشرق الأوسط بأسره. مثاله في لبنان هو حزب الله الذي شكل مؤسسة مستقلة عن الدولة، وإذا ما حدث ذلك هنا بمصر فسيكون مضراً للغاية".
وطالب "برهامي" بأن يكون هناك تعاون بين كل التيارات والمؤسسات في الدولة من أجل مقاومة هذا "التمدد الشيعي"، داعياً للتعاون بين مصر ودول الخليج.
واعتبر "برهامي" أن حكومة رئيس الوزراء الحالي هشام قنديل "ضعيفة للغاية"، وأنها لم تحل المشكلات اليومية للمصريين، معرباً عن اندهاشه ل"تمسك" الرئيس "مرسي" به.
وأدان وجود حالات فردية للتعذيب بالسجون، وذكر أن عقلية عدد من المسؤولين في وزارة الداخلية قديمة، وهم "ينتظرون الفرصة للعودة إلى الممارسات السابقة".
وشدّد "برهامي" على رفضه لتعديل محتمل في نظام الدعم، الذي يطالب به صندوق النقد الدولي كي يوافق على منح مصر قرضاً، ونادى برفع المرتبات وتعزيز العملة المصرية قبل التفكير في وقف الإعانات.
وقال إن الدعوة السلفية تدافع عن تنشيط أنواع أخرى من السياحة، مثل الثقافية كي لا تقتصر السياحة على الترفيهية فحسب، مُصراً في الوقت ذاته على وجوب "احترام السائحين الذين يزورون البلاد للقيم والتقاليد في مصر".
وأوضح أن السلفيين لا يسعون لمنع السياح من تناول المشروبات الكحولية، بل حظر هذا النوع من المشروبات في الأماكن العامة، وألا يبيعها أو يتناولها مسلمون.
كما أكّد أن حزبه -حزب النور- لن يعارض حرية الاعتقاد بما لا يخالف قيم المجتمع، كذلك فلن يفرضوا على المرأة ارتداء الحجاب بالقوة، بل عبْر الإقناع، على حد تعبيره.
واعتبر "برهامي"، وهو طبيب بشري، أن الحركة السلفية تعمل على التعايش السلمي مع غير المسلمين، كما أنها لا ترفض الحداثة.