عقب توقيع مصر معاهدة السلام مع اسرئيل أصدر الإمام الخميني قراره بقطع العلاقات مع مصر، ثم زادت العلاقات سوءا بعد أن دشنت ايران شارعا باسم خالد الاسلامبولي العقل المدبر لقتل السادات في العاصمة طهران، ما حدا بمصر الى قطع العلاقات مع ايران وطرد السفير الايراني. ودخلت العلاقات المصرية الايرانية في نفق مظلم استمر طيلة عصر الرئيس السابق حسني مبارك. ولكن بعد سقوط مبارك وتولي الرئيس الاسلامي محمد مرسي الذي زار ايران في نهاية أغسطس 2012 لحضور قمة عدم الانحياز في طهران حيث تم استقباله بحفاوة كبيرة من الرئيس نجاد وفي أبريل 2013 قام الرئيس الايراني بزيارة لمصر لحضور القمة الاسلامية في القاهرة .وتم توقيع اتفاقية السياحة بين البلدين وزيارة أول فوج سياحي ايراني لمصر بعد كل هذه السنوات وهو ما أثار غضب بعض التيارات السياسية الموالية لجماعة الاخوان المسلمين. وحذر سياسيون من خطورة التغلغل الايراني في مصر وتحويل مصر للعراق أو سوريا‘ فقال الخبير الاستراتيجى حسام سويلم في تصريحات ل» اليوم»: إن إيران تسعى جاهدة إلى اختراق المجتمع المصرى، مشيرا إلى انها تسعى إلى تكوين ما يعرف بالحسينيات ودخول الحرس الثورى الإيرانى. وقال محمد أبو حامد عضو مجلس الشعب السابق: إن إيران كدولة تمثل خطورة على مصر، وانها استمرت لعقود تعلن عداوتها لمصر، مشيرًا إلى أنها باركت اغتيال الرئيس المصري السابق أنور السادات وقامت بتكريم من اغتاله. وأضاف «أبو حامد» في تغريده له عبر موقع «تويتر»: إن قضية إيران ليست قضية سنة وشيعة، فالاختلافات المذهبية والدينية لا تمنع من التعايش ولا يترتب عليها أي اختلافات في الحقوق أو الواجبات , موضحا أن إيران لها مخططات للمنطقة العربية وخاصة دول الخليج، مضيفًا ان تلك المخططات تتعارض مع المصالح المصرية وأمن مصر القومي. وأعلن الدكتور صفوت حجازي الداعية الإسلامي، رفضه لأي وجود إيراني في مصر، خاصة في الفترة الحالية. وأشار إلى أن إيران دولة صاحبة مذهب تدافع عنه وتحاول نشره بين المسلمين وتسعى لإعادة الامبراطورية الفارسية القديمة. وقال يسري حماد القيادي بحزب النور السلفي: إن ايران تحاول نشر الفكر الشيعي في مصر، واستغلت غياب الأمن وضعف الفجوة الأمنية، بالاضافة الى وجود دعم مالي عن طريق الشيعة العراقيين الموجودين حاليا في مصر وقاموا باقامة حسينية لنشر الفكر الشيعي في مصر وهذا سيهدد السلم الاجتماعي في بلد يعتبر الحامي الاول لمنهج اهل السنة والجماعة في العالم الاسلامي كله، مشيرا الى انه طالب من قبل بضرورة تحرك شعبي ورسمي لمنع دولة ايران وأتباعها من العبث بالأمن داخل مصر. وأوضح ل» اليوم»، انه حذر أكثر من مرة من أن دولة ايران دولة ايديولوجية تنفق المليارات لنشر المذهب في العالم وهو ما يستوجب تدخلا سريعا لتجنب حدوث مواجهات بين المسلمين كما حدث في دولة باكستان. من جهتها، نظمت الدعوة السلفية وحزب النور مؤتمرا جماهيريا مساء الجمعة بمسجد عمرو بن العاص بالقاهرة ، لمواجهة المد المذهبي بمصر بمشاركة عدد كبير من رموز التيار السلفي. وهاجم الشيخ ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية، سعي جماعة الإخوان المسلمين للتطبيع مع ايران، موضحا أن ذلك فيه خطر كبير على الأمة، حيث تتواجد المشاكل حينما تتواجد إيران ولبنان وسوريا تشهدان على ذلك. وأوضح برهامي أن أهل السنة لم يستحلوا دماء أحد. وأشاد برهامي بموقف شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بعد زيارة الرئيس الايراني أحمد نجاد، مؤكدا أن موقفه من المد المذهبي سيكتب في التاريخ. وأشار الشيخ أحمد فريد، عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية، إلى أن جماعة الإخوان المسلمين تخون الدين والأمة لأنهم هم من سمحوا للإيرانيين بدخول مصر وهم الذين يحكمون، وانتقد فريد موقف الرئيس محمد مرسي قبل وصوله للسلطة عندما قال: إن مصر خط احمر.