التقت جمعية "إبصار" للتأهيل وخدمة الإعاقة البصرية، مساء أمس بمقرها في جدة، وفد منظمة مدرسة "بيركنز" العالمية، من مدينة بوسطن الأمريكية؛ لمناقشة فتح مركز متخصص في جدة، لتأهيل المكفوفين الصم، وتقديم خدمات التدخُّل المبكر، وإعادة تأهيل وتعليم الأطفال ذوي الإعاقة البصرية المتعددة. وجاء الموضوع كأحد أهم مستهدفات اللقاء؛ لضرورته الإنسانية والوطنية، وغياب هذه الخدمات عن السعودية، ولخلق فرص وظيفية جديدة للمعاقين بصرياً والمبصرين المختصين.
وقام الوفد المكوَّن من الرئيس التنفيذي للمنظمة ستيفن روذستن، ورئيسة تنمية الموارد والبرامج الدولية بالمنظمة دورثي، بجولة على مرافق الجمعية، استمع بعدها إلى شرح مفصل من أمين عام الجمعية الأستاذ محمد توفيق بلو عن مشروعها المستقبلي لقرية "إبصار" الخيرية.
وكشف اللقاء عما تواجهه الجمعية من مشكلة تزايد أعداد المواليد المصابين بإعاقة بصرية؛ بسبب الولادة المبكرة، والأطفال من ذوي الإعاقة البصرية المصحوبة بإعاقة أخرى خصوصاً البصرية السمعية، والأطفال المعاقين بصرياً الناطقين بغير اللغة العربية، إضافة إلى رغبة بعض الأسر في إلحاق أطفالهم في دور للحضانة أو مدارس خاصة لذوي الإعاقة البصرية؛ في ظل عدم توفر أي خدمة متخصصة في الجمعية أو أي مراكز في المملكة لهم.
واستقبلت الجمعية منذ العام 2005 حتى الآن 60 حالةً تراوحت أعمارهم بين شهر وخمس سنوات، و70 حالةً تفوق السادسة من العمر؛ وهو ما يؤكد بالفعل أهمية مشروع التدخُّل المبكر الهادف إلى تنمية وتطوير المهارات اليومية والتعليمية للأطفال وحديثي الولادة من ذوي الإعاقة البصرية والبصرية المتعددة؛ لبناء قدراتهم وزيادة استقلاليتهم واندماجهم وتفاعلهم مع المجتمع بصورة أفضل.
وأكد "بلو" أن اللقاء خرج بعدة مهام حيث تبدأ مدرسة "بيركنز" بإعداد رؤية مستقبلية لآلية العمل والتعاون مع الجمعية، يتضمن وضع خطة لتنفيذ برنامج التدخُّل المبكر من موقع الجمعية وحجمها الحالي، ويتنامى ويتطور ليواكب احتياجها المستقبلي في مشروع قرية "إبصار" الخيرية.
إضافة إلى تدريب كادر في مجال التدخل المبكر لذوي الإعاقة البصرية ومتعددي الإعاقة، وكادر لتأهيل المكفوفين الصم، ثم وضع برنامج أكاديمي لعرضه في الجامعات والكليات المحلية؛ لتخريج كوادر متخصصة في مجالات التدخل المبكر للإعاقة البصرية المتعددة.
وكذلك تحديث وتطوير خدمات "برايل" في جمعية "إبصار"، وتزويدها بالآلات الذكية والتقنيات الحديثة في مجالات الطباعة المختلفة التي تُستخدم في أمريكا؛ لتعليم وتدريب المكفوفين حالياً، بالإضافة إلى وضع برنامج تدريبي؛ لتدريب فنيين لصيانة آلات ومعدات "برايل" الإلكترونية والتكنولوجية، وذلك بالنظر لما تعانيه خدمات الدعم والمساندة الفنية للمعاقين بصرياً في المملكة من نقص حاد في الفنيين المتخصصين في صيانة الآلات والأجهزة المساندة.
وتأسَّست مدرسة "بيركنز" في العام 1829م، وهي أول مدرسة للمكفوفين، ويعمل بها نحو 800 مختصاً 25% منهم معاقون بصرياً، كما أنها أول من أنشأ مدرسة لرياض الأطفال ذوي الإعاقة البصرية أو المركبة في عام 1980م، كما ابتكرت آلة "بيركنز" لكتابة خط "برايل"، واستفاد منها عشرات الآلاف من المعاقين بصرياً في العالم.